مجتمع

الطويل: التوكل على الله من أسباب تفوقي وهذه رسالتي للمسؤولين على التعليم

كشفت إيمان الطويل، التلميذة الحاصلة على أعلى معدل في الباكالوريا على المستوى الوطني في التعليم العمومي لموسم 2017، أن التوكل على الله هو أحد أسباب تفوقها الدراسي، مشيرة إلى أنها اختارت متابعة دراستها الجامعية بكلية الطب بالدار البيضاء تحقيقا لحلمها في الصغر.

وأوضحت الطويل في حوار مع جريدة “العمق”، أنها لم تتلقى أي مساعدة من طرف المسؤولين بعد حصولها على أعلى معدل في الباكالوريا، مؤكدة اجتيازها المباريات مثل باقي التلاميذ، حيث “تم قبولي بكلية الطب بالبيضاء وهي من تيسرت لي الأمور بمتابعة الدراسة فيها”.

وأشارت إلى أنها كانت تملك طموحا وشغفا للتفوق، قائلة: “هذا ما شكل عندي حافزا للقيام بمجهودات أكبر، ولم يكن عندي توقع 100 في المائة للحصول على أعلى معدل، ولكن كان هناك تمني حاولتُ تحويله لحقيقية، وربي يسر لي فيه”

ابنة سيدي بنور المزدادة في شتنبر 1999، اعتبرت أن حصولها على الرتبة الأولى وطنيا بمعدل 19.31، لم يكن أمرا سهلا، مضيفة: “لن أقول بأنني كنت أشتغل بطريقة عادية مثل الآخرين لأحصل على الرتبة الأولى، بل كنت أسعى نحو التفوق منذ 12 سنة، والتوكل على الله كان حاضرا دوما”.

إيمان الطويل دعت في رسالة موجهة إلى المسؤولين عن قطاع التعليم بالمغرب، لإعطاء اهتمام أكثر للمتفوقين، قائلة: “إنني للأسف كمثال حي، لم يكن لي أي اهتمام من طرف المسؤولين، لأن الاهتمام يشكل للمتفوقين حافزا معنويا أكثر منه مادي، وذلك من أجل دفعهم للعطاء أكثر والرفع من مستوى المغرب”.

وتابعت قولها: “حسب تجربة أفراد عائلتي، فالتعليم العالي بالمغرب ليس كاملا وتنقصه كثير من الأشياء من بينها المصداقية والموضوعية”.

وبخصوص المنحة، كشفت التلميذة أنها تفاجأت من عدم حصولها على منحة دراسية رغم استوفائها للشروط اللازمة لذلك، لافتة إلى أن استحقاق المنحة يتطلب شرطان يتوفران فيها، الأول هو التفوق، والثاني هو الوضعية المالية للوالدين، قائلة في هذا الصدد: “والدي ليس له دخل قار، هو إنسان عادي مثل باقي الناس، ونحن عائلة متواضعة، ولذلك لا أعرف سبب عدم حصولي على المنحة”.

وقالت أيضا: “حين وصلت للباكالوريا، كان الحافز الأساسي عندي للحصول على التفوق هو الحصول على المنحة، وذلك من أجل عدم تكبيد والديَّ عناء ما تكبوه معي في التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وحتى لا يتحملوا مسؤولية تكاليف الدراسات الجامعية، لكن للأسف لم أحصل على المنحة”.

ووجهت المتحدثة رسالة إلى التلاميذ المقبلين على الباكالوريا بالقول: “أنصحهم بالجد والاجتهاد رغم أن الحصول على التفوق من الضروي أن يصاحبه التعب، ولكن التعب بعد الحصول على نتائج جيدة يُنسى بلمح البصر ويبقى مجرد ذكريات جميلة، لأنه هو الذي يمكن من الحصول على تلك النتيجة”، مضيفة: “أنصح التلاميذ أيضا بالتوكل على الله لأن بيده كل شيء وما علينا إلا اتخاذ الأسباب”.

وكانت إيمان الطويل، قد حصلت على أعلى معدل في الباكالوريا على المستوى الوطني في التعليم العمومي، في امتحانات دورة يونيو 2017، بمعدل 19.31 في شعبة العلوم الفيزيائية، وهي تلميذة من ثانوية “سيدي بنور”.

يُشار إلى أن أكاديمية أطر الغد التي افتتحت أشغالها أول أمس الجمعة بالرباط، قامت بتكريم التلميذة إيمان الطويل في جلستها الافتتاحية، رفقة عدنان الرمال الدكتور الفائز بجائزة المخترع الأوروبي، وذلك بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وأحمد الريسوني، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إضافة إلى أحمد الحارثي رئيس منظمة التجديد الطلابي المشرفة على الأكاديمية.

وقالت الطويل، إن مشاركتها في هذه الأكاديمية كضيفة شرف، تأتي بالنظر إلى أن هذا الملتقى يشكل لها فرصة للالتقاء بطلبة مختلف المعاهد  العلمية بالمغرب، من أجل تبادل المعارف لتعم الاستفادة، وفق تعبيرها.