خارج الحدود

الأزمة الخليجية.. دول أجنبية تتضامن مع قطر وعرب يقاطعونها

أحدثت الأزمة الخليجية انقساما وتباينا في مواقف الدول العربية والأجنبية، فبينما اصطفت بعضها إلى جانب قطر، ومن بينها تركيا والجزائر وأعربت عن تضامنها معها، دعت أخرى إلى تغليب لغة الحوار من أجل التوصل إلى حلول للخلافات، في حين سارعت دول أخرى كالمالديف وموريتانيا إلى تبني الموقف السعودي الإماراتي، إما بمقاطعة قطر أو بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي لديها.

وقطعت دول خليجية هي السعودية والإمارات والبحرين يوم 5 يونيو 2017 علاقاتها مع دولة قطر، وصحبتها بإجراءات تمثلت في إغلاق الحدود والمجال الجوي مع قطر، في خطوة استغربت وتأسفت لها دولة قطر، واعتبرت، كما أكد مجلس الوزراء القطري في بيان أنها تهدف إلى ممارسة الضغوط على الدوحة لتتنازل عن قرارها الوطني.

وفيما يلي أبرز المواقف العربية والدولية من الأزمة بين قطر ودول خليجية:

المتضامنون

تركيا: سارعت تركيا منذ أعلنت السعودية وحليفاتها قطع العلاقة مع الدوحة إلى الإعراب عن تضامنها مع قطر، فقد اتصل الرئيس رجب طيب أردوغان هاتفيا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأعلن عن تضامن بلاده مع الدوحة في ظل الأزمة المتفاقمة مع بعض دول الخليج.

واعتبر أردوغان -في خطاب أمام سفراء في أنقرة عقب مأدبة إفطار رمضاني- أن العقوبات التي فرضت على قطر ليست صائبة ولن تحل أي مشكلة، وأكد أن بلاده ستواصل فعل كل ما في وسعها للمساعدة في حل الأزمة.

وسبق أن أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده مستعدة للمساعدة لتطبيع العلاقات الخليجية من جديد، وقال إن استقرار منطقة الخليج استقرار لتركيا.

في السياق ذته، قال مسؤولون في حزب العدالة والتنمية الحاكم والمعارضة في تركيا إن من المتوقع أن يمرر البرلمان سريعا الأربعاء تشريعا يسمح بنشر قوات تركية في قاعدة عسكرية تركية في قطر تضامنا مع قطر.

ألمانيا: أعربت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها، سيغمار غابريال عن تضامنها مع قطر في أزمتها، وقال غابريال -في مقابلة أجرتها معه مجلة “غلوبال هانلسبلات” الألمانية- إن هناك على ما يبدو محاولات لعزل قطر وإصابتها بشكل وجودي.

وحمّل الوزير الألماني الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مسؤولية التوتر القائم بين دول الخليج وقطر، وقال إن نهج ترمب في منطقة الشرق الأوسط خطير وسيزيد من الأزمات، في وقت نحتاج فيه إلى نظرة ثاقبة لحل هذه الأزمات.

كما انتقد الوزير -الذي يشغل منصب نائب المستشارة الألمانية- سياسة ترمب في عموم الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن صفقات الأسلحة الضخمة التي وقعها مع دول خليجية تزيد من خطر الدخول في دوامة تسليح، ووصف الأمر بأنه سياسة خاطئة تماما.

الجزائر: عبرت الجزائر عن قلقها إزاء الأزمة الدبلوماسية في المنطقة، وقالت إنها “ستؤثر على وحدة وتضامن العالم العربي” داعية دول الخليج للجلوس إلى طاولة الحوار لحل الخلافات وتجاوزها.

وحث بيان الخارجية الجزائرية على ضرورة التحلي بمبادئ “حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة الوطنية للدول”.

ووفق البيان الذي صدر في ساعة متأخرة من مساء يوم 5 يونيو 2017 فإن “الجزائر تبقى واثقة بأن الصعوبات الحالية ظرفية وأن الحكمة والتحفظ سيسودان في النهاية، خاصة أن التحديات الحقيقية التي تعترض سير الدول والشعوب العربية نحو تضامن فعال ووحدة حقيقية كثيرة على غرار الإرهاب”.
الداعون للحوار

الكويت: أجرى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اتصالا هاتفيا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عقب قطع السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر، وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن الأمير دعا إلى تهدئة الموقف وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها التصعيد، والعمل على إتاحة الفرصة للجهود الهادفة إلى احتواء التوتر في العلاقات الأخوية بين الأشقاء.

السودان: أعربت الخارجية السودانية عن بالغ قلقها إزاء قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، ووصفته بأنه تطور مؤسف بين دول عربية شقيقة.

ودعا بيان سوداني إلى تهدئة النفوس والعمل على تجاوز الخلافات بما هو معروف عن القادة الأشقاء من حكمة وحنكة، وحرص على مصالح دول وشعوب الأمة العربية، وعرض الوساطة بين جميع الأطراف المعنية.

