اقتصاد

عقوبات ثقيلة تنتظر الشركات المغربية بسبب “المعطيات الشخصية”

حذرت اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، الشركات المغربية المعنية، من عقوبات ثقيلة قد تصل إلى 20 مليون أورو أو 4 بالمائة من قيمة رقم المعاملات العالمي للشركات، في حالة عدم قيامها بالملاءمة مع النظام الأوروبي الجديد المتعلق بحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي وحرية نقلها.

وأوضحت اللجنة في بلاغ لها أوردته “لاماب”، اليوم الخميس، أنه يتعين على المؤسسات المغربية التي تخضع للنظام الأوروبي الجديد أن تكون قادرة على إثبات اتخاذها لجميع التدابير التقنية والتنظيمية والقانونية لضمان احترام الالتزامات الأخرى المنصوص عليها في هذا النظام.

وأشار البلاغ إلى أن الأمر يتعلق على وجه الخصوص بإنجاز دراسات لتقييم مدى تأثير معالجات المعطيات الشخصية على الحياة الخاصة للأفراد، والتوفر على رسم خرائطي للمعطيات الشخصية ومعالجاتها، وتعيين مفوض لحماية المعطيات الشخصية، والإشعار بالخروقات فيما يخص معالجة المعطيات الشخصية، واحترام حق الأفراد في النسيان، وتقليص وتقييد مجال معالجة معطياتهم الشخصية وقابلية نقلها من مناول إلى آخر.

وذكر المصدر ذاته أن اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي قامت بدراسة شاملة لهذا النظام الجديد للاتحاد الأوروبي، من أجل تحديد تدابير المواكبة الممكن توفيرها لمختلف الفاعلين المغاربة المعنيين بالنظر لأهمية هذا التشريع بالنسبة للمؤسسات المغربية التي يشملها هذا النظام، والتأثير المحتمل على القدرة التنافسية لبعض القطاعات الاقتصادية.

في هذا الصدد، أبرز البلاغ، أنه تمت إضافة باب مخصص للنظام الأوروبي الجديد على الموقع الإلكتروني للجنة الوطنية، في شهر ماي 2017، لتمكين الشركات المعنية من الاطلاع عليه، كما سيتم مستقبلا تفعيل أنشطة المواكبة المحددة بتنسيق مع القطاعات الوزارية والفدراليات المهنية المعنية.

ودخل هذا النظام الأوروبي الجديد (رقم2016/679)، الصادر عن البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي بتاريخ 27 أبريل 2016، حيز التنفيذ في 24 ماي 2016، وذلك بعد 20 يوما من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي. وسيتم تطبيقه مباشرة من طرف الدول الأعضاء 28، ابتداء من 25 ماي 2018.

ويعوض ويلغي هذا النظام الجديد، توجيه البرلمان الأوربي والمجلس الأوربي رقم 95/46/CE بتاريخ 24 أكتوبر 1995 ويهدف إلى مواكبة التطور المتسارع للعلوم والتكنولوجيا من خلال توحيد وتعزيز حماية المعطيات الشخصية في أوروبا.

ويعتبر التطبيق الترابي من بين أهم مميزات هذا النظام، حيث يمكنه أن يشمل، على عكس التنزيلات الوطنية للتوجيه 95/46/CE، الشركات المغربية التي تقوم بمعالجة المعطيات الشخصية للأفراد المتواجدين داخل نطاق الاتحاد الأوروبي.

كما أسند هذا النظام للمناولين، كالشركات المغربية العاملة في قطاع ترحيل الخدمات، جزءا كبيرا من الالتزامات التي اقتصرت سابقا على المسؤولين عن المعالجة المتواجدين على الأراضي الأوروبية.

وذكر البلاغ أنه بالإضافة إلى الحقوق التقليدية (الأخبار، الولوج، التصحيح، التعرض، تقييد التصنيف الآلي المستخدم كأساس لاتخاذ قرار …)، أضاف النظام الجديد حقوقا أخرى للأفراد مثل تعزيز شروط الموافقة لا سيما بالنسبة للأطفال والحق في النسيان والحق في تقليص وتقييد مجال المعالجة والحق في قابلية نقل المعطيات الشخصية من مناول إلى آخر.