مجتمع

رغم إعلان الجزائر استقبالهم.. سوريون لا زالوا عالقين بالحدود (فيديو)

كشف لاجئ سوري من بين العالقين على الحدود المغربية الجزائرية، أن عائلات سورية لا زالت “محاصرة” في الصحراء بين منطقتي فجيج المغربية “بني ونيف الجزائرية، وذلك رغم إعلان الجزائر أنها قررت استقبالهم في بلاغ لوزارة الخارجية، أمس الخميس.

وأوضح لاجئ سوري في اتصال لجريدة “العمق”، أن 15 لاجئا لا زالوا عالقين بنفس المكان، ولم تتواصل معهم أي جهة لا من الطرف الجزائري ولا المغربي، مناشدا سلطات البلدين بإنقاذهم من هذا الوضع بعد مرور 46 يوما على مأساتهم.

وقال اللاجئ المذكور: “الآن ننتظر أي شخص يخرجنا من هنا، نريد أن يستقبلنا أحد، أصبحنا نعيش في العصر الحجري في القرن الـ21″، مشيرا إلى أن معاناتهم تتضاعف مع حرارة الشمس بالنهار، وبرودة الجو في الليل، إضافة إلى هجمات الأفاعي والعقارب.

وأشار المتحدث إلى أن السوريين العالقين بالحدود، لهم أقارب بالمغرب وبأوروبا، ولا يملكون أي عائلات في الجزائر، مردفا بالقول: “الآن نتمنى أن يتدخل أحد لإنقاذنا من هذا الوضع بشكل عاجل”.

وفي السياق ذاته، وجه اللاجئ أبو إياد نداء استغاثة من مكان تواجدهم على الحدود، مشيرا إلى أنهم بدون ماء ولا أكل هذه الأيام، قائلا في نفس الصدد: “لازلنا بالصحراء رغم ما سمعناه من الجزائر”.

وتساءل المتحدث في بث مباشر على فيسبوك، بالقول: ” نريد أن نعرف السبب الذي جعلهم يتعاملون معنا هكذا، ماذا فعلنا، معنا أطفال أعمارهم من عام ونصف إلى 10 سنوات، وتحدثنا كثيرا لكن للأسف لا يوجد مجيب”.

وأعلنت السلطات الجزائرية، أمس الخميس، أنها قررت استقبال اللاجئين السوريين العالقين على الحدود مع المغرب، منذ أبريل الماضي لـ”دواع إنسانية”.

https://www.youtube.com/watch?v=g3QGA-n3fTU&feature=youtu.be

وقال عبد العزيز بن علي الشريف، الناطق باسم الخارجية الجزائرية، إنه “تم استقبال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الجزائر، حمدي بوخاري، اليوم، وأُبلغ بقرار السلطات العليا في البلاد باستقبال اللاجئين السوريين العالقين لدواع إنسانية”.

وأوضح الشريف أن بلاده ستستقبل اللاجئين السوريين على أراضيها وتوفر الإقامة والعناية الصحية لهم، مشيرا إلى أن “هذه المبادرة الإنسانية تعبر عن إرادة الجزائر في وضع حد لمعاناة هذه المجموعة من اللاجئين”.

وذكر أن هذه الخطوة تأتي “انطلاقا من واجب التضامن مع الشعب السوري في الظروف التي يجتازها، وهو نفس الواجب الذي جعل الجزائر تستقبل منذ بداية الأزمة أكثر من 40 ألف من الرعايا السوريين”.

يأتي ذلك في وقت يصر فيه اللاجئون العالقون على دخول المغرب عوض الرجوع إلى الجزائر، حيث أوضح أحد العالقين في تصريح لجريدة” العمق” أنهم يرغبون في الانضمام لعائلاتهم المتواجدة بالمغرب، بدل العودة إلى الجزائر.

وتوجد مجوعتان من اللاجئين السوريين (بينهم نساء وأطفال)، عالقتان على الحدود الجزائرية المغربية، في منطقة صحراوية، بين مدينتي “بني ونيف” الجزائرية و”فجيج” المغربية، وهي منطقة حدودية تشبه المناطق العازلة، إذ لا يدخل إليها عادة أي طرف، منذ 18 أبريل الماضي، بحسب “مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين” لدى المغرب.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه معاناة السوريين العالقين على الحدود المغربية الجزائرية، منذ أزيد من 46 يوما على التوالي، حيث اقتلعت الرياح القوية التي عرفتها منطقة فجيج الحدودية، عددا من الخيام المهترئة للاجئين، تاركة إياهم بدون أي مأوى في صحراء قاحلة.

وناشد نشطاء مغاربة، من بينهم برلمانيون وحقوقيون، الحكومة المغربية استقبال السوريين العالقين بالحدود المغربية الجزائرية، كما وجهت منظمات حقوقية مغربية نداء للتسريع بإنقاذ وإجلاء الحالات المستعجلة (نساء في حالة وضع، والأطفال المرضى والرضع)، وطالبت “بفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية لفائدة العالقين خصوصاً النساء والأطفال في وضعية صعبة”.