منوعات

منفذو أحكام الإعدام يبوحون بأسرار مهنتهم.. وهذا ما قالوه

يبوح عدد من الذين أوكلت إليهم مهمة تنفيذ عقوبات إعدام في الولايات المتحدة بالأثر النفسي القاسي الذي تركه ذلك عليهم، على غرار رون ماكاندرو الذي بدأ يعاني الأمرين نفسيا حين ترك عمله في العام 1998 بعد ثماني عمليات إعدام.

ويقول رون إن تنفيذ أحكام إعدام كان تجربة “لا تبارحني أبدا”، وهو صار من مناصري إلغاء العقوبة بعدما بات مقتنعا بأنها شكل آخر من أشكال القتل.

وقد عرب عن قلقه بشكل خاص على الصحة النفسية للجلادين الموكل إليهم إعدام سبعة محكومين بين السابع عشر والسابع والعشرين من أبريل في أركنساس، في وتيرة لم تشهدها من قبل هذه الولاية التي استأنفت أحكام الإعدام في العام 1976.

إلا أن محكمة اتحادية قضت بتعليق تنفيذ هذه الأحكام، وهو قرار ستطعن به سلطات الولاية بهدف تنفيذ الأحكام قبل انقضاء صلاحية المواد القاتلة المستخدمة في الحقن.

ويقول رون ماكاندرو لوكالة فرانس برس: “نريد أن يدرك حاكم الولاية أنه فيما سيكون جالسا مرتاحا في مكتبه، سيكون على هؤلاء الرجال (السجانين) أن يشاركوا في قتل إنسان”.

ولم يعد ماكاندرو يستخدم كلمة “إعدام” بل صار يعتبرها تعبيرا ملطفا لكلمة “قتل”. ويضيف: “هؤلاء السجانون يطلب منهم أن يتعاملوا مع المحكومين، يعملون معهم 24 ساعة في اليوم، يحضرون لهم الطعام، ويرافقونهم إلى المرحاض وحصص الرياضة، يتحدثون معهم، ثم يُطلب منهم فجأة أن يقتادوهم إلى غرفة ليقتلوهم فيها”.

أضرار جانبية

ويشدد على القول: “إنها تجرية لا تبارحك لوقت طويل.. وأظن أنها لا تبارحك أبدا”. شارك رون ماكاندرو في إعدام ثمانية محكومين، ثلاثة في فلوريدا وخمسة في تكساس. ونفذت الأحكام مجموعة من خمسة أشخاص.

ويقول: “السجانون الموكلون بالعملية تدربوا مئات المرات مع متطوعين يؤدون دور المحكوم، ويطلب منهم أن يقتادوه من زنزانته ويضعوه على الطاولة، وأن يحقنوه بعد ذلك”.

ورفضت السلطات أن توضح ما إن كان الفريق نفسه الذي يتحدث عنه رون هو الذي سينفذ العقوبات المرتقبة. وقال متحدث باسم سلطات السجون في أركنساس لوكالة “فرانس برس”: “أؤكد لكم أن الفريق مدرب بشكل جيد”.

يشدد معارضو عقوبة الإعدام على أن كل الأشخاص الذين لهم علاقة بالإعدام يعانون من انعكاسات نفسية قاسية.

ويقول أبراهام بونويتز مدير منظمة “ديث بينالتي آكشن” المطالبة بإلغاء العقوبة: “نحن نقلق على السجناء، وعلى أقارب الضحايا، والعاملين في السجن الموكل إليهم أمر تنفيذ العقوبة”. ويضيف: “الأضرار الجانبية تتعدى السجناء والضحايا”.

43 دقيقة من المعاناة

وإذا كان السجانون مدربين كما تشدد السلطات، إلا أنهم لم ينفذوا أي عقوبة منذ العام 2005.

ويقول آلن أولت المسؤول السابق في سجون ولاية جورجيا والذي نفذ خمس عمليات إعدام: “هذا الاكتظاظ في جدول الإعدام (بين 17 و27 نيسان/أبريل)، من شأنه أن يلقي بثقل كبير على الرجال والنساء الموكلين به”. ويتخوف من أن يبقى الأثر النفسي السيء ملازما لهم طوال حياتهم، بحسب ما جاء في مقال نشره في مجلة “تايم” في الثامن والعشرين من الشهر الماضي.

وفي اليوم نفسه، وجهت مجموعة من المسؤولين في السجون في مختلف الولايات الأمريكية رسالة إلى حاكم ولاية أركنساس طالبته فيها بألا يضغط على ضمائر السجانين.

وقال موقعو الرسالة: “حتى في ظروف أقل صعوبة من هذه، قد يؤدي الإعدام إلى أضرار كبيرة على صحة السجانين”.

وما زالت ماثلة في أذهان الأمريكيين القصص الرهيبة عن عمليات إعدام لم تنجح في إنهاء حياة المحكوم على الفور بل جعلته يعاني لوقت طويل، على غرار ما جرى في العام 2014 في أوكلاهوما، حين ظل كلايتون لوكيت يعاني 43 دقيقة قبل أن يلفظ أنفاسه.