منتدى العمق

“صلاتنا بين العادة والعبادة”

كم مرة وجدت نفسك تتلو الفاتحة وأنت ساجد أو راكع؟ كم مرة حدث أن نسيت وسط صلاتك في أي صلاة أنت ظهر، عصر أم مغرب…، أو أن نسيت عدد الركعات المتبقية؟
كثيرا ما نجد أنفسنا-ونحن نصلي- في حالة تردد: أي ركعة هذه؟ أسجدت مرتين؟…، فتبقى جالسا لمدة إلى أن تقرر أن تسجد أو تنتقل إلى الركعة الموالية.

مئة و أربع عشرة سورة و المعتاد في صلواتنا ما لم يتعد ست آيات كأقصى تقدير، لكن قد تستيقظ من غفوتك مرة فتردد سورة الضحى أو الزلزلة أو ما شابههما. تصل ركعتك الأخيرة فتفكر في سجود السهو تعويضا لما فاتك، بعد انتهائك تجد نفسك قد سهوت عن سجود السهو نفسه.

كثيرا ما نسرع في الصلاة خوفا من التأخر عن موعد، فما إن تقرأ الفاتحة حتى تجد جبهتك على الأرض، (السلام عليكم ، السلام عليكم)، فتتحول صلاتك من عبادة تَقرُبيّة إلى رياضة يومية صعودا و نزولا و كأنها واجب يومي نسعد بانتهائنا منه.

و نحن نصلي يفوتنا أن من نحن في حضرته متحكم في كل شيء! و أن ما نسرع لأجله بين يديه.

استقبل قبلتك، انس ما حولك، خذ نفسا عميقا وابدأ.

تحدث في سجودك عن كل ما يشغل بالك، أخبره بأحلامك-و إن بدت مستحيلة-، فلتبك و لتتذلل، كن ملحاحاً ولا تستخف بصغيرة أو كبيرة قل كل شيء، فالله أوسع مما نتخيل.
و أنت تصلي تذكر أننا لله و إليه راجعون، فاغتنم فرصة التقرب إلى من أنت إليه راجع.