وجهة نظر

أفكار للنقاش: “الإصلاح بين الأمل واليأس”

ما يريده خصوم الإصلاح هو تيئيس النخب والشباب وعموم الأمة من أي عمل اصلاحي دينيا كان أو سياسيا ومن أي عمل اصلاحي بصفة عامة.
إن الإصلاح عملية شاقة وطويلة ومعركة مستمرة لا يطيقها إلا من تسلح بالصبر والنفس الطويل.

وهؤلاء هم النخبة وزبدة المجتمع والتي لا تكون قاعدتها واسعة دائما مع الأسف. ولذا يعمل خصوم الإصلاح على تضييقها بينما يعمل الأصلاحيون على توسيعها وهذا هو جوهر الصراع. ومن لم يستوعب هذه المعادلة من الصالحين تسارع اليأس ألى نفسه وتقوقع على ذاته فتعذر عليه أن يتحول إلى إصلاحي وبقي في دائرة الصالحين السلبيين.
لقد اختلطت الأمور وبعثرت الأوراق في هذه الفترة من الزمن عن قصد وترصد لتيئيس الناس. ويبدو أن المخططين والفاعلين لذلك نجحوا إلى حد بعيد في تحقيق بعض من أهدافهم. فإذا تحققت كلها لا قدر الله فلننتظر الأسوأ!!!

ونحمد لله أن زمرة من النخب ومن الشباب بقيت يقظة ولم تيأس وهذا مهم. لكني أتحدث عن الحالة العامة.
وبالنسبة للحكومات والجماعات والأحزب فهي كذلك في نفس الخندق بين متيقظ ويائس.

إن المشهد كله يحتاج إلى مراجعة ذاتية نقدية وربما إلى هزة أو صدمة توقظ الكثيرين من غفوتهم وتخرجهم من صراعاتهم الصغيرة ومشاغلهم الضيقة للتمكن من النظر البعيد في مستقبل الأمة أولا والوطن ثانيا حيث نعاني اليوم من معضلات كبرى علينا حلها وتتمثل في معضلات أساسية هي:
– التخلف بمختلف مظاهره.
– التبعية بمختلف أنواعها.
– الانقسام والتشظي عموديا وأفقيا.
– الاستبداد في كل مرافق الحياة.

وهذه المعضلات تتطلب إصلاحا شاملا لا يمثل الإصلاح السياسي إلا أحد فروعه وثمراته.