وجهة نظر

أحلاهما حارق …

يبيع ماكرون ماركته وحركته على أنها جديدة و بالتأكيد على أنه لا ينتمي لا لليمين ولا لليسار. وهذا فيه شيئ من الصحة ،فلقد جيئ به كوجه جديد ليخف الوجوه القديمة و إنعاشها وليمثل أصحاب عالم المال الحاكم الحقيقي ،،ثارة تحت يافطة اليسار و تارة تحث يافطة اليمين وذلك بالتناوب الذي تحميه العملية الديمقراطية .و بما أن اليوم فقد الفرنسيون الثقة قي حكام الأمس و اليوم من يسار ويمين، صُنعت حركة ،تهاتفت عليها قيادات وازنة يسارية و يمينية .

وأعلنوا مساندتهم لقائدها ماكرون الذين لم تعرفه الساحة السياسية إلا كمستشار للرئيس هولاند جاء من عالم المال و بعد ذلك اصبح وزيرا .و هذه المساندة ماهي إلا تقديم الولاء لصناع مكرون الذين يسندونه و يدعمونه .

والذين جعلوا منه قائدا لحركة في رمشة عين .و هذا الولاء ما هو إلا حجز و أسترجاع مناصبهم داخل السيستام القديم الجديد. لان هؤلاء السياسيين بجل مشاربهم ،واعون بأن هذه الحركة المشائية هي حل ذكي من الحكام الحقيقيين لفرنسا ، لأعطاء المواطنين الفرنسيين أمل جديد لكي يعتقدون أنهم يختارون مرشحا و برنامجا من خارج صندوق اليسار و اليمين اللذان لم يقدما الكثير لفرنسا بل منهم من سرقوها .فالفرنسيون الذين لا يجدون انفسهم في برنامج حزب الجبهة الوطنية و الذين يريدون حماية فرنسا من العنصرية و تقييد حرياتهم و والذين يتشبتون بأوروبا .

فهؤلاء مضطرون لاختيار و التصويت لماكرون و حركته ،و بالتالي التصويت للمؤسسات المالية و رجالاتها ،الحكام الحقيقيون ،تارة بقناع اليسار وتارة بالقناع اليميني . و بأختيار مكرون يكون قد أرجعوا للحكم أولائك الذين أخرجوهم من باب أحزابهم ليرجعوا من باب أوسع ..باب الحركة الماكرونية.

يمر الفرنسيون بحالة شخص مهدد بالموت المحتوم .و لكن له الحق في أختيار أن يموت بطلقة نارية او بجرعة سم. فإذا أختاروا الطلقة النارية(لوبان) فهو الموت السريع ، و إذا ااختاروا جرعة السم (ماكرون) فهو الموت بعد معانات و ألم.

ولكن الأنسان بطبعه يتشبت دائماً بأمل نجاة ولو بعد تسونامي جارف و كارثي . فيبحث عن وسيلة للنجاة و لو بالتشبت بقشة تجرفها السيول للمجهول ..فلهذا ربما سيختار الفرنسيون جرعة السم هربا من الطلقة النارية القاتلة . فجرعة السم ستسبب لهم الألم و المعانات ولكن ستترك لهم وقتا للأمل و البحث عن سبل النجاة و عن دواء جيد وفعال ..يزيل السم من أجسادهم و يعافيهم. فالألم مع الأمل في الحياة والحفاظ على حيز و مساحة من الديمقراطية ربما سيكون أفضل بكثير من الموت بطلقة نارية يمينية متطرفة ..على أي فالفرنسيون بين نارين أحلاهما حارق…