مجتمع

جمعويون يدينون “إقصاء” جماعتي زومي وبوقرة من قافلة طبية رسمية

أدانت فعاليات جمعوية منضوية تحت لواء تنسيقية المجتمع المدني بجماعة زومي، ما اعتبرته “إقصاء جماعتي زومي وبوقرة من الاستفادة من خدمات القافلة الطبية متعددة التخصصات”، المنظمة من طرف المجلس الإقليمي لوزان، تحت إشراف مندوبية وزارة الصحة بالإقليم، وبشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والجمعية الطبية للمساعدة على التنمية.

وأوضحت تنسيقية المجتمع المدني بزومي، في بيان استنكاري توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، “أنه في ظل الأوضاع الصحية الهشة التى تعيشها الساكنة المحلية التابعة للدائرة الإدارية زومي، والناتجة عن ضعف البنيات الصحية وتدني خدماتها، وبعد استبشار ساكنة هذة الدائرة خيرا بتنظيم قافلة طبية متعددة التخصصات، تفاجأت الساكنة بإفراغ هذه المبادرة من فحواها بشكل تدريجي من قبل المنظمين”.

وأضافت: “والحيلولة دون الوفاء بالوعد المضروب لشرائح عريضة من سكان دائرة زومي التي تشكل ثاني تكتل سكاني بالإقليم بعد وزان المدينة”.

“المتاجرة” بهموم الناس

وشددت التنسيقية على “رفضها المطلق لكل سلوك الهدف منه المتاجرة بهموم الناس”، داعية “الجهات المنظمة، المتمثلة في رئاسة مجلس إقليم وزان الذي يرأسه القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، العربي المحرشي، والجهات المسؤولة انطلاقا من مواقع مسؤوليتها التدخل الفوري لإنصاف هذه الفئات، تفعيلا لمبادئ الإنصاف والمساواة وتكافؤ الفرص، عبر تجويد الخدمات الصحية وتنظيم مزيدا من القوافل الطبية للقرب”، تقول الوثيقة.

كما أكدت التنسيقية ضمن الوثيقة ذاتها، “أنه ورد في البرنامج الزمني والمكاني المتعلق بالفحوصات الطبية والجراحية، تخصيص يوم الجمعة، لاستفادة ساكنة جماعتي زومي، وقلعة بوقرة، من الخدمات الصحية للقافلة المذكورة”، مستنكرة “التراجع في اللحظات الأخيرة عن الجدولة الزمنية والمكانية المسطرة والإقدام على اعتماد جدولة الأقطاب”.

واعتبرت “أن هذا الأمر ينطوي أساسا على الكثير من الإقصاء والتمييز بين ساكنة الإقليم الواحد، ويعبر بجلاء ووضوح عن تهريب سافر ومكشوفا لخدمات هذ المبادرة الإقليمية ذات الطابع الإنساني والتضامني”، على حد قول الوثيقة.

ممارسة “التعتيم والتكتم”

واستنكرت تنسيقية المجتمع المدني، “الطريقة الارتجالية التى تعامل بها المنظمون فى التحضير لفعاليات هذه القافلة على مستوى الدائرة، عبر ممارسة التعتيم والتكتم، من خلال الاقتصار فى عملية تسجيل المستفيدين المنتظرين على نسخ قوائم أصحاب الأمراض المزمنة المصرح بهم لدى المراكز الصحية”.

ومن جهة أخرى، “عدم إشراك فعاليات المجتمع المدني والجهات الرسمية لتمكينها من القيام بدورها الأساسى المتمثل فى الإخبار والتحسيس والتعبئة، ما يعني عدم إعطاء الفرصة لشرائح عريضة من المقصيين والمهمشين، هم فى أمس الحاجة للاستفادة من مثل هذه المبادرة”، تقول الوثيقة.

مستشار المحرشي يستنكر

من جانبه، عبّر عضو المجلس الإقليمي عن حزب الأصالة والمعاصرة أحمد العطاري، عن “استنكاره للاقصاء الذي طال جماعتي زومي وبوقرة، من الاستفادة من خدمات القافلة الطبية”، معتبرا أن “تنطيم مثل هذه الحملات شيء محمود، لكن لا ينبغي أن يتم اقصاء المواطنين من الاستفادة من الحملات الخيرية”.

وأضاف العطافي، في مداخلته خلال أشغال الدورة الاستثنائية، التي عقدها مجلس إقليم وزان، يوم أمس الجمعة، أن “عددا من ساكنة جماعة زومي استغربت لتغيير الجدولة الزمنية للقافلة الطبية التي كان مقرر تخصيص يوم الجمعة لفائدتها، ما دفعهم للاتصال بي واستفساري عن الموضوع”.

مندوب وزارة الصحة ينفي

من جهته، نفى عبد الله الصفي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بوزان، في تصريح لجريدة “العمق” أن “يكون تم اقصاء جماعة ما من خدمات هذه القافلة”، غير أنه لم ينفي “تغيير في جدولة برنامج القافلة والذي كان مخصصا لمركز زومي”.

وأوضح الصفي، في السياق ذاته، أن “البرنامج الذي تم تسريبه بغير إذن غير معتمد، حيث استبدل ببرنامج يلائم إمكانية القافلة الطبية”، مرجعا سبب تغيير الجدولة الزمنية بجماعة زومي، “كون القافلة الطبية لم تستطع أن تحل بجميع الجماعات الترابية، وحددت الزيارات في جماعتين فحسب، لكن الاستفادة تشمل كل ساكنة الجماعات”، يورد المتحدث.

تجدر الإشارة، أن البيان الاستنكاري الذي أصدرته تنسيقية المجتمع المدني بجماعة زومي التابعة ترابيا لإقليم وزان، يشمل توقيعات أزيد من 14 جمعية مدنية.