سياسة

مجاهد يهاجم قطر من قلب الدوحة ويتهم “الجزيرة” بدعم الإرهاب

لم يفوت القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي يونس مجاهد فرصة تواجده في قطر التي توصف بأنها تدعم جماعة الإخوان المسلمين، دون أن يصفي حساباته الأيدلوجية مع الدوحة واتهامها باعتماد المقاربة الانتقائية في التعامل مع مسألة حقوق الإنسان.

واعتبر مجاهد، النائب الأول لرئيس الفيدرالية الدولية للصحافيين، في افتتاح ندوة بالدوحة، أنه لا يمكن التعامل مع مبادئ حقوق الإنسان، بشكل انتقائي، كما يحصل في قطر، مشددا على أنه لا ينبغي أن تلعب وسائل الإعلام دور الناطق باسم الجماعات المتطرفة.

وقال ضمن الندوة المنظمة بالعاصمة القطرية “إن المرجعية الدولية لحقوق الإنسان، ترسانة شاملة لا تقبل التجزيء، فهي نظام متكامل، يتضمن حرية التعبير والحقوق النقابية والحق في التنظيم السياسي والتجمع والتظاهر والاحتجاج”.

وأضاف: “نحن لا نقبل اللجوء كما يحصل هنا، وعند الحاجة فقط، إلى المبادئ الدولية لحرية التنقل أو حرية التعبير وفصلها عن باقي المبادئ الأخرى، لأن هذا يخدم مصلحة معينة ضيقة وظرفية، فهذا أسلوب انتقائي، يشكل نوعا من التحايل على هذه المرجعية، ولا يفيد في شيء”.

وهاجم مجاهد الوضع الحقوقي والنقابي داخل قطر، مشددا على أهمية الاعتراف بالحقوق النقابية، وعلى رفض التشريعات التي تقيد حرية العمل النقابي، والدساتير والقوانين التي لا تعترف بحق التجمع والتنظيم، وحرية التعبير، وكل الإجراءات التي تكرس أنظمة التسلط في مجال الشغل والمرفوضة دولياً، لأنها لا تعترف بحق التعاقد وبالضمانات القانونية، المعمول بها في أغلب البلدان التي تحترم حقوق الشغيلة.

الجزيرة: لسان الجماعات المتطرفة

ولم يفوت المصدر ذاته الفرصة أيضا دون أن يهاجم قناة الجزيرة متبنيا رواية دول الحصار الخليجية ضد قطر حول الجزيرة، قائلا إن “هناك التزامات أخلاقية مفروضة على الصحافة والصحافيين، من أهمها ألا تتحول إلى ناطق باسم المتشددين أو تلعب دوراً تحريضيا، لأن هذا يزيغ بها عن واجبها المهني، الذي تحكمه أخلاقيات العمل الصحافي”.

وأوضح أن “التطورات المتواصلة التي يشهدها العالم العربي، تثبت الحاجة إلى صحافة ذات مصداقية، في خدمة الديمقراطية وحقوق الإنسان والحق في الوصول إلى المعلومات، بكل مهنية وشفافية، لكن بالإضافة إلى هذه الأدوار الهامة، فقد تأكد الدور الحاسم لوسائل الإعلام في مواجهة التطرّف الديني وكل تعبيرات التشدد والدعوة للكراهية والعنف والإرهاب”.

غير أن مجاهد عاد ليتضامن مع الجزيرة مع ما تعرضت له من تهديد من طرف دول الحصار قائلا: “نحن نتضامن مع الصحافة والصحافيين، في كل بقاع العالم، ولا تهمنا أية صراعات سياسية بين الأحزاب أو الدول، أو اختلافات إيديولوجية أو مذهبية، أو انتماءات عرقية أو طائفية”.

وأضاف: “انطلاقا من هذه المبادئ، فإن الفيدرالية الدولية للصحافيين، عبرت عن تضامنها، بكامل الوضوح، مع قناة الجزيرة وصحافييها وكل العاملين فيها، تجاه التهديدات التي تعرضت لها، لأننا اعتبرنا أن ما حصل يشكل انتهاكا لمبادئ حقوق الإنسان وكذا للأعراف والقوانين الدولية”.

يشار أن هذه الندوة المنظمة من طرف اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بقطر، والمعهد الدولي للصحافة، والفيدرالية الدولية للصحافيين، شاركت فيها أربعون نقابة من الفيدرالية وعدد هام من ممثلي المنظمات الحقوقية الدولية والصحافيين من مختلف بقاع العالم، واختير لها شعار: “حرية التعبير .. نحو مواجهة المخاطر”.