مجتمع

بنكيران يكشف سر بقاء المدغري في كرسي الأوقاف لـ18 سنة

كشف عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سر بقاء الراحل عبد الكبير العلوي المدغري على رأس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لمدة 18 عاما، قائلا: “الرجل صالح بين الفكر الذي يريد المحافظة على أصالتنا وهويتنا، والفكر الذي يعيش المرحلة الحالية بحداثتها ومقوماتها، وهذا ما سمح له ليعتلي كرسي الوزارة لـ18 سنة”.

وتابع قوله: “الراحل جاء لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعدما انتبه الملك الراحل الحسن الثاني إلى ذكائه وألمعيته إثر إلقائه درست واحدا أمام الملك، حيث اختاره ليكون وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية، وقام بدور كبير في وقت كنا محتاجين لأحد يقوم بذاك الدور”.

وأضاف ابن كيران في تصريح للصحافة عقب تشييع جنازة الراحل بمقبرة الشهداء بالرباط، بعد ظهر اليوم الأحد، أن المدغري كان رجلا عالما فقيها ومتنورا، وخالط الحياة العصرية والدراسات العصرية، وهو محامي محترم، حسب قوله.

وأشار رئيس الحكومة السابق، إلى أن ما قام به المدغري في مساره السياسي أمر متميز جدا، لافتا إلى أن الملك محمد السادس لم ينساه أبدا طيلة مراحل مرضه، مردفا بالقول: “رجاؤنا عند الله أنه مقبول الأعمال ورجل صالح، وأنا حفظت على علاقتي معه وبقيت أزوره إلى آخر مراحل حياته، نظرا لمعتزي له وتقديري لمواقفه، واليوم علينا الترحم عليه من جديد، ومتيقنون أن الله سيستقبله أحسن قبول إن شاء الله”.

وشُيعت بعد صلاة الظهر اليوم الأحد بمقبرة الشهداء الرباط، جنازة الراحل عبد الكبير العلوي المدغري، وزير الأوقاف السابق والمدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، الذي وافته المنية بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، صباح أمس السبت، عن سن يناهز 76 سنة، وذلك بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.

الجنازة عرفت حضور عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية، يتقدمهم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ورئيس المجلس العلمي الأعلى، وقيادات أحزاب سياسية، إلى جانب أفراد أسرة الفقيد وأقاربه وذويه.

وكان الملك محمد السادس قد بعث برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المدغري، أعرب خلالها عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، في “فقدان أحد أبناء المغرب البررة، المشهود له بالغيرة الوطنية الصادقة، والتشبث المكين بمقدسات الأمة، والتفاني ونكران الذات في خدمة المصالح العليا للوطن، في مختلف المناصب والمسؤوليات السامية التي تقلدها، ولا سيما كوزير للأوقاف والشؤون الإسلامية أو كمدير عام لوكالة بيت مال القدس الشريف”.

يُشار إلى أن الراحل شغل منصب وزير للأوقاف والشؤون الاسلامية لفترة ناهزت 19 سنة، كما اشتغل كذلك أستاذ التعليم العالي باحث بكلية الشريعة جامعة القرويين بفاس، وأستاذ محاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، وأستاذ بالمعهد المولوي بالرباط، وهو من مواليد سنة 1946 بمدينة مكناس.

ومارس الراحل أيضا، مهنة المحاماة، وهو مدير عام لوكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس التي يترأسها الملك محمد السادس، وله عدة مؤلفات من بينها مؤلف “الحكومة الملتحية” الذي تنبأ فيه بوصول الإسلاميين للحكم، حيث حصل الراحل على شهادة دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية، وشهادة الإجازة في العلوم القانونية من كلية الحقوق بالرباط، وشهادة الإجازة في الآداب والعلوم الإنسانية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس وشهادة الباكالوريا من جامعة القرويين.