مجتمع

والد فارسة الجديدة: وعدتني قبل وفاتها بميدالية .. والأطباء أساؤوا لنا

بصوت متقطع غالبته الدموع، يتذكر والد الفارسة حسناء تمامت التي سقطت من على ظهر جوادها خلال موسم عبد الله أمغار الأسبوع المنصرم قبل أن تتوفى، آخر كلماتها له قائلة ” بابا هاد المُوسَم غادي نْجيب ليك الميدالية”.

ويحكي والد الشابة التي توفيت عن سن ناهز 17 سنة، حيث ووري جثمانها الثرى قبيل صلاة المغرب أمس الثلاثاء بسيدي بنور، لجريدة ” العمق” أن ابنته الراحلة كانت مهووسة بحُبّ الخيل والفنطازيا والمشاركة في المواسم كما كانت راغبة في امتلاك جواد خاص بها إلا أن عمل والدها باعتباره أستاذا للتعليم الابتدائي لم يمكنه من تحقيق رغبة الفارسة.

الوالد أحمد تمامت الذي لا يزال مصدوما من الحادثة المؤسفة التي أدخلت حسناء في غيبوبة طيلة أسبوع قبل أن تسلم الروح لبارئها، بدا حانقا على الأطر الطبية والتمريضية بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة وكذلك بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالبيضاء، موضحا أنه “لاقى طريقة تعامل غير لائقة من طرفهم”.

وأوضح تمامت للجريدة، أن الأطباء أكدوا بداية أن جميع الفحوصات إيجابية وتبشر خيرا انطلاقا من “السكانير” و” ليريم” والتحاليل الطبية، وأن حالة حسناء رغم غيبوبتها تسير نحو التحسن قبل أن تنطفئ شمعة الأمل ويؤكدوا أن دماغها أصيب ويعلنوا وفاتها لاحقا، مستطردا ” إذا لم تتم قراءة فحوصات الأشعة بشكل سليم فما الحاجة إليها؟ من الأفضل أن يبلغونا بالحقيقة على مرارتها عوض أن نستبشر خيرا في شفاءها ونصدم بالرحيل بين ليلة وضحاها”.

لم تبق حسناء بمستشفى الجديدة طويلا قبل نقلها صوب البيضاء، حيث سمحوا لوالدتها بالبقاء جانبها ليلا فيما قضى الوالد المكلوم لياليه جالسا على كرسي ينتظر هجوم اللصوص أو قطاع الطرق بالمدينة، وفق تعبيره متابعا ” جينا مْراض، لا طبيب يدوي مْعانا، ولا يقولينا شنو واقْع لبنتنا”.

ويعود أحمد ليوم الحادثة موضحا أن ابنته امتطت صهوة حصان قيل له لاحقا إنه صعب المراس، إذ لم يتعرف على حسناء ورفض ركوبها ظهره ليقوم بحركات عنيفة قصد اسقاطها إلا أن الفارسة تشبثت بشعر رأسه ورقبته ما زاد من هيجانه وغضبه لتسقط حسناء أرضا وتنقل صوب المستشفى في حالة غيبوبة.

تلقى الوالد تعازي كل أبناء المنطقة كما زاره مْقَدّم السَّربة التي كانت تمارس فيها حسناء، وعند سؤاله عن وجود تأمين من عدمه، أكد المقدم أنهم يمارسون هاته الرياضة دون تأمين ولا جمعية مؤطرة، ما دفع أحمد تمامت إلى التساؤل عن مآل المصابين والمكسورين والمصابين بالبارود من الممارسين.