سياسة

بعد قيامه بتغيير مفاتيح مقر أكدال .. اتحاديو الرباط يهاجمون لشكر بقوة

علمت جريدة “العمق” من مصدر اتحادي، أن الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، أقدم على تغيير مفاتيح المقر التاريخي للحزب بحي أكدال في العاصمة، حيث فوجئ أعضاء الكتابة الجهوية بالرباط من تغيّر أقفال المقر وإضراب الشرطة طوقا عليه، بذريعة توصلهم بشكاية تقول بأن المقر تعرض للسرقة والإتلاف.

وأورد المصدر ذاته، أن أعضاء الكتابة الجهوية للحزب، الذين كانوا ينوون أن يعقدوا عشية اليوم اجتماعا بمقر الحزب في أكدال، اكتشفوا أن ما ورد بما أسماها “الشكاية الكيدية” لا أساس لها من الصحة، وأن المقر لم يمسسه سوء، وأن مفاتيح المقر تم تغييرها بأمر من الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر.

وفي السياق ذاته، قال عبد العزيز الدرويش عضو اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي، أن الكتابة الجهوية للحزب، نادت على بعض أعضاء اللجنة الإدارية وبعض الاتحاديين داخل جهة الرباط، من أجل مناقشة مضامين أوراق المؤتمر الوطني المقبل، غير أنهم وجدوا أقفال المقر مقفولة عن آخرها، وتفاجؤوا أيضا بتطويق قوات الأمن للمقر.

وأشار أن الأمن اكتشف أن المقر سليم ولم يتعرض لأي تكسير أو إتلاف، عكس ما ذكرته الشكاية، مضيفا أن الاتحاديين الحاضرين بعين المكان، نظموا وقفة احتجاجية سلمية بعين المكان، واختتموا شكلهم الاحتجاجي ببيان أصدروه للرأي العام، فيما عرفت الوقفة مشاركة الاتحادي وزير الثقافة الأسبق بنسالم حميش.

وفي الإطار ذاته، هاجمت الكتابة الجهوية لحزب الاتحاد الاشتراكي في الرباط، الكاتب الأول إدريس لشكر، قائلة إنه انحرف “عن المواقف الثابتة والمبدئية للاتحاد بالمشاركة في حكومة هجينة لا لون لها، شقها الأول ليبرالي متوحش لا يخدم مصالح الشعب المغربي، وشقها الثاني أصولي إخواني ارتباطاته العقائدية شمولية تتجاوز الوطن”.

وأوضحت الكتابة الجهوية في بلاغ توصلت به جريدة “العمق”، أن الكاتب الأول، لجأ على المستوى الحزبي التنظيمي لـ “كل أساليب التصفية في حق كل من اختلف معه من المناضلين قيادة وقواعد، بالطرد والتهميش والإقصاء والدعاية المغرضة، لضمان صيرورته وحماية مصالحه الضيقة”، متهمة الحبيب المالكي بالتواطؤ معه “في هذا النكوص خدمة لمصالح فئوية ذاتية ضيقة”.

وسجل المصدر ذاته، أن لشكر والمالكي ضربا بـ “عرض الحائط جميع مقررات حزبنا العتيد، مما نتج عنه تراجعا فظيعا في المساحة التي يشملها هذا الأخير في الخريطة السياسية بالبلاد، وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث لجأت قيادة الفشل في شخص الكاتب الأول، إلى تهميش كل الطاقات الحزبية والتنظيمات المحلية، وجلب مرشحين رحل لا علاقة لهم بالحزب قصد فوز مصطنع”.

واتهمت الكتابة الجهوية إدريس لشكر بأنه قام بـ “تصفية الكتابات الإقليمية والجهوية وإخراج التنظيم من المناضلين الفعليين، وتعيين مكانهم أتباع لا علاقة لهم بالحزب”، والقيام كذلك بـ “تفتيت المنظمات الموازية للحزب، من شبيبة وقطاع نسائي وقطاعات مهنية وحزبية وقطع الصلة للحزب بمكونات الشعب المغربي”، متهمة إياه أيضا بـ “المساهمة في تفتيت العمل النقابي بخلق كيانات لا امتداد لها”.

وأبرزت الكتابة، أن الكاتب الأول للحزب واصل “التهميش الممنهج لأطر الحزب ومثقفيه ومصادرة إعلام الحزب، ورصد مبالغ مهمة من ماليته للدعاية له في مواجهة المناضلين”، مضيفة أن لشكر قام أيضا بـ “إصدار قرارات الطرد التعسفي في حق أعضاء اللجنة الإدارية وتغيير بنية هذه الأخيرة بأشخاص لا صفة ولا شرعية لهم”.

وأضافت أن “فظاعة قيادة الاتحاد ومنهجيتها لم تقف عند هذا الحد، بل تجاوزت ذلك إلى محاولة طمس هوية الاتحاد سواء الفكرية والتنظيمية، أو البشرية بمحاولة تهريب الحزب إلى مؤتمر الوأد، بخلق لجنة تحضيرية للمؤتمر العاشر للحزب بأسلوب ومقاييس وأفراد ومقررات تأسس لمخلوق جديد، يمكن أن نطلق عليه أي شيء إلا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”.

وأمام هذه التطورات، طالبت الكتابة الجهوية ضمن بلاغها، قياديي الاتحاد أعضاء المكتب السياسي وأعضاء اللجنة الإدارية ومنسقي القطاعات والمسؤولين الجهويين لاتباع جميع الأشكال القانونية النضالية لإيقاف ما وصفتها بـ “مهزلة ما يسمى بالمؤتمر العاشر”، مطالبا في السياق ذاته بإيقاف جميع أشكال ما يسمى باللجنة التحضيرية وإلغاء كل ما ترتب عنها.

كما طالب الكتابة الجهوية، رئيس اللجنة الإدارية الوطنية الحبيب المالكي، إلى استدعاء هذه الأخيرة بشكلها المنتخب عن آخر مؤتمر، من أجل انتخاب لجنة تحضيرية مميزة كما ونوعا تهيئ لمؤتمر اتحادي مميز يعطي انطلاقة جديدة للاتحاد، مطالبة أيضا بـ “فتح المجال أمام التنظيمات الشبابية والنسائية والقطاعية للنهوض بالحزب عوض تكسير شوكتها”.