مجتمع

“التشيكي” شاب متشرد عاش محكورا ومات على رصيف بالعرائش

“التشيكي” متشرد من مواليد زنقة الخرطوم بحي المحصحص بالعرائش، منتصف ثمانينات القرن الماضي، عاش طفولة ليست كطفولة باقي الأطفال و مات على الرصيف بعد معاناة مع مرض السل و مع الجروح التي يتسبب له فيها مدمني حيه، الذين جعلوا من جسده أداة لإفراغ ساديتهم.

طُرد “التشيكي” أو “شريف” الإسم الرسمي الذي لا يعرفه إلا القلة، حسب العرائش 24 من منزله وهو لم يكمل العاشرة بعد بسبب أسرة مفككة و خال دو قلب قاس، ليعيش في أكناف مجرمي حي المحصحص، الذين إتخدوه خادما، مكلفا بشراء السجائر أو أوراق “الليبرو” المستعملة في لف الحشيش أو حتى شراء “المعجون” بمبالغ صغيرة.

الطفل “التشيكي” يضيف المصدر ذاته، الذي لم يتجاوز حينها العاشرة كان يرافق المجرمين في “غزواتهم” الإجرامية ضد الغرباء العابرين بالحي أو أولائك المراهقين والمراهقات الذين يرتادون أسوار مدرسة عبد المالك السعدي الإبتدائية و مدرسة عبد الكريم الخطابي الإعدادية بحثا عن “المتعة”.

وأصاف المصدر ذاته، أن تواجد “التشيكي” الدائم مع مجرمي حي المحصحص، جعله يدمن كل أنواع المخدرات خصوصا الرخيصة منها، ليكبر في هذه البيئة حتى وجد نفسه مع السنون أكبر مدمني الجيل الجديد و أضعفهم جسدا وأقلهم حيلة، ليتحول إلى أداة يفرغ فيها المجرمون ساديتهم، بدون رحمة، حيث غطت آثار ضربات السكاكين والسيوف كامل جسده النحيف ووجهه الأسمر ورأسه الأشعث، كان آخرها جرحان غائران واحد في الرأس والثاني في الظهر، تسبب فيهما مجرم يوم عيد الأضحى، الجرحان اللذان قضى فترته الأخير يعاني من ألمهما إلى أن مات، حسب المصدر ذاته.

معاناة “التشيكي” اليومية لم تقف عند المحيطين به فقط، بل ابتلاه القدر بمعاناة كبيرة مع مرض السل، حيث جعله يقضي يومه مرميا على عتبات بيوت زنقة الخرطوم بحي المحصحص، دون أكل في انتظار الموت، الذي زاره أمس السبت 30 شتنبر، على رصيف بشارع صلاح الدين الأيوبي بحي المحصحص، حيث ولد وعانا الأمرين ورحل.

أبناء حي “التشيكي” نصبوا له اليوم الأحد 1 أكتوبر، خيمة عزاء بمدخل الحي إكراما له وسيدفنونه عصر هذا اليوم إن تمكنوا من إحضار جثمانه من مستشفى للامريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *