العمق الرياضي

دوري أبطال أوروبا: ريال مدريد لتكريس عقدته القارية لأتلتيكو

يسعى ريال مدريد حامل اللقب الى تكريس عقدته القارية لجاره أتلتيكو مدريد عندما يستضيفه الثلاثاء على ملعب سانتياغو برنابيو في “دربي” اسباني ضمن ذهاب نصف النهائي لدوري ابطال اوروبا في كرة القدم.

ويمني النادي الملكي النفس باستغلال عاملي الارض والجمهور لتحقيق نتيجة جيدة تؤمن له خوض الاياب الاربعاء المقبل على ملعب فيسنتي كالديرون بارتياح، في سعيه الى ان يصبح اول فريق يحتفظ بلقب المسابقة منذ ميلان عام 1990.

ويشكل ريال عقدة أتلتيكو في المسابقة، اذ تواجها 4 مرات، بينها ثلاث مرات في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وكانت الكلمة الفصل للنادي الملكي الذي توج بلقبين على حساب جاره معززا سجله القياسي في المسابقة برصيد 11 لقبا.

وتواجه ريال مدريد مع اتلتيكو في نهائي 2014 في لشبونة وفاز عليه 4-1 بعد التمديد، في مباراة تقدم فيها اتلتيكو 1-صفر حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع قبل ان يدرك سيرخيو راموس التعادل ويجر الفريقين الى شوطين إضافيين سجل فيهما فريقه ثلاثة أهداف.

وأوقعت القرعة الفريقين في الموسم التالي في ربع النهائي فتعادلا سلبا ذهابا وفاز ريال 1-صفر ايابا، قبل ان يخرج من دور الاربعة على يد يوفنتوس الايطالي الذي خسر النهائي أمام الغريم التقليدي برشلونة.

وكانت المواجهة القارية الأخيرة بين الجارين اللدودين العام الماضي في النهائي بمدينة ميلانو الايطالية، وحسمه ريال بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1.

وتواجه الفريقان في نصف نهائي المسابقة بصيغتها القديمة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) خلال موسم 1958-1959 حين فاز ريال ذهابا 2-1، ورد اتلتيكو ايابا 1-صفر، فاحتكم الطرفان الى مباراة فاصلة (لم يكن معتمدا حينها فارق الأهداف المسجلة خارج القواعد).

وفاز النادي الملكي وقتها 2-1.

– ثنائية نادرة –

ويطمح ريال ايضا لمواصلة مشواره القاري في سعيه الى تحقيق ثنائية نادرة (الدوري المحلي ودوري الابطال) للمرة الاولى منذ الخمسينيات وتحديدا عامي 1957 و1958 بقيادة الراحل الفريدو دي ستيفانو.

وتقاسم ريال مدريد صدارة الليغا مع غريمه التقليدي برشلونة حامل اللقب برصيد 81 نقطة قبل 3 مراحل من نهاية الموسم مع مباراة مؤجلة للنادي الملكي امام سلتا فيغو.

ولم يفز ريال مدريد بلقب الدوري المحلي منذ 2012 وهو غالبا ما يضحي بالليغا من اجل المسابقة القارية العريقة، كما انه يتوج بالاخيرة في المواسم التي يعاني فيها الامرين محليا.

وقال حارس مرماه السابق سانتياغو كانيزاريس في هذا الصدد في تصريح لاذاعة “كادينا سير”: “فزت بلقب دوري ابطال اوروبا في موسم كان بمثابة كابوس لنا في الدوري” في اشارة الى موسم 1997-1998 عندما ظفر النادي الملكي باللقب السابع في تاريخه واضعا حدا لصوم دام 32 عاما في المسابقة القارية.

واضاف “لم نكن ملتزمين جدا في الدوري، ولكن الامر كان بمثابة تنشط نفسي عندما كنا نلعب مسابقة دوري ابطال اوروبا”.

واختبر كانيزاريس قوة النادي الملكي في المسابقة القارية بعد عامين عندما واجهه بالوان فالنسيا، وقال “وقتها خسرت النهائي مع فالنسيا أمام ريال مدريد في موسم كارثي آخر بالنسبة إليهم”.

الا ان أهداف ريال اختلفت هذا الموسم بقيادة لاعبه السابق مدربه الفرنسي زين الدين زيدان الذي يولي أهمية كبرى للدوري أيضا، بعدما قاده الى اللقب القاري العام الماضي في موسمه الأول كمدرب.

وبدا اهتمام زيدان الذي قاد ريال مدريد الى لقب الكأس السوبر الاوروبية ومونديال الاندية، بالدوري والمسابقة القارية معا من خلال مبدأ المداورة الذي يلجأ اليه في المباريات وتحديدا من خلال اراحة نجومه البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بايل والكرواتي لوكا مودريتش والالماني طوني كروس في المباريات الثلاثة الاخيرة خارج القواعد.

وفي غيابه، برز البدلاء مثل ايسكو والفارو موراتا وماركو اسينسيو بشكل لافت وحققوا الفوز في المباريات الثلاث مع غلة تهديفية وصلت الى 13 هدفا.

واكد زيدان ان مباراة الغد لن تكون سهلة “أمام فريق خرج بتعادل ثمين في زيارته الاخيرة لنا”، في اشارة الى مباراة المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري عندما تقدم ريال مدريد بهدف البرتغالي بيبي (52) وادرك الفرنسي انطوان غريزمان التعادل في الدقيقة 85.

واضاف “مواجهتا دوري الابطال مختلفتين، سنلعب على ارضنا اولا ويجب استثمار هذه الافضلية على أفضل وجه. يجب ان نسجل اهدافا ونتفادى اهدافا من اتلتيكو مدريد”، موضحا “الخصم عنيد، وسيكون شرسا غدا وعلى ارضه وبالتالي يجب التعامل بذكاء وحذر شديدين معه”.

ويدخل ريال مدريد المباراة بعد فوزه الصعب على ضيفه فالنسيا 2-1 السبت، فيما يدخلها اتلتيكو مدريد منتشيا بفوز ساحق على مضيفه لاس بالماس بخماسية نظيفة.

ويدرك اتلتيكو مدريد بدوره صعوبة المهمة امام جاره، وقال لاعبه السابق ومديره الحالي كليمنتي فيلافيردي “مشجعونا ولاعبونا اختبروا خسارتين في النهائي ويدركون ما يحتاجه الأمر للوصول الى هناك (النهائي): الكثير من العمل”.

وأضاف “نأمل في ان نمنح (ملعب) فيسنتي كالديرون الوداع الذي يستحقه”، لأن مواجهة الاياب ستكون اللقاء القاري الأخير لأتلتيكو على ملعبه الحالي، اذ سيتركه فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني في نهاية الموسم بعدما كان معقله لمدة 50 عاما.

واشترى اتلتيكو ملعب “لا بينيتا ستاديوم” مقابل 30 مليون يورو، وسينتقل اليه الموسم المقبل وباسم جديد هو “واندا ميتروبوليتانو”، على اسم الشركة الصينية العقارية الراعية للنادي “داليا واندا غروب”.

وسيكون مصير ملعب “فيسنتي كالديرون” الذي يستضيف نهائي كأس اسبانيا في 27 ايار/مايو، التدمير بعد ان يخليه اتلتيكو نهاية الموسم.