مجتمع

يومان في “الجحيم” تدفع حجاجا مغاربة بمكة للمطالبة بتدخل الأمن

عاش عشرات الحجاج المغاربة المتعاقدين مع إحدى وكالات الأسفار بمدينة فاس، “ساعات في الجحيم” بعد وصولهم إلى مكة المكرمة، حيث تفاجؤوا بعدم شغور الغرف المحجوزة لهم بأحد فنادق المدينة المقدسة، وهو ما دفع عددا منهم إلى الاحتجاج والمطالبة باستدعاء الأمن وإخبار السفارة المغربية بالسعودية.

مصدر “العمق” من عين المكان، أوضح أن حوالي 240 حاجا وحاجة متعاقدين مع وكالة “سويس للسياحة والأسفار” بفاس، أمضوا ليلة سوداء ببهو فندق “مبارك بلازا” بمكة المكرمة ليلة الثلاثاء الأربعاء 22 غشت الجاري، بسبب خلاف بين الوكالة وإدارة الفندق.

وأضاف المصدر ذاته، أن الحجاج المغاربة الذين حطت طائرتهم بالديار المقدسة صباح أول أمس الثلاثاء، لم يعرفوا بعد سبب المشكل، مشيرا إلى أن مسؤولة الوكالة كانت تتهم صاحب الشركة المتعاقدة مع الفندق، والذي امتنع عن الحضور، في حين كان وكيله يلقي بالمسؤولية على صاحبة الوكالة.

وتابع قوله: “الحجاج أمضوا لحظات صعبة جدا من المعاناة ببهو الفندق، بسبب قلة المراحيض وانعدام مياه الشرب والطعام وأماكن الجلوس، حيث اضطروا إلى افتراش بهو الفندق ليلة كاملة في انتظار حل المشكل بين الوكالة والفندق، مع العلم أن من بين الحجاج شيوخ ومرضى، ومما زاد في معاناتهم هو عدم وضوح سبب المشكل”.

وكشف المتحدث أن هذا الأمر خلق حالة غضب عارم ودفع الحجاج إلى الاحتجاج وترديد هتافات من قبيل: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، قبل أن تضطر مسؤولة الوكالة إلى تسوية وضعيتهم بطريقة اعتبرها المصدر بأنها “ملتوية”.

وقال في هذا الصدد: “في اليوم الثاني قامت مسؤولة الوكالة ومساعدوها بتوزيع بعض الحجاج على غرف الفندق دون معايير موضوعية، في حين قدموا وعودا إلى حجاج آخرين بنقلهم إلى فندق آخر، قبل أن تغادر المسؤولة الفندق وتختفي بعد ذلك، ليجد الحجاج الباقون وعددهم أكثر من 80 أنفسهم عالقين، وهو ما دفع بعضهم إلى المطالبة بإحضار الأمن وإخبار السفارة المغربية”.

مصدر “العمق” كشف أن احتجاج الحجاج دفع مسؤولي الوكالة إلى التواصل مجددا مع مسؤولي الفندق في غياب صاحبة الوكالة التي اختفت عن الأنظار، قبل أن تنتهي هذه المعاناة بعدما أخرج أحد مسؤولي الفندق من جيبه مفاتيح الغرف بالفندق المذكور وتوزيعها على الحجاج الــ80 المتبقين، وفق تعبيره.

المتحدث تساءل بالقول: “إلى أي حد سيستمر مسلسل معاناة حجاجنا كل سنة بعدما أصبح يطاردهم شبح الخوف من أي سيناريو محتمل؟ حيث كلما تمكنوا من الحصول على القرعة إلا وتبدأ معها معاناة من نوع آخر، سببه جشع البعض ولامبالاة واستخفاف البعض الآخر لما يتعرض له الحجاج الذين يشبعونهم بالوعود والعروض المغرية، ليجدوا أنفسهم في النهاية وجها لوجه يصارعون قدرهم في وضعيات سريالية لا تمت بأي صلة إلى المقاصد النبيلة لهذا الركن من ديننا الحنيف”.