مجتمع

العماري يوجه رسالة إلى أهل الريف ويكشف علاقته بمحسن فكري

وجه إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، رسالة إلى أهل الريف تحت عنوان “هذه رسالتي إلى أهلي في بلدتي وأبناء وطني”، كاشفا فيها سبب صمته عن الأحداث التي يعرفها إقليم الحسيمة، وموضحا علاقته ببائع السمك محمد فكري.

وأوضح أنه حاول التدخل للمطالبة بتحقيق مطالب ساكنة الريف رغم الاتهامات التي وُجهت إليه، معتبرا أنه كان يقدم مصلحة الوطن على مصلحته دوما، مشيرا إلى أن أنه كان على معرفة شخصية بالراحل محسن فكري، معلنا أنه اتخذ مبادرة بصفته رئيسا للجهة لفتح حوار، وجعل الإشراف عليه ليس في يد الجهة فقط، وإنما في يد كل الضمائر الحية، وفي يد كل من يريد مصلحة المنطقة والبلاد، وفق تعبيره.

وقال العماري في رسالة مطولة نشرها على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، إنه كان قد سكت عما يحدث في قريته ونواحيها، وفي مواقع أخرى في الجهة والوطن، “ليس جبنا ولا هروبا ولا لأنني لا أتوفر على جواب، ولكن لأنني اقتنعت بأن الصمت في بعض اللحظات قد يكون انتصارا للوطن وللساكنة، ولا يضيرني أن يكون ذلك على حساب سمعتي وشخصي، وليس من شيمي أن أفرط في التصريح فأتحول إلى بطل على حساب مصلحة بلدي”.

وتساءل بالقول: “ماذا عساي أقول كمنتخب وكفاعل سياسي؟ هل أحكي لكم القصة لتعرفوا من المسؤول؟ أم أسكت صبرا وأنزف دمعا ودما لوحدي حفاظا على الآخرين، نعم لقد تحملت منذ النشأة إلى الآن مسؤولية كبيرة… عن أشياء كبيرة وعن أشياء لم أكن طرفا فيها ولا علاقة لي بها من قريب أو بعيد، ولم أكن حتى على علم بها… فماذا عساي أقول؟”.

ردا على الاتهامات

العماري ذكر الاتهامات التي كانت توجه له بخصوص مسؤوليته عن عدد من الأحداث، قائلا: “ألم يقولوا بأنني المسؤول عن ما حدث في الصحراء، فسكت. ألم يقولوا أنني المسؤول عن كل ما عرفه المغرب من انكسارات، فسكت، ألم يقولوا أنني وراء كل مصيبة لمت بوطني وبأوطان أخرى، فسكت. وقالوا أنني وراء نجاح وإفلاس وهروب واعتقال فلان وفلان، فسكت. وأنني صاحب التعيينات والطرد والتوقيفات، فسكت”.

وتابع قوله: “اليوم يعلنون أنني المسؤول عن الفقر والبطالة والتهميش وغياب الديموقراطية والحقوق.. وأنا الخائن الذي باع بمقابل وبدون مقابل.. وأنني أسست حزبا مشؤوما ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وفي يده عصا سحرية يتحقق بتحريكها كل شيء”.

وأوضح المتحدث أنه عاهد ووعد بتقديم مصلحة الوطن على سمعته وشخصيته، وأنه ليس من الذين يتصرفون بردود الأفعال، مردفا بالوقل: “لعلكم تتذكرون أنني بصفة المنتخب المسؤول عن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، تكلمت بحكمة وبما تقتضيه شروط احترام الحكومة، والاستماع إلى نبض الساكنة، فراسلت كتابة الحكومة، في البداية الأولى لما اصطلح عليه حراك الريف، وتكلمت مرارا وتكرارا مع أغلب وزرائها للتدخل العاجل قبل فوات الأوان”.

وكشف أن هناك من أجابه بأنه ليس من حقه مراسلته، مضيفا: “وما بالكم بمطالبته بتحقيق جزء أو كل مطالب الساكنة.. وواصلت الإلحاح على المطالب أكثر من مرة، وسيأتي اليوم الذي أقول فيه الكثير عن الذين طالبتهم بالإنصات للحناجر التي تصدح في المنطقة”.

وأشار في نفس الصد، إلى أنه “وللتاريخ، لم يطالبني أي كان بأن أتدخل لا بصفتي الشخصية ولا الانتخابية و لا الحزبية، حيث ذهبت الحكومة في البداية إلى الحسيمة وقرأت الخبر كغيري في الصحافة، وأعلن المحتجون عن مواعيد احتجاجهم، وقرأت الخبر أيضا في الصحافة”.