تونس: عبر وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في مؤتمر صحفي عن أمله بأن تتجاوز الدول الخليجية الأزمة فيما بينها.

فلسطين: قال وزير الخارجية رياض المالكي إن الدول العربية لن تدّخر جهدا في إطار العلاقات الثنائية، وأيضا في إطار الهيئات العربية والإقليمية من أجل تقريب وجهات النظر لتجاوز هذا الخلاف.

ويقود أمير الكويت وساطة يعول عليها في رأب الصدع داخل البيت الخليجي.

روسيا: دعت روسيا على لسان مسؤوليها إلى ضرورة الحفاظ على استقرار منطقة الخليج، وأكد وزير الخارجية سيرغي لافروف -في مؤتمر صحفي- اهتمام بلاده بالارتباط بعلاقات جيدة مع كل الدول، “خصوصا في هذه المنطقة التي يعد خطر الإرهاب الدولي أهم قضية بالنسبة لها اليوم”.

من جهته، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف أن بلاده مهتمة بالحفاظ على علاقات جيدة مع دول الخليج، وبأن تنعم هذه المنطقة بجو مستقر وسلمي يمكن من خلاله حلّ الخلافات القائمة، وقال إن من مصلحة روسيا أن يكون الوضع في الخليج “مستقرا وسلميا”.

الصين: دعت المتحدثة باسم الخارجية هوا شون يينغ الدول الخليجية إلى ضرورة تغليب لغة الحوار والتشاور للحفاظ على تضامنها، ودعم السلام والاستقرار في المنطقة.

بريطانيا: قال المتحدث باسم الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين صمويل، إن بلاده تأمل أن يتم التوصل إلى حل قريب، وأن يستعيد مجلس التعاون الخليجي وحدته.

إسبانيا: أعرب وزير الخارجية الإسباني عن قلق بلاده من الإجراءات التي اتخذت ضد قطر، ودعا إلى “الهدوء والتفهم والحوار” مؤكدا أن هذا الوضع الحالي لا يصب في مصلحة أحد.

إيران: أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن قلقها تجاه قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين علاقتها مع قطر، وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، إن الحوار أمر حتمي ولا يمكن للإكراه أن يكون حلا، وأضاف في تغريدة له على تويتر أنه لا يمكن تغيير الجغرافيا، وأن الجيران باقون في المنطقة.

موريشيوس: أعلنت حكومة موريشيوس أنها تؤيد الحوار بين دول الخليج، وأوضحت في بيان لخارجيتها أنها وفقا لموقفها من الحفاظ على علاقات ودية مع جميع دول الخليج فإنها تؤيد الحوار بين البلدان المعنية بمصلحة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

الموقف الأمريكي

أجمعت دوائر الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية على أهمية دور قطر في مكافحة الإرهاب، وعلى أن العلاقة بين الدوحة وواشنطن استراتيجية، فقد أشادت المتحدثة باسم الخارجية هاذر نورت بالجهود التي تبذلها قطر على صعيد مكافحة الإرهاب، وأعربت عن امتنان بلادها لدولة قطر لدعمها المستمر للوجود الأمريكي في قطر.

ودعا وزير الخارجية ريكس تيلرسون يوم 5 يونيو 2017 الدول الخليجية إلى الحفاظ على وحدتها، والعمل على تسوية الخلافات بينها بعد قطعها علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.

وأكد البيت الأبيض أن الرئيس ترمب أعجب بالتزام قطر بالانضمام لمركز مكافحة الإرهاب، كما أكدت وزارة الدفاع (بنتاغون) أن الأزمة الخليجية الحالية لا تؤثر على العمليات بقاعدة العديد في قطر.

المقاطعون

“إسرائيل”: سارعت تل أبيب إلى مباركة الموقف السعودي الإماراتي المصري، وقال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إن قرار قطع دول عربية علاقاتها مع قطر يمكن أن يفتح الباب أمام “إسرائيل” للمشاركة في مكافحة ما سماه الإرهاب.

وأضاف الوزير “الإسرائيلي” أنه “حتى الدول العربية تفهم أن الخطر الحقيقي على المنطقة بأكملها ليس “إسرائيل” ولا اليهود ولا الصهيونية، بل الإرهاب الإسلامي المتطرف”.

الأردن: قررت الحكومة الأردنية يوم 6 يونيو 2017 تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر بعد دراسة أسباب الأزمة، وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إنه تقرر أيضا إلغاء تراخيص مكتب قناة الجزيرة في المملكة الأردنية.

وحسب ما أكد مصدر رسمي للجزيرة فإن الأردن طلب من السفير القطري مغادرة المملكة خلال أيام.

موريتانيا: أعلنت موريتانيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر مساء السادس من يونيو 2017، إن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية اتخذ في ظل ما وصفته بإصرار قطر على “التمادي في السياسات التي تنتهجها”.

كما انضمت إلى المقاطعة كل من حكومة اليمن والحكومة المؤقتة بشرق ليبيا، وجمهورية المالديف.