مجتمع

ضحية مخفر الشرطة بآسفي .. الأب يتشبث برفض تسلم الجثة

رغم مرور حوالي أسبوعين عن وفاته بمخفر للشرطة بمدينة آسفي، مازال والد الضحية “إ.ب” يرفض تسليم جثة ابنه، متشبثا بمعرفة نتائج التحقيق الذي تم فتحه من قبل النيابة العامة قبل دفن جثة ابنه.

وقال والد الضحية في تصريح مقتضب لجريدة “العمق”، إنه مازال ينتظر نتائج التحقيق الذي تم فتحه في قضية ابنه، مشيرا أنه ذهب أمس للنيابة العامة من أجل معرفة نتائج التحقيق، فأُخبر أن التحقيق لازال جاريا.

وشدد الأب ضمن تصريحه للجريدة على أنه لا يمكن أن يتسلم جثة ابنه حتى يعرف من اعتدى على ابنه داخل المخفر وكيف تعرض للضرب الذي تسبب في وفاته.

وكان والد الضحية المُتوفى داخل مخفر للشرطة بمدينة آسفي، قد حمل في تصريح سابق لجريدة “العمق”، كامل المسؤولية للشرطة في وفاة ابنه، متهما إياهم “بالتسبب بإصابته على مستوى رأسه، ونزيف حاد بسبب التعذيب الذي تعرض له”.

من جهة أخرى، قالت عائلة الضحية، إن “شجارا وقع بين شخصين قرب منزلهم بجنان كولون 1 وهم في حالة سكر خرج على إثرها الضحية للتفرقة بينهما بعدما قام باتصال لإخبار الشرطة بالواقعة، لكن عند وصول دورية الأمن لم يجدوا بعين المكان سوى الضحية ليتم اعتقاله”.

وقال أخ الضحية، وفق بلاغ للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، فرع آسفي، توصلت به جريدة “العمق”، “إن أخاه تعرض للتعنيف ويحضور شهود من طرف رجال الأمن رغم تصريحه لهم أنه لا علاقة له بالموضوع، وتم اقتياده لمخفر الشرطة ويضيف والد الضحية أنه تلقى مكالمة هاتفية صباحا من رجال الشرطة يخبرونه أن ابنه فارق الحياة بمستشفى آسفي”.

إلى ذلك انتقلت الجمعية الوطنية لمستودع الأموات للوقوف على صحة الخبر ومعاينة الضحية، حيث عاينت ”إصابة بليغة على مستوى الرأس ولا زالت الدماء تسيل من الرأس، إضافة إلى كدمات على مستوى الظهر، في حين صرح أخ الضحية أن حالته الصحية على ما يرام ولا يعاني من أي إصابات قبل اعتقاله اللهم إصابته بمرض الربو”.

وأدانت الجمعية ضمن بلاغها السابق “هذه الممارسات مطالبة بفتح تحقيق نزيه في الموضوع للوقوف على صحة ادعاءات عائلة وتقديم الجناة للعدالة، في حال ثبت حقيقة وفاة الضحية وتعذيبه حتى الموت بمخفر الشرطة”.

وكانت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب فرع آسفي، قد توصلت بخبر وفاة شاب اليوم بمستشفى محمد الخامس بآسفي المسمى إ.ب متزوج وينتظر طفلا، بعدما تم اعتقاله ليل الإثنين 28 غشت 2017 من طرف الشرطة.

وفي السياق ذاته، اعتبر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن سبب وفاة الشاب يعود إلى مضاعفات أزمة صحية طارئة ألمت به، مشيرا أنه تم ضبط الهالك متلبسا بحيازة واستهلاك المخدرات، حيث تم الاحتفاظ به تحت الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة.

وأضاف البلاغ أن “وضعه الصحي استدعى نقله إلى المستشفى عند الساعة السادسة و45 دقيقة لتلقي الإسعافات الأولية، قبل أن يتم إرجاعه إلى مقر المصلحة الأمنية، حيث تعرض مجددا لطارئ صحي استوجب إعادة نقله إلى المستشفى قبل أن توافيه المنية”.

وأشار المصدر ذاته، أنه تم الاحتفاظ بجثة الهالك بمستودع الأموات رهن التشريح الطبي لتحديد سبب الوفاة، بينما فتحت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بحثا في النازلة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بالاستماع إلى كافة الشهود، والاطلاع على الملف الطبي للهالك، الذي تشير المعلومات الأولية أنه كان يعاني قيد حياته من بعض الأمراض المزمنة.