مجتمع

مدينة العيون تتوج بالجائزة الثالثة عربيا في صنف “تخضير المدينة”

تسلمت مدينة العيون، اليوم الثلاثاء بالدوحة، في شخص رئيس جماعتها، مولاي حمدي ولد الرشيد، الجائزة الثالثة عربيا في صنف “تخضير المدينة”، أحد جوائز الدورة الثالثة عشر لجائزة منظمة المدن العربية.

وتسلم حمدي ولد الرشيد الجائزة من يد وزير البلدية والبيئة القطري، الرئيس الأعلى لمؤسسة جائزة منظمة المدن العربية، محمد بن عبد الله الرميحي، بينما تسلم المشرف التقني على ملف ترشيح مدينة العيون، الفاضل مولاي حفيظ، شواهد تقدير موجهة لكل من وزارة الداخلية (مديرية الجماعات المحلية)، وولاية جهة العيون الساقية الحمراء، والمجلس الإقليمي لمدينة العيون، ومجلس جماعة العيون، باعتبارها الهيئات المساهمة في وصول هذا الملف الى منصة التتويج.

وقام ولد الرشيد، خلال جولة تم تنظيمها لمعرض الترشيحات الفائزة، بتسليم درع مدينة العيون لكل من وزير البلدية والبيئة القطري، باعتبار الدوحة مقر مؤسسة الجائزة، وللأمين العام لمنظمة المدن العربية، السيد أحمد حمد الصبيح، وذلك بحضور سفير صاحب الجلالة بالدوحة، السيد نبيل زنيبر.

وبهذه المناسبة، عبر  ولد الرشيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ابتهاجه بحصول مدينة العيون، المعروفة بتواجدها في منطقة عرضة للتيارات الصحراوية من الجنوب والشرق وللرياح الرملية، على جائزة “تخضير المدينة”، بعدما كانت حصلت سنة 2015 على الرتبة الثانية في صنف جائزة السلامة البيئية.

واعتبر أن في هذا التتويج ما يؤكد بالدليل إثمار العناية المتواصلة التي يشمل بها  الملك محمد السادس هذه المدينة ومجموع الأقاليم الجنوبية، وأيضا نجاعة وفعالية الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات ذات الصلة في سبيل النهوض بمختلف المجالات الحيوية من عمران وخضرة ونظافة، مشيرا الى ما تمثله هذه الجائزة من تزكية سياسية ومعنوية لجهود المغرب في أقاليمه الجنوبية.

وكانت مؤسسة جائزة المدن العربية قد أعلنت في فبراير الماضي بالدوحة عن أسماء المدن والأشخاص والمشاريع الفائزة بجوائز الدورة الثالثة عشرة.

وجاء ترتيب مدينة العيون في صنف “جائزة تخضير المدينة” مسبوقة بكل من مدينة الجبيل الصناعية بالمملكة العربية السعودية (المركز الأول)، ومدينة الشمال في قطر (المركز الثاني).

وكانت “جائزة المشروع المعماري” في مركزها الأول من نصيب مدينة الدوحة عن (مشروع الحزم) بالشراكة مع المدينة المنورة عن المركز الحضاري والحي الثقافي، في حين جاءت مدينة الخليل (فلسطين) في المركز الثالث عن مشروع مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز للإسكان الخيري، فيما تم حجب جائزة المركز الثاني من فرع هذه الجائزة.

وآلت “جائزة التراث المعماري” في مركزها الأول بالشراكة الى مشروع ترميم منطقة البلدة القديمة لمدينة رام الله (فلسطين) ومشروع ترميم قرية رجال ألمع التراثية في عسير (المملكة العربية السعودية)، فيما نالت المركز الثاني مدينة الوكرة عن مشروع (ترميم قلعة الوكرة التراثية) بالشراكة مع الإحساء (المملكة العربية السعودية) عن مشروع تأهيل وإعمار سوق القيصرية بالهفوف، وتوج بالمركز الثالث مشروع ترميم الجامع الكبير ومئذنة الملوية بسامراء في صلاح الدين (الجمهورية العراقية).

وتوجت “جائزة لجنة المهندس المعماري”، التي تم حجب مركزها الأول، المهندس غسان جودة الدويك من فلسطين بالمركز الثاني، بينما حل في المركزين الثالث بالشراكة المهندسان حسين عمران الحرز من السعودية ويحي حسن وزيري من مصر.

أما “جائزة تجميل المدينة”، ففازت بالمركز الأول ظفار بسلطنة عمان، وبالمركز الثاني مدينة رام الله الفلسطينية، وثالثا حلت مدينة الريان (قطر).

وفي كلمة، خلال حفل التتويج، لفت وزير البلدية والبيئة القطري الانتباه الى أن هذه الجائزة تمثل “رغبة صادقة من المدن العربية في الحفاظ على هوية المدينة العربية بعد تعرض المنطقة إلى عوامل التغريب في أهم موروثاتها الحضارية، وأصبح الحفاظ على هوية المدينة العربية الإسلامية في العمارة والتراث والاهتمام بالبيئة وتخضير وتجميـل المدينة واستخدام وتطبيق تقنية المعلومات، من أكبر التحديات أمام المسؤولين في تلك المدن”.

ومن جهته، اعتبر الأمين العام لمنظمة المدن العربية، في كلمة مماثلة، أن هذه الجائزة بأصنافها تمثل “نموذجا للشراكة” يسهم في “تعزيز تنافسية” المدن العربية و”تحسين كفاءة إدارتها” وضمان استدامتها الحضرية في إطار مؤسساتي، مشيرا الى أن المنظمة، التي طوت في مارس الماضي خمسين عاما من عمرها، “تمثل البيت الجامع للمدن العربية الذي يرسم التوجهات والبرامج والأهداف والالتزامات الخاصة للنهوض بالمدينة العربية وجعلها مثالا تنمويا يطبق أهداف ومعايير أجندة التنمية المستدامة ومؤشرات الحياة المجتمعية المعاصرة”.

يشار الى أن هذه الدورة عرفت 50 ترشيحا من قبل العديد من المدن والشخصيات العربية، وعرفت احتجاب “جائزة خبير تجميل المدن” التي لم يرد ضمنها أي ترشيح لأي من الخبراء العرب.

وتأسست جائزة منظمة المدن العربية، وهـي إحدى مؤسسات منظمة المدن العربية، الموجود مقرها بالكويت، بقرار من المؤتمر العام السابع لمنظمة المدن العربية سنة 1983، رغبة في الحفاظ على هوية المدينة العربية الإسلامية وحمايتها من عوامل التغريب، وتشجيع التجديد والابتكار في الطابع المعماري العربي الإسلامي، وصيانة المعالم والمآثر التاريخية وإعادة توظيفها في الحياة المعاصرة، وكذا الحفاظ على صحة البيئة في المدينة العربية، وعلى خضرتها وجماليتها، فضلا عن التوسع في استخدام التقنيات الرقمية الحديثة في تدبيرها وصيانتها.