المغرب العميق

في عز رمضان .. ساكنة إقليم زاكورة تواجه شبح العطش

تعاني ساكنة إقليم زاكورة كل فصل صيف من ندرة المياه الصالحة للشرب وملوحة المتوفر منها وهو ما يتسبب لهم في عدة أمراض؛ كتلك المتعلقة بالكلي والجهاز الهضمي، ويضطرها إلى شراء المياه المعدنية أو مياه صالحة للشرب يجلبها الباعة من مناطق أخرى لتتضاعف معاناتهم خصوصا وأنهم يؤدون فواتير مياه لا يستعملونها.

وأوضح فاعلون جمعويون بزاكورة، أن التزود بالماء في المناطق القروية يتطلب قطع مسافات طويلة على الدواب أو باستعمال الدراجات النارية وسيارات نقل البضائع من أجل البحث عن هذه المادة الحيوية في بعض المناطق التي لا تزال آبارها تجود على الساكنة بمياهها الصالحة للشرب على الرغم من قلتها.

أما فيما يخص ساكني المناطق الحضرية، فيضيف الجمعويون أن هؤلاء يضطرون لشراء المياه المعدنية أو انتظار صهاريج بائعي المياه الصالحة للشرب من أجل شراء لترات لسد حاجياتهم اليومية خصوصا في شهر رمضان الذي تشتد فيه الحرارة وتتضاعف فيه معاناة الحصول على هذه المادة الحيوية.

وأكدت المصادر ذاتها، أن الماء أصبح هو الهاجس الذي يؤرق ساكنة مختلف مناطق إقليم زاكورة منذو عقود، وأن شبح العطش أصبح يهدد المنطقة، ويجبر الساكنة على الهجرة إلى مناطق تتوفر فيها هذه المادة الحيوية بعد أن أصبحت مصادر المياه محدودة والفرشة المائية ضعيفة إلى منعدمة خصوصا في فصل الصيف.

وأضافت أن ما يزيد من معاناة الساكنة هو تقاعس ولامبالات المسؤولين من منتخبين وسلطات والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، في البحث عن حلول للحد من هذه الأزمة وتوفير بدائل آنية في انتظار تحقيق مطلب الساكنة الوحيد والذي تكرره في عدد من الوقفات الاحتجاجية والشكايات بتوفير ماء صالح للشرب.

وقالت عمالة إقليم زاكورة في بلاغ لها، إن إنجاز مشروع محطة التحلية ستستأنف الاشغال بها مع بداية شهر يوليوز 2017 مما سيمكن من تأمين حاجيات مدينة زاكورة ابتداء من صيف سنة 2018.

كما أكد البلاغ ذاته، أن عبد الغني الصمودي عامل الإقليم طالب ممثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتكثيف الجهود من أجل الرفع من مستوى الانتاج لمواجهة النقص الذي يعرفه تزويد المدينة بهذه المادة الحيوية خاصة خلال هذه الفترة من السنة المعروفة بارتفاع درجات الحرارة.

كما أوضح أنه ورغم الاستثمارات الكبيرة في قطاع الماء الصالح للشرب بالإقليم، إلا أنه لابد من التفكير في حلول جدرية لهذا المشكل بعد توالي سنوات الجفاف ونضوب الفرشة المائية وتزايد النمو الديموغرافي، ومن بين هذه الحلول إنجاز مشروع محطة التحلية لتأمين حاجيات مدينة زاكورة ابتداء من صيف سنة 2018، في انتظار تزود الاقليم من المياه السطحية والتي تجري حاليا الدراسات بشأنها.