مجتمع

المناصفي يغادر المغرب تاركا رسالة مؤثرة توضح أسباب رحيله

أعلن الخبير في الشؤون الأمنية، رشيد المناصفي، في رسالة مؤثرة، عن مغادرته للمغرب بشكل نهائي، بعد 11 سنة من العطاء قضاها في المغرب قادما إليه من السويد، تعبيرا عن غضبه وامتعاضه من رؤية وزراء ومسؤولين غير أكفاء يسيرون المغرب.

وقال المناصفي، في رسالة التي ضمنها قرار مغادرته للمغرب، والتي اطلعت جريدة “العمق” على مضامينها، إنه “بعد تفكير عميق، قررت طي صفحة من حياتي، أعلن لكم بكل حسرة، قرار رحيلي عن أجمل بلد في العالم، المغرب الذي سيظل رفقة الشعب المغربي دائما وأبدا في قلبي وفي روحي”.

وأوضح الخبير في الشؤون الأمنية، في الرسالة ذاتها، أن رحيله عن المغرب “سرع من وتيرته كوني ومنذ عودتي من السويد حاولت تغيير بعض الأشياء والعقليات، لكنني كنت في كل محاولة أصطدم بالحائط، ولهذا سأكشف عن مكامن الخلل بدافع الحب للمغرب”.

وأضاف المناصفي قائلا: “لقد اخترت التعبير عن عدم رضاي عن الرحيل ولهذا السبب قررت كتابة هذه الرسالة، لكن هذا الأمر لن يمنعني من مواصلة حبي للمغرب وللمغاربة، فأنا لا أشعر بخيبة أمل أو بالخسارة، لكنني أعبر عن غضبي وامتعاضي من رؤية وزراء ومسؤولين غير أكفاء يسيرون بلدي” مشيرا بالقول “أنا أمثل العديد من المغاربة المنسيين والذين ملوا من رؤية عدد من الأشياء”.

وعن أسباب اتخاذه لقرار الرحيل عن المغرب، أشار الخبير في علم الإجرام إلى أنه منذ 11 سنة وهو يكتب عددا من المراسلات “وأحاول التواصل مع عدد من الشخصيات لكي أساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا، بمعنى وضع تجربتي وشبكة علاقاتي في النواحي السياسية الاقتصادية رهن إشارة بلدي، لكن دون أن أتلقى أي جواب”.

“الفقر الذي يتزايد والذي ألاحظه خصوصا في المناطق المنسية، بل وأحيانا على بعد أمتار من المدن”، كان أيضا من الأسباب التي دفعت المناصفي للمغادرة، مضيفا أن “التعليم، حاليا يتم إغلاق عدد من المدارس العمومية إلى جانب تدني المستوى والذي لا يساعد سوى على إخراج أجيال تنتمي للماضي أكثر منه للمستقبل”، وكذا “الصحة توجد في قاعة الإنعاش بدورها. يوميا ولمدة 11 سنة وأنا أعاين وأصادف أناسا يستنكرون وقوع أخطاء فادحة خلال إجرائهم لعدد من العمليات الجراحية”.

وتابع في معرض حديثه عن أسباب رحيله، أن “الرشوة منتشرة بشكل كبير وإذا لم تقدم ورقة نقدية صغيرة أو كبيرة لن تقضي مصالحك والأمر معمم على جميع الإدارات”، مضيفا أنه “لا يعقل أن يظل ملف عادي داخل ردهات المحاكم لسنين، ولهذا وغيره يهجر الناس بلدهم ولا يرغبون في الاستثمار داخله”.

واحتج المناصفي في رسالته عن “اللاأمن والذي يتضاعف يوما عن اليوم الذي سبقه. ليس بالقوة نقضي على الجريمة لكن بالذكاء. فحينما تعنف القوات العمومية الأساتذة، الأطباء، الطلبة، فأين هو الأمن في هاته الحالة”، وكذا ما اعتبره بـ”اللامساواة، نسمع كثيرا بأن تحقيقا ما، تم فتحه في ملف ما، لكن دون أن يغلق نهائيا، وفي الحالة التي يسرق فيها الفقير بيضة ندينه بسنتين من السجن، في حين يمكن لشخص نافذ أن يفعل ما يشاء دون أن تطاله أية مساءلة”.

وتمنى الخبير الأمني أن “تتغير هاته الأشياء لكي تمضي الأجيال المقبلة ببلادنا الحبيبة قدما إلى الأمام ولكي يعود المغاربة المقيمون بالخارج إلى أرض الوطن للمساهمة في تنميته الاقتصادية والاجتماعية”.

وخاطب المتحدث ذاته المسؤولين قائلا: “أجبرتمونا على هجرة بلدنا، وبلاد أجدادنا. رسالة لكل المسؤولين الذين يحملون في ذواتهم قلبا يحترق من أجل وطننا، هذه رسالتي أو بالأحرى صرختي لأنني لا أريد أن أسمع في يوم ما عبارة من قبيل ماذا فعلت أو ماذا قدمت من خدمات لبلدك. باراكا”.

تعليقات الزوار

  • تعليق
    منذ 7 سنوات

    السياسة الرشيدة ساءرة وبخطوات ثابتة نحو التخلف العميق

  • إسماعيل مورو
    منذ 7 سنوات

    سير كون تحسم، واش من حارس أمن في إحدی محطات مترو الانفاق ستوكهولم، أصبحت ضابط أمن سابق وخبير إستراتيجي في علم الاجرام.الله ينعل المستحسن!!!!!