مجتمع

الجزائر تقرر استقبال السوريين العالقين على الحدود مع المغرب (فيديو)

أعلنت السلطات الجزائرية، اليوم الخميس، أنها قررت استقبال اللاجئين السوريين العالقين على الحدود مع المغرب، منذ أبريل الماضي لـ”دواع إنسانية”.

وقال عبد العزيز بن علي الشريف، الناطق باسم الخارجية الجزائرية، إنه “تم استقبال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الجزائر، حمدي بوخاري، اليوم، وأُبلغ بقرار السلطات العليا في البلاد باستقبال اللاجئين السوريين العالقين لدواع إنسانية”.

وأوضح الشريف أن بلاده ستستقبل اللاجئين السوريين على أراضيها وتوفر الإقامة والعناية الصحية لهم، مشيرا إلى أن “هذه المبادرة الإنسانية تعبر عن إرادة الجزائر في وضع حد لمعاناة هذه المجموعة من اللاجئين”.

وذكر أن هذه الخطوة تأتي “انطلاقا من واجب التضامن مع الشعب السوري في الظروف التي يجتازها، وهو نفس الواجب الذي جعل الجزائر تستقبل منذ بداية الأزمة أكثر من 40 ألف من الرعايا السوريين”.

يأتي ذلك في وقت يصر فيه اللاجئون العالقون على دخول المغرب عوض الرجوع إلى الجزائر، حيث أوضح أحد العالقين في تصريح لجريدة” العمق” أنهم يرغبون في الانضمام لعائلاتهم المتواجدة بالمغرب، بدل العودة إلى الجزائر.

وتوجد مجوعتان من اللاجئين السوريين (بينهم نساء وأطفال)، عالقتان على الحدود الجزائرية المغربية، في منطقة صحراوية، بين مدينتي “بني ونيف” الجزائرية و”فجيج” المغربية، وهي منطقة حدودية تشبه المناطق العازلة، إذ لا يدخل إليها عادة أي طرف، منذ 18 أبريل الماضي، بحسب “مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين” لدى المغرب.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه معاناة السوريين العالقين على الحدود المغربية الجزائرية، منذ أزيد من 45 يوما على التوالي، حيث اقتلعت الرياح القوية التي عرفتها منطقة فجيج الحدودية، عددا من الخيام المهترئة للاجئين، تاركة إياهم بدون أي مأوى في صحراء قاحلة.

وناشد نشطاء مغاربة، من بينهم برلمانيون وحقوقيون، الحكومة المغربية استقبال السوريين العالقين بالحدود المغربية الجزائرية، كما وجهت منظمات حقوقية مغربية نداء للتسريع بإنقاذ وإجلاء الحالات المستعجلة (نساء في حالة وضع، والأطفال المرضى والرضع)، وطالبت “بفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية لفائدة العالقين خصوصاً النساء والأطفال في وضعية صعبة”.

وتعيش العائلات السورية في خيم مهترئة من الأقشمة والبطانيات، تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة، ويغطي غبار الصحراء وجوههم وأجسادهم، ناهيك عن انتشار الأفاعي والعقارب في المكان، وهو ما يعرض حياتهم للخطر، في حين يجد العالقون صعوبة كبيرة في الحصول على الماء والطعام في ظل منع الجيشين المغربي والجزائري أي شخص من الاقتراب من المنطقة لمساعدتهم.

ومنذ بداية أزمة هؤلاء اللاجئين، تبادلت المغرب والجزائر الاتهامات بالمسؤولية عن وصولهم إلى تلك المنطقة والمعاناة التي حلت بهم؛ إذ قالت الرباط إن هؤلاء الأشخاص عبروا الأراضي الجزائرية قبل محاولة الدخول للمغرب، بينما قالت الجزائر إنها لاحظت محاولة السلطات المغربية طرد عدد من هؤلاء اللاجئين قدموا من التراب المغربي نحو التراب الجزائري.

وكان رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، فهد المصري، قد ناشد الملك محمد السادس، السماح للاجئين السوريين العالقين على الحدود المغربية الجزائرية، بدخول التراب المغربي من أجل نقلهم جوا، والتوسط لاستقبالهم في أحد مخيمات اللاجئين السوريين الموجودة في الأردن أو تركيا، مشيرا إلى أن هذه الطريقة هي السبيل الأمثل لإنهاء هذ المأساة الإنسانية التت مر عليها أزيد من 45 يوما.

واعتبر رئيس المكتب السياسي في جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، في رسالة مصورة وجهها إلى الملك، أن السماح لنقل العالقين إلى تركيا أو الأدرن سينهي هذه المأساة ويقطع الطريق على تجار الموت وإنهاء ملف الهجرة غير الشرعية للسوريين عبر التراب المغربي، على حد قوله.

وأضاف: “نعتقد أن هذا الحل هو المنطقي وربما الأمثل، لأنه لن يبقى لاجىء سوري واحد سيفكر بالمجازفة، لا سيما وإن علم أن النهاية ستكون في أحد مخيمات اللجوء ريثما يتمكن مواطنونا من العودة إلى سورية”.

كما شارك العشرات من الناشطين المغاربة شرق البلاد، الجمعة الماضية، في قافلة تضامنية مع اللاجئين السوريين، حيث انطلقت القافلة التي دعا إليها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من مدينة وجدة عاصمة شرق المغرب في اتجاه مدينة فكيك، كما نظمت وقفة احتجاجية أمام باشوية فكيك، ثم مسيرة على الأقدام في اتجاه المكان الذي يوجد فيه اللاجئون السوريون على مسافة حوالي كليومترين.

تعليقات الزوار

  • محمد كاكو من مدينة فكيك
    منذ 7 سنوات

    السوريون ما زالوا في موقعهم تحت الشمس الحارقة اليوم 2يونيو 2017