منتدى العمق

ربط المسؤولية بالأضحية

أُعلن يوم 25 غشت عن الحكم بالسجن خمس سنوات على وريث إمبراطورية سامسونغ الكورية العلاقة الملياردير “لي جاي يونغ”. التهمة رشوة صديقة مقربة من رئيسة البلاد السابقة قصد الحصول على تراخيص و تسهيلات لمشاريع المجموعة.
في ذات اليوم أذاعت وسائل إعلام دولية خبر فرار رئيسة وزراء تايلاند السابقة “ينغلاك شيناوترا” خارج البلاد، بعد استدعائها للمثول أمام المحكمة العليا و ظهور مؤشرات على قرب وضع المسئولة السابقة خلف قضبان العدالة.

ذات اليوم العجيب شهد مقتل 29 مواطنا هنديا، عقب احتجاج آلاف الهندوس على إدانة زعيم روحي لهم بتهمة اغتصاب امرأتين سنة 2002. سلطات إنفاذ القانون في شمال الهند رفضت الخضوع للابتزاز بعد حضور أزيد من مأتي ألف من مناصري رجل الدين للمدينة التي احتضنت المحاكمة، و قامت (السلطات) باعتقال 2500 من المتظاهرين ارتكبوا أعمال شغب و تخريب أعقبت الحكم.

على الضفة الأخرى، و تسريعا و تفعيلا لمبدأ ربط شي لعيبة بشي لعيبة، قررت السلطات المغربية منح فقرائها من الوزراء صدقة عبارة عن أضاحي العيد أكباشا سردية سمينة مليحة زينة للناظرين، تفهما لضيق ذات اليد، كما أمرت ذات السلطات بصرف منحة فردية بقيمة 6000 درهم ل 500 من لقالق البرلمان لإحياء سنة الخليل إبراهيم عليه السلام.

الأمر قد لا يبدو غريبا لون أن الوزراء استحقوا مكافأة العيد بعد جهد جهيد، أو أن لقالق البرلمان أمضوا سنة برلمانية من الطراز الرفيع خدمة لمصالح من انتخبوهم، كما يحدث في مجلس عموم بريطانيا، فلا تكاد تبصر كراسي المجلس من كثافة و ازدحام نواب الأمة.

حكومة بأربعة أشهر عجاف لا تسمن و لا تغني من جوع، تفرقت سويعات خدمة جل وزرائها بين التوقيع على صرف الميزانيات، و زيارة مدينة الحسيمة ذهاب و إيابا تحت شعار “راني غير مسَخَّر” من أعلى سلطة في البلاد!

نُوَّامُ الأمة حالهم ليس بالأفضل، و لأننا بلد الاستثناء بامتياز، فقد استهل النُّوَّامُ سنتهم التشريعية بهدية بسيطة “آيباد ” 8000 درهم مكافأة بسيطة أعقبت عطلة استمرت من يوم دُخلَة العُرس الانتخابي 7 أكتوبر، إلى غاية تنصيب حكومة أبريل، حكومة العثماني و الأربعين وزيرا.

لقالق القُبة البيضاء، و باستثناء الجمع الاستثنائي لانتخاب رئيس للبرلمان من حزب حاز 20 مقعدا من أصل 395، و ما تلاه من سن قوانين العودة لأحضان ماما أفريكا بسرعة البرق، لم يشهد لهم المغاربة من أعمال طوال سنة جوفاء غير العمل الدءوب على إعفاء الذمم من الضرائب، و تبادل السب و التهديد مع كبار الوزراء في حال مواجهة الرفض (غادي نخرج عليك، غادي نخرج فيك).

المنتظر كان تفعيلا و تطبيقا لمبدأ لطالما تغنى به الكثيرون، مبدأ من أين لك هذا؟، عوض هنيئا لك بهذا! غير أن استمرار الشخير العام يؤكد أن من وزرائنا من لا ينطق إلا بحكمة: “القطيع في المغرب متوفر، و هو في حالة جيدة”.