سياسة

الشكراوي: من الخطأ النظر لماكرون كصديق للمغرب والمصلحة هي الأساس

اعتبر خالد الشكراوي، أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس، أن النظر إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على أنه صديق للمغرب من عدمه، هو منطق خاطئ، مشيرا إلى أن المطلوب من المغرب أن يتعامل مع فرنسا بمنطق البحث عن مصالحه وليس البحث عن الأصدقاء.

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية، في تصريح لجريدة “العمق”، أن عهد الأشخاص انتهى مع جاك شيراك، مشيرا إلى أن ماكرون لا يمثل نفسه ولا يمثل جهازا نظريا، بل يمثل الرأس المال الفرنسي والأوروبي باعتباره مرتبطا بالأبناك والمؤسسات الاقتصادية الكبرى.

وأضاف المتحدث أن هناك تغيرا سياسيا كبيرا في فرنسا بعد نتائج الانتخابات الرئاسية، يتجسد في تراجع الأحزاب والتوجهات السياسية التقليدية، مقابل بروز تيار الرأس المال، معتبرا أن انتخاب ماكرون قد يكون مهما للمغرب، لكن لا يجب ارتكاب خطأ النظر إليه كصديق، بل انطلاقا من مصالح المغرب، وفق تعبيره.

وفي هذا الصدد، اعتبر الأستاذ الجامعي أن الحكومة المغربية وخاصة وزارة الخارجية، مطلوب منها اليوم بشدة، أن تنتج أوراقا سياسية تحدد فيها استراتيجيات المغرب في علاقاته الدولية بناء على مصالحه، سواء مع أوروبا أو أمريكا أو إفريقيا أو آسيا، وذلك بعيدا عن الأمور المسطرية الجاري بها العمل.

وتابع قوله: “على المغرب أن يصبح جزءا من المنظومة السياسية الأوروبية وألا يعطي الصورة على أنه حديقة سياسية لفرنسا، وأن يزيد من انخراطه في السوق الأوروبية التي لا زال يعاني من معيقاتها رغم وقوف فرنسا معه، إضافة إلى ضرورة لعبه على الورقة الأمنية”.

الشكراوي أشار إلى أن علاقة المغرب بفرنسا تكون عموما جيدة كلما كان رئيسها ينتمي لليمين المعتدل، فيما تقع بعض المشاكل حين يتولى رئيس يساري أو اشتراكي الرئاسة، نظرا لأن القوى الاشتراكية لها مواقف منتقدة في علاقاتها الدولية عكس اليمين.