مجتمع

ندوة في الرباط تستحضر فكر واجتهادات علال الفاسي “العقلانية”

أكد المشاركون في ندوة نظمت، أمس الجمعة بالرباط، حول موضوع “راهنية فكر علال الفاسي”، أن اجتهادات علال الفاسي عقلانية وجديرة بالاستحضار والسير عليها في عدد من القضايا الراهنة.

وأبرزوا خلال هذه الندوة التي نظمتها مؤسسة علال الفاسي، بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لوفاته، عمق الأفكار والمقترحات التي طرحها علال الفاسي في أبعاد مختلفة همت الديني والتشريعي والتربوي.

وتوقف مدير دار الحديث الحسنية، أحمد الخمليشي، في مداخلة حول “تأصيل الاجتهاد الفقهي عند علال الفاسي” عند بعض اجتهادات الراحل في المجال الفقهي، التي وصفها بالعقلانية، مشيرا إلى عمق مفهوم الاجتهاد وكيفية القيام به.

وسجل أنه يمكن استحضار اجتهادات عدة لعلال الفاسي، خاصة ما يتعلق منها بالمساواة وحق الانتخاب للجنسين، مذكرا بأن المفكر والسياسي، كان فقيها يقدم مقترحاته ويشعر بالمسؤولية في مشاركته في التشريع.

وأضاف الخمليشي أن علال الفاسي قدم قواعد أصول الفقه وقواعد الاجتهاد بكل عمقها كما هي متداولة منذ القديم، وكانت آراؤه مرتبطة بهذه المبادئ.

وتطرق رئيس مركز الدراسات للأبحاث “طارق ابن زياد” حسن أوريد، إلى المذهب المالكي في فكر علال الفاسي، مشيرا إلى أن شخصية علال الفاسي كانت حاضرة بقوة، حيث إن الدولة المغربية تبنت كثيرا من طموحاته واجتهاداته سواء في حياته أو بعد مماته.

وسجل أن علال الفاسي اعتبر أن المذهب المالكي شكل “قوام الشخصية المغربية” وكان حصنا منيعا ضد الاتجاهات التي أتت من الشرق وكادت أن تعصف ببلاد المغرب، كما مثل أحد الأركان الكبرى التي قام عليها الكيان المغربي، وإحدى السمات البارزة للمملكة منذ ما يزيد عن عشرة قرون.

من جانبه، تناول المؤرخ والباحث المغربي عبد الواحد أكمير، “البعد الإفريقي في فكر علال الفاسي”، مؤكدا أنه عندما تم نفيه إلى الغابون لم يتوقع أن يكون ذلك المنفى فرصة لصقل فكره السياسي، لأنه سمح له أن يضع مقارنات بين الحركة الوطنية في المغرب وبين ما يقع في إفريقيا.

وأضاف مدير مركز دراسات الأندلس، أن علال الفاسي انتقد مؤتمر برازفيل (1944)، حين وجد أن جدول أعمال المؤتمر لا يتناول أية نقطة لها علاقة بإمكانية منح الاستقلال للمستعمرات الفرنسية.

من زاوية أخرى، استحضر مبارك ربيع “البعد التربوي في فكر علال الفاسي” الذي كان يرى أن الغايات التربوية تتمثل في التكوين الأخلاقي الذي يسهر على إرساء قواعد حسن السلوك، التي لا يمكن تحقيقها إلا بتنظيم دروس دينية وأخلاقية.

وكان المفكر الراحل، يضيف عضو اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي، يؤكد أن المدرسة يجب أن تبدأ بتعليم التلاميذ الوسائل الأولية للتعليم؛ وهي المحادثة والقراءة والكتابة والحساب، باعتبارها تأتي في مقدمة العناصر التي ترفع تحدي الأمية، مشددا على أن يتم هذا التعلم في جميع مدارس الوطن باللغة العربية باعتبارها لغة وطنية موحدة.

وأضاف أن علال الفاسي اعتبر أن أغراض التربية تعد شكلا من مقدمات علوم التربية التي تمد بمقياس يتيح تقدير درجة “مصداقية” كل نظام للقيم واختبار إمكانيات المناهج البيداغوجية، مبرزا أن كل أمة تستطيع أن تؤسس النظام المدرسي الذي تراه مناسبا لقيمها ومشاريعها.