مجتمع

العنف الطلابي يضرب من جديد بجامعة مراكش مخلفا إصابات

عاشت جامعة مراكش يوم الجمعة الماضي على وقع أحداث عنف جديدة، حيث عمد طلبة ينحدرون من مدينة قلعة السراغنة بالاعتداء المسلح على نشاط ثقافي ينظمه فصيل “الطلبة الثوريون”، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض بالمدينة الحمراء.

ووفق ما أفادته مصادر طلابية متطابقة لجريدة “العمق”، فإن الطلبة المنتمون لمدينة قلعة السراغنة استعملوا العصي وآلات حادة في هجومهم على الأمسية الفنية الختامية للأيام الثقافية التي نظمها الفصيل اليساري المذكور، بفضاء مقصف الكلية مساء الجمعة، وخلف الحادث عدة إصابات إحداها وصفت بالخطيرة، فيما تسبب الحادث في خسائر مادية في تجهيزات المقصف، إثارة الرعب والهلع في صفوف طلبة الكلية.

وأضافت مصادر جريدة “العمق” أن أصل الخلاف يعود إلى تشنج بين عضو من الفصيل المذكور وطالب ينحدر من مدينة قلعة السراغنة، ليلة الأربعاء، أثناء تنظيم حلقة نقاش في فضاء الحي الجامعي، مما دفع بالطالب إلى الاستنجاد بأبناء مدينته ليتطور الأمر إلى وقوع الحادث المذكور.

في هذا الصدد، أصدرت 8 فصائل طلابية يسارية مجتمعة في ندوة اليوم بجامعة تطوان بلاغا مشتركا، حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، تندد من خلاله بالأحداث التي شهدتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ووصفت منفذي الهجوم على نشاط “الطلبة الثوريون” بـ “عصابة إجرامية منظمة لا تنتمي للجسد الطلابي”.

كما حملت الفصائل “الطلبة القاعديين التقدميين” و”الطلبة الثوريين”، و”طلبة اليسار التقدمي”، و”الطلبة الديمقراطيين التقدميين”، و”الطلبة الماركسيين الأمميين”، و”الطلبة الطليعيين”، و”فصيل النهج الديمقراطي القاعدي الماوي”، و”فصيل الطلبة الثوريين-أنصار تيار المناضلة”، (حملت) مسؤولية الأحداث الدموية التي شهدتها الكلية للنظام المغربي الذي اعتبرته “المستفيد الأول والأخير من تفشي العنف بالجامعة المغربية والمغذي له”.

واعتبرت الفصائل الثمانية أن “مثل هذا الحدث يطرح من جديد نقاش العنف من داخل الجامعة وضرورة محاصرته ومحاصرة مرتكبيه من طرف كافة الأطراف الديموقراطية والتقدمية بغية الحد من تأثيراته السلبية على الحركة الطلابية إلى أقصى الحدود”، كما أعلنت التزامها “الدائم بنبذ العنف داخل الجامعة والعمل على محاصرة كافة أشكاله”.

من جهتهم، شدد الطلبة المنحدرون من قلعة السراغنة والقاطنون بالحي الجامعي مراكش، في بيان لهم اطلعت جريدة “العمق” على مضمونه، على “عدم الطلبة إلى نقاشات هامشية بعيدا على المطالب الاجتماعية والعلمية للطلبة”، كما اعتبروا أنه قد تم منع بعضهم من مقصف كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وأنه تم إشهار السلاح الأبيض في وجه الطلبة، معبرين عن استنكارهم للحادث.

وفي الوقت الذي دعا البيان نفسه إلى تغليب لغة الحوار، اعتبر أن “العنف هو سبيل الفصائل الضعيفة التي تحاول فرض نفسها على الطلبة بعد أن عجزت على إقناعهم بالكلمة والنقاش الجاد”، دعا إلى “مزيد من التكتل ضد أي فصيل ينهج العنف، والاستعداد لحماية الجامعة والحي الجامعي، والتصدي لكل ما يمس مشاعر الطلبة الدينية والوطنية”، على حد اعتبار المصدر المذكور.