سياسة

نازحون سوريون عالقون بين الحدود يناشدون الملك لمساعدتهم

ناشد اللاجئون السوريون العالقون بين الحدود المغربية الجزائرية منذ 11 يوما، الملك محمد السادس لمساعدتهم والسماح لهم بالدخول للأراضي المغربية.

وحسب جريدة “عربي 21” اللندنية”، قال اللاجئون في شريط فيديو ، إننا “41 سوريا متواجدون بين الحدود الجزائرية المغربية، فبعد 11 يوم من بقائنا في هذه الصحراء نناشد الملك محمد السادس أن يرأف بحالنا وحال نسائنا وأطفالنا، وأن ينظر إلينا بعين الرأفة والرحمة، وأن ينقذنا من هذه المحنة وهذه المصيبة”.

وتعليقا على الوضع، قال مقرر اللجنة الشبابية المغربية لدعم الشعب السوري، وحيد مبارك، إن الوضع الإنساني للاجئين السوريين المتواجدين بين الحدود المغربية الجزائرية مزر جدا.

وحمل مبارك في تصريح لـ”عربي21″ مسؤولية معاناة السوريين في الحدود للجارة الجزائر وقال: “اعتدنا أن الشقيقة الجزائر وحكومتها تحاول التخلص من اللاجئين سواء من اللاجئين القادمين من دول جنوب الصحراء أو السوريين، وتصدير هذه الأزمات والمشاكل إلى المغرب في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وللمواثيق الدولية”.

وأكد على أن المساعدات التي يقدمها سكان مدينة فكيك (شرق) والمجتمع المدني تصل إلى اللاجئين، مشددا على أن “الموقف المغربي ثابت منذ اندلاع الأزمة السورية، حيال الشعب السوري وكذا النازحين”.

وتابع: “وهذه مناسبة لأجدد التأكيد على أن هذا الموقف هو موقف مشترك بين الموقف الرسمي والشعبي”، لافتا إلى أنهم بصدد تنظيم زيارة بشكل جماعي عما قريب للنازحين.

بالمقابل، كشف المسؤول في جبهة “الإنقاذ” الدولية للهجرة، حسن العماري، في تصريح لـ”عربي21″ أن المساعدات التي يقدمها سكان مدينة “فيكيك” والمجتمع المدني كبيرة ولكنها لا تصل إلى اللاجئين بالشكل الأمثل، لافتا إلى أن “المزاجية هي التي تحكم الوضع”، وأن السلطات والقوات المساعدة المغربية “لا يوصلون هذه المعونات بالشكل المطلوب لمستحقيها”.

وحذر من تفاقم معاناة السوريين المحاصرين، وقال إنهم يعانون حاليا من ارتفاع درجة الحرارة بالمنطقة، وكذا من وجود أفاعي بالمنطقة، “فأمس كادت أفعى أن تفتك بطفلة صغيرة”، وناشد المسؤولين بالتدخل العاجل لإنقاذهم مما هم فيه.

كما انتقد العماري تصريح الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، الذي حمل مسؤولية أوضاع النازحين للنظام الجزائري، وقال: “نحن نتحدث عن مأساة إنسانية والوزير يتحدث بلغة الخشب”.

وقال إن “فعاليات من المجتمع المدني في الجهة الشرقية ستصدر بلاغا مشتركا تتحدث فيه عن وضع اللاجئين السوريين المتواجدين بين الحدود المغربية الجزائرية”.

وكان الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق، دعا أمس الخميس بالرباط، كلا من الجزائر والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تحمل مسؤوليتهما تجاه اللاجئين السوريين بالجزائر.

وأبرز بنعتيق، خلال لقاء تواصلي مع جمعيات ومنظمات المجتمع المدني حول وضعية المهاجرين السوريين بالحدود المغربية الجزائرية، على المسؤولية المشتركة والجماعية للمجتمع الدولي تجاه اللاجئين السوريين، مؤكدا في هذا الصدد على ضرورة أن تكون الجزائر شريكا في هذا المجال، لكن هذا الأمر “غير حاصل الآن”.

وأكد على أن المواطنين السوريين الأربعة والخمسين الذين حاولوا، ما بين 17 و19 أبريل الجاري، الدخول بشكل غير شرعي، انطلاقا من الجزائر، إلى المغرب “يوجدون على التراب الجزائري وليس على الحدود” مع المملكة، حيث تساءل الوزير عن كيفية تحرك هؤلاء اللاجئين السوريين دون مراقبة السلطات الجزائرية وعلمها، وعما إذا كان هذا التحرك بـ”خلفيات سياسية” أم أن هناك جماعة من المختصين في الهجرة تستغل وضعيته.

وقال إن هناك صورا مأخوذة بالأقمار الاصطناعية تبين أن هذه العملية “منظمة عبر وسائل النقل ويصعب أن تكون خارج مراقبة الجزائر”.

وأشار بنعتيق إلى أرقام جمعيات المجتمع المدني والتي تشير إلى وجود 12 ألف لاجئ سوري على التراب الجزائري، مبرزا أن 1500 منهم يستعدون لدخول المغرب في حال نجحت مجموعة الـ54 في الدخول إلى المملكة، مضيفا أن المملكة قررت عدم قبول هذا التدفق “غير المنظم للمهاجرين والذي أعد له مسبقا”، كما لا يمكنها التراخي أو تعريض حدودها لعدم الاستقرار أو تشجيع الهجرة غير القانونية.

وتابع أنها مستعدة لاستقبال طلبات اللاجئين السوريين في الجزائر الراغبين في دخول أراضيها، لكن يتعين عليهم الاتصال بالسلطات المغربية من أجل دراسة ملفاتهم، التي تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الأمنية وقانون الهجرة في المغرب.