وذكر العماري تفاصيل تحركاته في ملف الريف، مشيرا إلى أنه انتظر الحكومة أن تجيبه على ما اقترحه، “وبعد كل هذا وذاك، أخذت المبادرة فقلت بأن باب حوار مؤسسة الجهة مفتوح، وانتظرت الرد، فهناك من استجاب، ونحن نعمل معا على حل المشاكل على قدر الاستطاعة، وهناك من سكت، وهناك من قاطع المبادرة وقال كلاما سيئا في حقي لا مجال لذكره هنا”.

علاقته بفكري

وقال العماري: “فكري كان يتصل بي حتى قبل أن أكون رئيسا للجهة وللحزب، إما لتجاذب أطراف الحديث والمزاح، أو للتدخل لحل مشكل ما… فكري بالنسبة لي لم يكن عنوان ألم وبؤس وظلم فقط، فكري بالنسبة لي هو كل هذا وأكثر، كان صديقا شخصيا”.

وتابع قوله: “محسن فكري هو ابن ذلك الفقيه الذي كان رئيسا لبلدية امزورن تعرفت عليه سنوات الاحتجاجات، وأنا طفل أصرخ وأركض في الشارع بحثا عن الحرية والكرامة. فأخذ بيدي ونصحني بحكمة مازلت إلى حدود اليوم أستحضرها في كل أزمة… وذكرته بذلك حين التقيت به هو وابنه في مدينة الحسيمة… فقلت له، يا عمي أنت لست فقط أبا لصديق، ولا أبا للشهيد.. بل أنت حكمة ساعدتني كثيرا على بقائي موجودا إلى اليوم”.

لذلك عند استشهاده، يضيف العماري، نزفت دما ودمعا، وطالبت من رفاقي ورفيقاتي في الحزب بأن يكونوا جزءا من الاحتجاج في إطار القانون للمطالبة ليس باعتقال من كان السبب في الحادث المأساوي، بل لاعتقال وإعدام الوضع والظروف التي كانت سببا في رحيل محسن فكري، ورحيل من استشهد قبله. وإذا لم يتم القضاء على هذه الظروف فسيرحل آخرون، على حد قوله.

لن أقدم استقالي

العماري أكد أنه لن يقدم استقالته من مسؤوليته بالجهة، ولن ينشر بيانا يحمل فيه المسؤولية لطرف أو آخر، ولن يدين الحكومة ولن يعلن العصيان لكي يهلل البعض بأنه بطل، وفق تعبيره، مضيفا: “هذا هو إلياس الذي عرفناه.. لا، لن أفعلها.. أنا مستعد لتحمل كل أنواع الشتم والسب والإهانة، على أن أتحول إلى بطل من ورق على حساب مآسي سكان بلدتي وأهل وطني”.

وأضاف قائلا: “لقد تعلمت الصبر وأنا صغير، كنت جائعا فصبرت، وحافي القدمين فصبرت، ونائما تحت الشجر دون فراش ولا غطاء، فصبرت، وهاربا فصبرت، ومطاردا ومحروما من التعليم والصحة والسكن فصبرت، ومحروما في صغري من حنان أمي وعطف أبي فصبرت، وتعرضت لغدر أصدقائي قبل خصومي فصبرت؛ لأنني تربيت على أن الصبر مفتاح الفرج، وصبرت لأنني لا أريد أن أكون شيئا آخر غير أنا”.

وتابع قوله: “تعلمت من الكتب والرفاق والتجارب أن القضاء على الظلم والظالمين هو حرب طويلة النفس، والحرب معارك، والمعارك ربح وخسارة.. وأنا أفضل أن أخسر المعارك ولا أخسر الحرب”.

هناك الكثير مما يقال، يضيف العماري، “وسأقوله في حينه، وهذا ليس لا تهديدا ولا فضحا للأسرار، ولا أي شيء آخر… وكما قلت في إحدى تدويناتي السابقة، فقد عاهدت شخصا عزيزا علي ألا أكشف عما عرفته وعايشته طوال تجربتي إلا له، وسأظل أنتظره حتى يتفرغ من انشغالاته”.

وأوضح رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، أنه اتخذ قرارا بناء على نصائح واتصالات رفاقه وأصدقائه، وأخذ مبادرة بصفته رئيسا للجهة لفتح حوار، وجعل الإشراف عليه ليس في يد الجهة فقط، وإنما في يد كل الضمائر الحية، وفي يد كل من يريد مصلحة المنطقة والبلاد، معتبرا أن هذه خطوة ليست ضد أحد، ولا تنتصر لهذا ولا لذاك، خطوة تنتصر لفضيلة الحوار ونعمة الاستقرار في ظل الكرامة حقوق الإنسان، على حد قوله.

تعليقات الزوار

  • izm n arif
    منذ 7 سنوات

    والد محسن فكري لم يكن يوما رئيسا لبلدية امزورن

  • محسن ابن السرد
    منذ 7 سنوات

    وجهو صحيح قسح من حجرة