منتدى العمق

المسهول…!!!

بينما كنت في صالة الانتظار لإنهاء بعض الإجراءات الإدارية، وكان المكان مكتظاً بالمواطنين، أتى إلي رجل يسأل متذمراً أين “المسهول”؟ فقلت له تقصد المسؤول، قال لا أقصد “المسهول”، المهم لفتت انتباهي هذه الكلمة فحاولت تحليلها لغوياً ونفسياً.

“المسهول”: هي كلمة مركبة من “مسؤول” و”إسهال”، وفي معجم اللغة العربية يعرف “المسؤول” بأنه هو من تقع عليه تبعة عمل أو أمر، أو المنوط به عمل تقع عليه تبعته. أما “الإسهال” حسب التعريف هو أن يقضي الإنسان حاجته من الغائط أكثر من ثلاث مرّات في اليوم، يترافق عادةً مع الحاجة الضروريّة للذهاب لبيت الخلاء، وذلك بحدّ ذاته يعتبر مشكلة كبيرة.

وعندما نسقط هذه الكلمة على المشهد السلوكي الإداري من حيث الوصف والصفة، فهي كلمة مجازية تعني الكثير من الأوصاف السلوكية الإدارية من منظور ثقافي لغوي مثل كلمة المدير “الدجاجة الكروازية”، وهذا المصطلح الشعبي عادة ما يوصف به الشخص السلبي الخانع الذي يسير في الظلام والخائف من المواجة، والذي عادة ما يتردد ويضع ألف حساب لأشياء لا تحتاج حساباً، وقد ذُكرت في تراث الثقافة الشعبية بأن “الدجاج الكروازية” (خارفة) هي التي لا تبيض ولا يمكن الاستفادة من لحمها وتترك لكي تعيش رأفة بها.

خبراء الموارد البشرية صنفوا بعض أنواع المديرين كالآتي:

المدير الواثق من قدراته ومهاراته يتعامل مع الآخرين بصراحة وصدق دون مواربة، وبدون المساس بكرامة الآخرين، وهو كثير المواجهة الأدبية والتعبير عن قراراته بشكل مباشر وبدون لف ودوران.. شخصية مبادرة ويبحث عن التميز والتطوير والتغيير والإبداع..الخ.

الشخصية الأخرى هو المدير السلبي، وتتميز هذه الشخصية باللف والدوران وعدم المواجهة والصراحة وقلة وكثر اللجوء إلى التبريرات البعيدة عن الموضوع من باب سد الذرائع، كما أنه يميل وبشدة إلى الاستفادة من الوقت في تعطيل القرارات والخوف والقلق الدائم من المسؤوليات، واستخدام سلوك المشي بجانب الحائط وتجنب الظهور الاجتماعي الإعلامي.

أعتقد أن الأمر أصبح أكثر وضوحاً لوصف شخصية المدير “المسهول”!

 

تعليقات الزوار

  • radouane
    منذ 7 سنوات

    فعلا يوجد عندنا الكثير من هذا النوع "المدير المسهول" لذلك اصبح يصيبنا الاسهال عند الذهاب لاي ادارة لقضاء اي غرص اداري.