مجتمع

مسيرة طلابية بشوارع تطوان تطالب بطرد أستاذ “الفضيحة الجنسية” (صور)

احتشد العشرات من طلبة كلية العلوم بتطوان، في مسيرة احتجاجية انطلقت من الكلية في اتجاه ساحة مولاي المهدي “الخاصة” وسط المدينة، مساء اليوم الأربعاء، للمطالبة بطرد الأستاذ المتورط في الفضيحة الجنسية التي عرفتها الكلية، من الوظيفة العمومية، متهمين إياه بابتزاز الطالبات جنسيا.

“لا تنازل عن الطرد”

المسيرة التي جابت عدة شوارع في تطوان وصولا إلى ساحة “الخاصة”، رفع خلالها الطلبة شعارات غاضبة تدعو الجهات الوصية إلى نزع صفة “الأستاذ الجامعي” عن (ع.أ)، وذلك بعد الضجة التي أثارتها تسريبات فيسبوكية أظهرت محادثات جنسية بين الأستاذ المذكور وبعض من طالباته، حيث سارعت إدارة كلية العلوم إلى عقد لقاء اللجنة العلمية لمناقشة حيثيات القضية، أمس الثلاثاء.

وردد المحتجون هتافات من قبيل: “الشعب يريد طرد (ع.أ)”، “سماع صوت الطالبات.. (ع.أ) يمشي فحالو”، “أنصتوا للطلاب.. الجامعة بلا فساد”، “عاش الشعب عاش.. الطلبة ماشي أوباش”، “هي كلمة واحدة.. الجامعة فاسدة”، وذلك بمشاركة مختلف الفصائل الطلابية بالكلية.

الطالب بلال العاقل، أحد متزعمي الاحتجاجات، قال في كلمة أثناء الوقفة بساحة “الخاصة”، إن الطلبة لا يتنازلوا عن مطلبهم في طرد الأستاذ المذكور، مشيرا إلى أن (ع.أ) أساء إلى الكلية وإلى التعليم المغربي قبل أن يسيء إلى نفسه، مشددا على أنهم سيواصلون الاحتجاج إلى حين طرده من الكلية.

وتابع قوله: “أصبحنا أضحوكة أمام الصحف التركية واللبنانية ومختلف وسائل الإعلام العالمية، مع العلم أن الطالبات المتورطات في هذه الفضيحة لا يتجاوز عددهن 0.1 في المائة من مجموع طالبات الكلية، ولن نتراجع عن مطلبنا في طرد الأستاذ”، وفق تعبيره.

كما قال محمد الزراع، من متزعمي احتجاجات كلية العلوم، في الوقفة ذاتها، إن الفضيحة الجنسية تكشف عن مظاهر الفساد في الجامعة المغربية، موجها نداء إلى المسؤولين عن القطاع إلى التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مستنكرا ما وصفه بالصمت الذي تعاملت به هيئة الأساتذة بالكلية مع الملف، معتبرا إياه موقفا جبانا، حسب وصفه.

العميد يوضح

وفي السياق ذاته، أوضح عميد كلية العلوم محمد الرامي، في اتصال لجريدة “العمق”، أن إدارة الكلية تسعى إلى أن تأخذ المساطر القانونية مسارها في القضية إلى نهاية المطاف، مشيرا إلى أن اللجنة العلمية بكلية العلوم التي انعقدت أمس الثلاثاء، قررت تأجيل النظر في هذه القضية التي هزت الكلية الأسبوع الماضي، وذلك من أجل جمع مزيد من المعطيات المتعلقة بالملف.

وأضاف المتحدث أن الإدارة أرسلت مراسلة استفسارية للأستاذ المذكور عبر منسق شعبة الرياضيات، احتراما للضوابط الإدارية في هذا المجال، لافتا إلى أنه إذا ثبت فعلا تورط هذا الأستاذ في فضيحة جنسية فإن المساطر القانونية ستأخذ مسارها من أجل رفع الملف إلى اللجنة الثنائية لجامعة عبد الملك السعدي المخول لها اتخاذ القرار، ومن ثم تدخل وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي لحسم الأمر.

وكان مصدر من داخل الكلية قد أوضح لجريدة “العمق”، أن أعضاء في اللجنة العلمية بالكلية التي انعقدت صباح أمس الثلاثاء، وتعد بمثابة المجلس التأديبي، طالبوا بتأجيل النظر في القضية إلى حين بروز معطيات الملف بشكل واضح، قبل اقتراح العقوبات الملائمة ورفعها للجنة الثنائية لجامعة عبد الملك السعدي المخول لها اتخاذ القرار.

وكشف مصدر الجريدة بالكلية، أن اللجنة العلمية المذكورة تلقت جواب أستاذ الرياضيات المتورط في الفضيحة الجنسية، في رده على استفسار عميد الكلية، حيث أنكر أن يكون قد قام بابتزاز الطالبات وممارسة الجنس معهن.

وكان عميد كلية العلوم، قد أكد أنه سيعمل على اقتراح أقصى العقوبات التي يخولها له القانون 00.01 والمتمثلة في طرد الأستاذ من الوظيفة العمومة، وذلك بعد الفضيحة التي هزت أركان جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، إثر تسريب 141 محادثة على الفيسبوك تظهر الأستاذ (ع ا) وهو “يبتز” طالبات جنسيا.

وأكد عميد الكلية، حسب ما جاء في بلاغ سابق لمنظمة التجديد الطلابي فرع تطوان، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن هناك إجماعا من قبل كل مكونات الكلية أساتذة وطلبة وإدارة على الذهاب إلى أقصى حد ممكن في هذا الملف، معتبرا أن الأستاذ متورط في ثلاث قضايا الأولى هي التلاعب بالنقط، والثانية هي الابتزاز الجنسي، والثالثة تسريب أسرار المداولات.

نقابة تستنكر وتثمن !

بالمقابل، ندد المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية العلوم بتطوان، ما سماه “التصريحات الخطيرة لبعض المسؤولين بإصدار أحكام مسبقة واتخاذ قرارات متسرعة”، في إشارة إلى تهديد عميد الكلية باتخاذ أقصى العقوبات القانونية في حق الأستاذ المذكور.

وثمنت النقابة المذكورة في بلاغ لها، قرار تجميد عضوية الأستاذ المتورط في الفضيحة لعضويته داخل المكتب النقابي، مطالبة “بفتح تحقيق نزيه ومسؤول لكشف الحقيقة الكاملة وتحديد مسؤوليات كل الأطراف”.

وخلفت الفضيحة الجنسية التي كان بطلها أستاذ مادة الجبر بكلية العلوم، ضجة إعلامية كبرى، داخل وخارج المغرب، خاصة بعد تسريب محادثات فيسبوكية تظهر ابتزازه لطالبات، منهن متزوجات، بممارسة الجنس مقابل منحهن نقطا عالية في مادته.