وجهة نظر

إغتصاب الإغتصاب !!

إن ما نعيشه اليوم من مظاهر لاأخلاقية وظواهر قد يتم وصفها من ذوي الأفهام أنها معضلات لا حل لها، أو أن حلها ليس بيد أفراد المجتمع، هو نتيجة وصلنا إليها لأسباب عديدة من بينها السكوت عن قول الحق، إهمال تربية الأطفال، الفردانية، الأنانية في التعامل مع مختلف القضايا.
ما يزيد من تفشي الظواهر اللاأخلاقية هو :

أولا: إرادة السلطة المخزنية على إبقاء الرعية في قاعة إنتظار لأكبر مدة ممكنة، أعني هنا بالإنتظار هو إنتظار كل شيء له علاقة بالإصلاح العمودي الذي يبدأ من فوق وينتهي إلى الأسفل.
وتتمظهر سياسة الإنتظار في كل ما يبث عبر الإعلام الرسمي من تدشين مدرسة إلى إقتناء طائرة مروحية لنقل المرضى بين جبال الأطلس في وقت تلد النساء فيه على أبواب المستشفيات.

هذه الإرادة المخزنية لإبقاء الرعية في غيبوبة لمدة غير محدودة من الزمن، يعطي الفرصة للمخططين الإستراتيجيين لرسم الخطط لتوجيه الرعية في الإتجاه الذي يخدم مصالح السلطة.

فالطريقة التي يتم التعامل بها مع هذه المظاهر اللاأخلاقية تظهر الغباء الشديد و السطحية، لأن الإصلاح لا يكون بمعالجة النتائج بل بتجنب الأسباب المؤدية لهذه الظواهر.

ولكن بطريقة السلطة في تعاملاتها إجمالا فهي تقيس كذلك نسبة الوعي لدى الرعية من خلال تفاعل هذه الأخيرة مع جميع الإشكاليات التي تمر منها.

ثانيا: المواطن المنزوع المواطنة وهنا أستعمل كلمة مواطن كبديل عن المَرْعِي، فهو يعيش في دوامة من عدم الإستقرار على الرغم من إدّعاء الإستقرار والأمن في بلد قد يخشى المرء على نفسه أن يُخٌرِج هاتفه ليرد على من إتصل به، هذا المواطن المنزوع الهوية و الوطنية لا يدري هل يتكلم لغة المستعمر كي يحس بإنتماءه إلى الطبقة الأرسطقراطية ليتجاوز عقدة النقص لديه، أو يحمل سيفه ويربي كلبه” البيتبول ” كي يثبت ذاته بطريقته و لا يحس بالحكرة في وطن أصبحت فيه الحكرة العملة ذات الأكبر قيمة مع الأسف.

وطن أصبح معظم ساكنيه يعيشون بنفسية اللاجئ الفار من الحروب بل و يتمنى الهروب منه في أقرب فرصة تتاح إليه.

لا أريد أن أقول أن المخزن إنتصر على الشعب ولكن الشعب أصبح يحب الهزيمة و الإختباء خلف الآخرين الذين أظهروا شجاعتهم في المطالبة بحقهم في الحياة .
الحل في رأيي هوالبحث و تطوير الوسائل المتاحة التي تنمي الوعي بشتى أنواعه و خصوصا الوعي السياسي و إستغلال كل هذه الوسائل بالشكل الصحيح لتصل المعلومة الصحيحة لكل مواطن أينما وُجِد، لأن الوعي السياسي السليم يعطي فكرة للإنسان عن كيفية إدارة السلطة للدولة.

الحرص على قول كلمة الحق في مختلف الوسائط الإعلامية كل بحسب قدرته ليزداد الوعي وتختفي الهوة بين الإنسان والمعلومة الصحيحة.

عدم التعامل بأنانية مع القضايا الإجتماعية وعدم الإستعجال لجني الثمار، فالثمار الصالحة يجنيها الأحفاد أو أحفادهم.
و الله ولي التوفيق.