منتدى العمق

إدريس البصري…عاد إليكم من جديد!

تهديد بإدخال عُبوات في مؤخرات المعتقلين، ضرب و سبٌ و اتهام بالعَمَالة و السعي للانفصال: ” أولاد الصبليون”، “بغيتوا ديرو دولتكم”…فيض من غيض كشف عنه تسريب لتحقيق أجراه المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

المدرية العامة للأمن الوطني انبرت لتكذيب التقرير، بينما حاول إدريس اليزمي مدير المجلس التخفيف من وطأة التسريب على الرأي العام الوطني و الدولي بالقول إن الوثيقة جزء من تحقيق داخلي لم يكتمل الأركان، و أنها (الوثيقة) معدة فقط للجهة المختصة (وزارة العدل).

تطمينات و بيانات لم يكن لها دور التخفيف من هول تقرير أعاد المغرب سنوات للوراء، في وقت اعتقد فيه بعض المغاربة أن عصر “القَرعَة” ولى بلا رجعة.

التقرير أفاد أن ادعاءات 39 معتقلا، على خلفية حراك الريف، بتعرضهم للتعذيب ” صحيحة و معقولة”، مستندا لخبرة طبية أشرف عليها البروفسور هشام بنيعيش، طبيب شرعي رئيس معهد الطب الشرعي بالمركز ألاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، والدكتور عبد الله الدامي، طبيب شرعي بمعهد الطب الشرعي بالمركز ألاستشفائي لجامعي ابن رشد بالدار البيضاء.

“مافيش دخان من غير نار” كما يقول من يحكمهم عبد الفتاح السيسي بالحديد و النار، و تقرير هيأة دستورية بشهادة خبراء مُحلّفين عن حالات تعذيب و انتهاك لحقوق الإنسان، لا يجب أن يمر مرور الكرام، و يُعالج بحرب بيانات بين أجهزة لم تستفق من غفوتها إلا بعد أن نشر غسيل لا يبدو أنه نظيف!

ممارسات كشف عنها التحقيق تؤكد بالملموس أن البصري مات لكن البصرية لم تمت، و أن تلامذة إدريس ماضون في الدرب محافظون على العهد.

البصري الذي توفاه الله سنة 2007 برئة واحدة ، بعد ثماني زيارات لبيت الله الحرام تكفيرا عن ذنوبه، كان يتلاعب بحياة المغاربة السياسية كما يشاء تحث بند ” الداخلية مؤسسة مقدسة”، شكّل حاجزا منيعا في وجه حكومة انقاد المغرب الأولى سنة 94، قبل أن يُفرض على عبد الرحمن اليوسفي الذي تدخل لإنقاذ المغرب من سكتة قلبية طمعا في جُود سُنّة التناوُب التوافقي، قبل أن يُغادر قصر مراكش في 9 أكتوبر 2002 مغاضبا بعد أن أعلمه أهل الحل و العقد بانتهاء العُهدة.

الممارسات نفسها شاهدها المغاربة طوال ستة أشهر تعطيلا لإرادة الناخبين و إفراغا للعملية الديمقراطية من محتواها. عملية من إخراج مقربين من دائرة القرار الصغرى أمضوا شهورا و سنوات متدربين في مكاتب إدريس البصري سنوات التسعينات.

الكل ضحى بإرادة المغاربة و ألقى بها لسلة المهملات بحجة مصلحة الوطن. حُجة واهية تُخفي جبنا سياسيا و تعلقا بكراس وثيرة و رواتب سمينة.

البصري بعث برسائل من منفاه الباريسي قال فيها أعطوني ثلاث أيام و سأخرج لكم من نفذ تفجيرات السادس عشر من مايو 2003 بالبيضاء متهكما على الرواية الرسمية، قبل أن يُشاهد أساليبه تستعمل في زج آلاف السلفيين في السجون بعد الأحداث تماشيا مع مخططات و إملاءات بوش الصغير.

اليوم، بعد عقد من وفاة من كان يسمي نفسه “عبد مشرّط لحناك ديال سيدنا” في إيحاء على أنه مجرد عبد مأمور، مازالت الأساليب نفسها تحكم واقع المغرب و المغاربة، لكن بكثير من المساحيق التي لا تخفي بشاعة المشهد: وزراء يعتبرون أنفسهم “غير مسخرين” من جهات عُليا تقوم بكل شيء ، و أجهزة ما زالت تُؤمن أن المغاربة أقل من أن يعاملوا كمواطنين إن هُم خرجوا، ليس عن عقال الدولة، بل فقط مطالبين بحقوق كفلها دستور “ثوري” تظهر معالمه في الأفراح و المناسبات و استقبال الضيوف الكبار، و تختفي ساعة العُسر، ساعة الحقيقة.

تعليقات الزوار

  • خلاصة
    منذ 7 سنوات

    الكل ضحى بإرادة المغاربة و ألقى بها لسلة المهملات بحجة مصلحة الوطن. حُجة واهية تُخفي جبنا سياسيا و تعلقا بكراس وثيرة و رواتب سمينة... خلاصة المقال