سياسة

“حسابات سياسية ضيقة” تجهض حلم تعميم المنحة بجهة درعة تافيلالت

لم تدم فرحة ساكنة أقاليم جهة درعة تافيلالت بتعميم المنحة الجامعية على الطلبة بعد مصادقة المجلس بالإجماع على اتفاقية شراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي، (لم تدم) سوى بضع ساعات ليتبخر الحلم بعد أن تم إسقاط ميزانية المجلس لسنة 2018.

وصادق المجلس الجهوي، في الدورة العادية لشهر أكتوبر المنعقدة بالرشيدية أول أمس الإثنين، بالإجماع على اتفاقية شراكة بين المجلس وكتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي، والمكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، والتي بموجبها سيتم تخصيص مبلغ مليار و200 مليون سنتيم سنة 2017، و2 مليار و400 مليون سنتيم سنة 2018، وثلاث مليارات و600 مليون سنتيم سنة 2019، للطلبة الذين لم يستفيدوا من المنح المقدمة من طرف الوزارة.

غير أنه في مساء اليوم ذاته، وأثناء التصويت على مشروع ميزانية المجلس لسنة 2018، أسقطت المعارضة ومعها عناصر من الأغلبية الميزانية بعد أن صوتت ضدها، وهو ما يعني تبخر مجموعة من المشاريع التي تضمنتها عدد من الاتفاقيات جرت المصادقة عليها في الصباح، من ضمنها الاتفاقية التي بموجبها سيتم تعميم المنحة على طلبة الجهة غير الممنوحين من طرف الدولة.

إقرأ أيضا: الشوباني يفقد أغلبيته.. وتبادل للاتهامات بين الرئيس ومعارضيه

وفي الوقت الذي تفاجأت فيه ساكنة أقاليم الجهة بسقوط ميزانية مجلس الشوباني وسقوط حلمها بتعميم المنحة معها، انخرط رئيس الجهة الحبيب شوباني وعناصر المعارضة والأغلبية في تبادل الاتهامات، والبحث عن تبريرات اعتبرها متتبعون غير مقنعة مادامت مصلحة الساكنة قد ألغيت وتم الانتصار بدلها للحسابات السياسية الضيقة.

لحو المربوح المستشار عن فريق المعارضة بمجلس جهة درعة تافيلالت، قال في تصريح لجريدة “العمق” إن تصويت عدد من الهيئات السياسية المنتمية للأغلبية ضد الميزانية، إشارة مهمة، أن هناك خلل ما، مضيفا أن الخلل يكمن في أنه منذ عامين على إحداث الجهة ورئيسها يتخذ القرارات بشكل انفرادي.

وأضاف المربوح المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الحبيب شوباني رئيس جهة درعة تافيلالت يتخذ القرارت بشكل انفرادي منذ إحداث هذه الجهة قبل عامين، بالرغم من أن أغلبية القوانين تلح على ضرورة إشراك الأغلبية والمعارضة بهذا الشأن.

إقرأ أيضا: بشرى لطلبة هذه الجهة .. المنحة الجامعية أصبحت معممة

القيادي بحزب الكتاب عدي شاجيري المنشق عن أغلبية الشوباني، قالها بوضوح: “من قبل كان توجهنا هو التصويت ضدها”، متهما في تصريح للجريدة الشوباني بأنه يخطط لعمل المجلس بشكل انفرادي متجاهلا الهيئات الأخرى المشكلة لأغلبية مجلسه، مضيفا بالقول: “ماشي أنك تديرني فالأغلبية وتمشي نتا تخطط لي بغتي وتجيبو وتقول لي زكيه معايا حيث نتا فالأغلبية” على حد تعبيره.

وتابع المتحدث ذاته، “إذا كنا فعلا أغلبية منسجمة فيجب أن يكون لدينا برنامج موحد ويجد فيه كل واحد منا توجهه وبرنامجه”، مضيفا “نحن في جهة جديدة عمرها عامين ومحتاجون لأفكار واقتراحات ومساهمات جميع الفرقاء أغلبية كانوا أو معارضة”.

وبالمقابل، قال رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت الحبيب شوباني المنتمي لحزب العدالة والتنمية، إن الذين صوتوا ضد ميزانية المجلس لسنة 2018 “هم في ورطة حقيقية حيث لا يمكن لهم أن يشرحوا للرأي العام لماذا صوتوا ضد الميزانية في حين صوتوا على الاتفاقيات التي تضمنتها بالإجماع”.

إقرأ أيضا: جدل بمجلس الشوباني بسبب اتهامه لجهات بعرقلة التنمية بالجهة

واعتبر شوباني في حديثه لجريدة “العمق” أن “الواقعة تسائل فرق الأغلبية لأن مشروع الميزانية أعده المكتب الذي يتشكل من مكونات الأغلبية”، مضيفا أنه على “الأغلبية أن تعيد تقييم أدائها وعلاقاتها ومنطق اشتغالها على أساس تعاقد جديد على ضوء الذي حصل”.

وأضاف رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، أنه “موضوعيا ليس هناك أي شيء يبرر التصويت ضد الميزانية لعدة اعتبارات أن فيها 48 مليار خاصة بالتجهيز موجهة لمجموعة من تدخلات الجهة كلها كانت موضوع اتفاقيات شراكة وحظيت بإجماع المجلس خلال المناقشة والمصادقة داخل اللجان وخلال الجلسة العامة للمجلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *