سياسة

هل ضغطت السعودية والإمارات على تونس لطرد الأمير مولاي هشام؟

نشرت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على ملابسات طرد الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس من الأراضي التونسية، والشكوك القوية التي تحيل إلى وقوف الرياض وأبو ظبي وراء هذا القرار الذي اتخذته السلطات التونسية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “عربي21” اللندنية، إن العديد من التساؤلات تتواتر في الوقت الراهن، حول الأسباب الكامنة وراء تعرض الأمير المغربي مولاي هشام للترحيل من تونس في 8 من شتنبر الماضي، ويأتي ذلك قبل يوم واحد من انعقاد مؤتمر حول الديمقراطية كان مولاي هشام أحد الضيوف فيه.

وذكرت الصحيفة أنه تم اقتياد الأمير إلى المطار من طرف عناصر وزارة الداخلية التونسية، التي لا تزال تحت إشراف الوزير هادي المجدوب، وقد تم فتح تحقيق في هذه الواقعة في تونس، بهدف الكشف عن كافة الملابسات والدوافع التي تنطوي عليها القضية.

وتساءلت الصحيفة، من يقف وراء هذا القرار؟ ومن طالب بإبعاد الأمير المغربي؟ مع العلم أن مولاي هشام لم يكن غير مرحب به في تونس، في حين لم يتسبب في أي مشاكل، ناهيك عن أن علاقته كانت ودية مع السلطات التونسية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر موثوق من داخل السفارة المغربية في تونس، أن السلطات المغربية لم تتقدم بأي طلب لترحيل الأمير المغربي، ولم تتخذ أي إجراءات في هذا الصدد أو تتطرق للموضوع مع نظيرتها التونسية. وفي الأثناء، يصنف مولاي هشام منذ أكثر من عقدين من الزمن من بين المعارضين لحكم الملك محمد السادس.

في المقابل، كان هذا الأمير قد حضر العديد من الندوات والملتقيات السياسية، في حين لم تدع الرباط في أي مناسبة إلى ترحيله أو منعه من الحضور لدى أي حكومة أجنبية.

وأضافت الصحيفة أن مولاي هشام، الذي يلقب “بالأمير الأحمر”، يحظى بحرية الدخول والخروج من المغرب متى ما شاء، كما يتمتع بجملة من الممتلكات الشخصية هناك، في حين أنه لا يزال يملك جواز سفر دبلوماسي، وعموما، يأتي مولاي هشام في المرتبة الرابعة ضمن ترتيب ولاية العهد في المملكة المغربية، أي أنه لا يشكل أي تهديد أو مصدر قلق بالنسبة للملك.

وذكرت الصحيفة أن إحدى التفسيرات الأكثر مصداقية والأقرب للواقع تتمثل في أن هناك جملة من الضغوط التي مورست من قبل السعودية والإمارات، من أجل منع مولاي هشام من المشاركة في هذه الندوة وإلقاء خطاب سياسي حول قطر، التي زارها في 12 شتنبر الماضي.

ويبدو هذا الأمر طبيعيا في ظل العلاقات المتدهورة بين الدوحة من جهة، والرياض وأبو ظبي من جهة ثانية. ومن هذا المنطلق، من المؤكد أن تحركات مولاي هشام قد أثارت حفيظة الرياض وأبو ظبي، حسب الجريدة ذاتها.