منوعات

التامك يكشف تفاصيل برنامجه لحماية السجناء من “التطرف”

كشف المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج محمد صالح التامك، عن تفاصيل برنامج الجامعة الخريفية للسجون، حول موضوع “التأهيل الروحي للسجناء: أي دور في تحصين الذات وتغذية الروح؟”

وأشار التامك في كلمة له، خلال افتتاح الجامعة الخريفية بفاس، صباح اليوم الأربعاء، إلى أن “تنظيم هذه الجامعة يعكس دينامية متجددة، ونمطا جديدا من البرامج المعتمدة من طرف المندوبية العامة، قائما على بيداغوجية المقاربة بالكفاءات في برامج الإدماج، الثقافية والتعليمية منها على وجه الخصوص، وبما يمكن السجناء من تملك المعرفة واستدماج القيم الصحيحة والفضلى للمجتمع والقدرة على تجسيدهما فكرا وسلوكا”.

وأوضح التامك، أن “اختيار موضوع هذه الجامعة الخريفية يستحضر التجاذبات الرائجة حول مقاربة الشأن الديني في الحياة المجتمعية وما يتصل بذلك من إشكاليات على مستوى تطوير العلاقات الاجتماعية والإنسانية على أسس الاختلاف البناء والتعايش السلمي والفهم المتبادل، كما يستمد راهنيته ووجاهته من خطورة المشاكل الناتجة عن تنامي التطرف العنيف في مجتمعاتنا والتي تدعو إلى التساؤل عن المنهج الواجب اتباعه في مكافحتهما وإشاعة التسامح والفكر المتنور واختراق التصلب الواقع في الذهن الجماعي والفردي للعديد من المتطرفين، وهي معركة تستلزم التسلح بالثقافة والعلم، وبالقيم المجتمعية الكونية كمرجعية أساسية في تأويل النصوص الدينية وأعمالها كرقابة أو منهج للسلوك في مجتمعاتنا الحديثة”.

وأبرز المتحدث ذاته، أنه “تمت برمجة ضمن فقرات برنامج الجامعة الخريفية خمس محاضرات وست ورشات على مدار يومين، منها أربع ورشات سيؤطرها سجناء استفادوا من برنامج مصالحة، أحدهم حظي بالعفو المولوي بعد الاستفادة من هذا البرنامج، بالإضافة إلى نشاطين ثقافيين موازيين”.

واختير كموضوع للمحاضرة الأولى، يقول التامك، “التي سيلقيها الدكتور أحمد العبادي “التأهيل الروحي تحصين للذات ضد التطرف” ويتناول إشكاليات عدة مرتبطة بدور الدين والتشبع بالقيم الدينية الصحيحة المبنية على التكافل والتسامح والتحلي بمكارم الأخلاق وجميل الصفات وتجذير تقاليد السلوك السلمي في مجتمعاتنا، في تحصين الفرد والذات ضد التطرف والغلو والاختلاف المبني على الاصطدام ورفض وإلغاء الآخر. ولا شك أن تناول هذه الإشكاليات بالتحليل والتدقيق في المفاهيم والمرجعيات من شأنه أن ينير المتلقي ويضعه في الإطار السليم لتمثل مقومات المواطن الصالح والفاعل في المجتمع”.

أما المحاضرة الثانية، يضيف المتحدث ذاته، والتي سيلقيها كل من الأستاذ عبد الله معصر والأستاذ عبد الصمد غازي، “فتتناول موضوع “المنهج التزكوي ومفهوما الجهاد والتضحية في نشر الدين – نشر الإسلام في إفريقيا نموذجا” ويعالج الموضوع الإشكاليات والمغالطات المتصلة بمفهومي الجهاد والتضحية في نشر الدين وإشاعة مبادئه، وكذا بالشروط المنهجية القائمة حول تنزيلهما بما يتماشى والمنهج التزكوي السليم. كما لا يخلو الموضوع من أهمية على مستوى حجم وأبعاد وخصوصيات حضور الإسلام في إفريقيا وماهية الاختلافات والتقاطعات ذات الصلة على مستوى الحدود الجغرافية، خاصة من حيث حضور الإسلام وتمثل مبادئه السمحة والصحيحة”.

وبخصوص موضوع المحاضرة الثالثة التي سيلقيها الأستاذ المصطفى الرزرازي فجاء حول “الأمن الروحي في المجتمع – المبادئ والآليات والأهداف” ولا شك أن العناية الروحية بالفرد والجماعة مدخل أساسي لتحقيق الأمن والاستقرار المجتمعي، ومن صلب الاهتمام بصحة المواطن النفسية وتفاعلاته مع المحيط بعيدا عن قيم الصراع والعنف والكراهية. كما أن الموضوع مناسبة لبسط الآليات الكفيلة بتحقيق الأمن الروحي في المجتمع سواء تعلق الأمر بدور العلماء في التربية الدينية أو بمراقبة دور العبادة وتحديث طرق التدريس في المجال الديني أو بطرق تناول الإعلام للشؤون الدينية.

وبخصوص “التصوف الإسلامي وعولمة الإسلام” والذي يشكل موضوعا للمحاضرة الرابعة التي سيلقيها الدكتور محمد الطوزي، يقول التامك، “فلاشك أن أهميته تكمن في الاهتمام المتنامي بالتصوف الذي أضحى نزوعا كونيا يفترض ملؤه للفراغ الروحي للإنسان المعاصر ومعالجته لمظاهر الاستيلاب النفسي والسلوكي”.

أما المحاضرة الخامسة والتي سيلقيها الأستاذ عبد الوهاب الفيلالي، فهي مناسبة لوضع “قراءة في الخطاب الشعري الصوفي” ومعالجة الاختلاف والتعدد القائمين حول تحليله من مختلف جوانبه النفسية والتواصلية وخصائصه اللغوية والتعبيرية.