سياسة

لغروس: أربعة أسباب وأربعة أسئلة عن استقالة الرميد

أعتقد والله أعلم أن أسباب أربعة قد يكون أحدها أو كلها وراء تفكير الرميد المستمر في الاستقالة التي لم تقع، أحدها ومن يعرف شخصية الرميد عن قرب ولو قليلا، أن لأنفته وكرامته نوع الهالة فهو لا يتحمل الكثير من البهدلة والضغط والتجريح خاصة إذ لم يكن من الخصوم/الأعداء، بل من أهل الدار فسيقول مالي ومال كل هذا؟

الأمر الثاني وهو قريب من الأول متعلق بما يعتمل تحت عينه وما يجري من ماء تحت رجله منذ تعيينه وزيرا للعدل والحريات، فقد وقف وعاين ولاحظ الكثير من اللعب الصغير المدعوم أحيانا بنفوذ كبير، مما سيؤكد له أنه بين نارين من فوق ومن أسفل.

السبب الثالث هو ربما صحوة الصقر التي تتحرك بين الفينة والأخرى، فبالنظر للأحداث الجارية وأبرزها حراك الريف المبارك، سيجد الرميد نفسه أحيانا يبرر ما لا يبرر ويدافع على الكوارث الحقوقية خاصة في مواجهة لجن أممية ومحافل حقوقية، فالرميد ممكن أن يصبر ما تأكد لديه أن المعركة فيها “ضربة فيه وضربة فيهم”، أو على الأقل هناك من يستحق الصبر على الضرب من أجله أو يقدر ذلك، أما إن تأكد له أن الضرب أصبح فقط في الإصلاح وفي أدواته ومنها حزب العدالة والتنمية، وفي سند الإصلاح الذي هو الإرادة الشعبية، فأعتقد أنه قد يفعلها ويقلب الطاولة وهذا آخر عهد به.

السبب الرابع، قد يكون الأمر قراءة في سماء ملبدة بالغيوم وتوحي بعاصفة قد لا تكون على قد النفع كما يقول المغاربة، أو قد تكون عاصفة هوجاء نوعا ما…وهو سبب آخر قد يجعل الرميد يقول “آش داني لهاد لقرع نمشط ليه شعروا”.

في جميع الحالات يطرح سؤال بكل إلحاح على الرميد وكل قوى الإصلاح، هل ينبغي البحث عن الخلاص الفردي أم الجماعي؟ وإذا تعارضا أيهما أولى بالتقديم؟؟؟ سؤال آخر من تعتقدون سيفرح باستقالة الرميد أكثر؟ ربما من له مصلحة أو من سيستفيد؟ ثم هل استقالة فرد ستنتج حلا؟ هل المستقيلون في المغرب يصنعون الإصلاح؟