خارج الحدود

مناظرة ماكرون ولوبين تتحول الى حلبة عراك متحت من قاموس غير مسبوق

تحولت المناظرة المتلفزة بين المتنافسين في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ، إيمانويل ماكرون زعيم حركة (أونمارش) ومارين لوبين زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، الى ما يشبه حلبة عراك، استعملت فيها لهجة غير مسبوقة.

فقد خاض المرشحان الحاملان لمشروعين على طرفي نقيض ، خاصة في ما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالاقتصاد والتشغيل ، وبمكانة فرنسا داخل الاتحاد الاروبي ، والهجرة ومكافحة الارهاب والتطرف، “معركة ضارية” لمدة فاقت الساعتين ، كال فيها الجانبان لكل منهما اتهامات شديدة .

فعلى عكس المناظرات السابقة قبيل الدور الثاني للرئاسيات في ظل الجمهورية الخامسة ، حيث يدافع المتنافسون عن بعض افكار فرنسا ، عبر حجج مسنودة ، فان المواجهة بين ماكرون ولوبين تركت طعما مرا لدى المشاهدين الذين تجاوز عددهم 16 مليونا.

فلم تكن مناظرة امس الاربعاء في مستوى انتظارات الفرنسيين،بسبب مواقف لوبين التي حاولت منذ البداية زعزعة منافسها ،من خلال اعتماد اسلوب سخرية عنيف ، تتخلله حجج لم تقدم ما يسندها .

ولجأت زعيمة الجبهة الوطنية التي تتوقع استطلاعات الرأي هزيمتها أمام ماكرون، الى استعمال أوصاف ونعوت في محاولة لاضعاف خصمها من قبيل ” الطفل المدلل للنظام والنخب” و، و”مرشح العولمة المتوحشة” الى غير ذلك من الاوصاف.

اما مرشح حركة (أون مارش) فركز على هراء منافسته وعلى انها و”ريثة نظام يزدهر على غضب الفرنسيين منذ عقود “، مخاطبا إياها بالقول “انك تحملين روح الهزيمة”.

ولم يتأخر عدد من المسؤولين السياسيين الفرنسيين في التعليق على اطوار المناظرة ، حيث اعتبر الوزير الاول السابق مانويل فالس ان مارين لوبين “كشفت عن وجهها الحقيقي” مضيفا ان “شعبويتها تتغذى على التغليط والافلاس والخوف، لقد تأكدنا ان لوبين لا يمكنها ان تحكم وستدفع البلد الى الهاوية”.

وقال ان الذين لا يزالون مترددين يجب ان يتحملوا مسؤوليتهم في لحظة حاسمة بالنسبة للبلاد، وان يقطعوا الطريق على الجبهة الوطنية .

واشاد بالمقابل بايمانويل ماكرون الذي استطاع الحفاظ على هدوئه ، مبرزا ان زعيم حركة (أون مارش) كان في المستوى، وتميزت ردوده بالدقة.

من جانبه قال مرشح الانتخابات التمهيدية لليمين ألان جوبي عمدة مدينة بوردو إن مارين لوبين “كانت عدوانية، وافكارها مشتتة”.

من جهته اعتبر رئيس الجمعية الوطنية بيرنار أكويي، ان المواجهة بين ماكرون ولوبين لم تكن لا نقاشا حول الافكار، ولا مقارعة بين مشروعين، بل مواجهة بين شخصين.

وقال كان هناك “عنف حقيقي خلال المناظرة”، واضاف هذا النائب عن حزب الجمهوريين ان ذلك يعد “أمرا مؤسفا جدا”، مضيفا ان مواقف رئيسة الجبهة الوطنية من شأنها ان تقود فرنسا الى ‘”كارثة اقتصادية، فيما لمست ضعفا في بعض ردود ايمانويل ماكرون “.

اما نائب رئيسة الجبهة الوطنية فلوريان فيليبو فاعتبر ان مارين لوبين هيمنت على النقاش وحشرت ايمانويل ماكرون في الزاوية.

ويعتبر الملاحظون ان مارين لوبين لم تفلح على بعد اربعة ايام من الدور الثاني الحاسم ، في اقناع الفرنسيين بقدرتها على تولي رئاسة الدولة ، او طمأنتهم بشأن الخروج من منطقة الاورو .

وأشار استطلاع للرأي نشر اليوم الخميس الى ان ماكرون سيتمكن في حالة فوزه في السابع من ماي من الحصول على الاغلبية المطلقة بالجمعية الوطنية .

وافاد الاستطلاع ان حركة (أون مارش) ستفوز بما بين 249 و286 من بين مقاعد الجمعية الوطنية البالغة 577، برسم الانتخابات التشريعية ليومي 11 و18 يونيو المقبل.