أدب وفنون

الدوزي: إذا اعتزلت فذلك احتراما لزوجتي المستقبلية ومسؤولية بناء أسرة

أعرب المغني المغربي عبد الحفيظ الدوزي، في حوار حصري معه للتعريف بمساره وجديد أعماله الفنية، عن حبه الكبير للفن، معتبرا أن الموهبة كانت هي الدافع الأساسي الذي جعله يشق طريقه نحو الفن والإبداع، مشيرًا إلى أن موهبته في الغناء بدأت في الظهور منذ نعومة أظافره إلى أن أصبح مولعًا بالأغاني وأصبحت لديه “أذن موسيقية متمرسة”.

“‎دون قادر لا وجود للدوزي ودون الدوزي لا وجود لقادر”، هي الثنائية الفنية التي صرح بها عن الشاب عبد الحفيظ الدوزي الذي استضفناه على هامش إحيائه لمهرجان “تويزا” بطنجة، حيث عرجنا في حوارنا معه بداية من البصمة التي تركتها طفولته في تشكيل شخصيته الفنية الحالية، والسؤال الذي يؤرق جمهوره حول قرار الاعتزال الذي تحدث عنه في مناسبات عدة، ثم الدور الدي لعبه أخوه في نجاح مساره المهني، ومشاريعه المستقبلية وتمثله لصورة المرأة في الإعلام في ظل المناداة بحريتها.

حاورته : حنان اخريخر – العمق المغربي

كيف ساهمت طفولة الدوزي في تكوين شخصيتك الفنية؟

طفولتي ساهمت بشكل كبير في بناء شخصيتي الفنية وتشكيل نمطي الخاص لا على مستوى التصميم الموسيقي ولا على مستوى أسلوب الغناء والكلمة والمعنى، فكما يعلم الجميع اتجهت إلى موسيقى الراي التي كانت في أوجها أنداك، وكوني ابن مدينة وجدة ساعدني لموقعها الجغرافي الدي أتاح لي فرصة الإنفتاح على العديد من الأنماط الموسيقية سواء الجزائرية منها أو تلك التي تنتمي إلى مناطق أخرى، كما لن أنسى أصول والدتي الجزائرية، كل هذا حفزنا لنطور نغمات الراي التي اعتدنا سماعها ونبدع فيها بإضفاء لمستنا الخاصة: “لمسة الدوزي التي سرعان ما أحبها الجمهور وأصبح متعطشا لها”.

‎ما الدور الذي لعبه أخوك في مسيرتك الفنية؟ وهل يمكن رؤية مدير أعمال آخر لك؟

قلتها مرارا وأكررها ثانيا وسأعيدها دائما، لولا عبد القادر لما كان للدوزي وجود، أخي هو من صنعني وضحى بالكثير من أجل الوصول بي إلى القمة، وجدت فيه الأب، والأخ والصديق، طوال المدة التي عشناها سويا ونعيشها حاليا ولا يمكنني الإشتغال رفقة شخص أخر، حتى وإن اضطرننا بسبب ظروف قاهرة أن نتوقف عن الاشتغال سويا ما يعني اعتزالي وتوقفي عن العمل نهائيا.

ما البصمة التي تركها والداك في حياتك الفنية؟

البصمة التي تركاها والداي في حياتي الفنية تتجلي بوضوح في اختياراتي وأعمالي التي أقدمها، فقد زرعوا فيّ التمسك بالعادات والتقاليد والاحترام وعدم تجاوز ما يسمى بالخطوط الحمراء، التربية والوسط الذي يعيش فيه الفنان يؤثر بشكل كبير في مساره ونوعية الأعمال الفنية التي يقدمها.

تحدثت في مناسبات عدة عن قرار الاعتزال.. فهل تراجعت عن قرارك؟ أم لا زال قيد الدراسة؟ وما دوافع التفكير فيه؟

غالبا ما يوجه إلي السؤال حول قرار الاعتزال الذي سبق وتحدثت عنه، وسوف أوضح عبر منبركم الإعلامي، أنا لم أصرح قط أنني سأوقف مشواري الفني، فقط تحدثت عما يجول في نفسي كأي شاب يطمح إلى الاستقرار وتكوين أسرة واستغلال أكبر قدر ممكن من الوقت رفقة والداي وأسرتي بعيدا عن أعين الناس وعدسات الصحافة، وهذا هو الدافع الذي يجعلني أفكر في التوقف عن الغناء.

وهذا لا يعني أن قراري مرتبط بتاتا بعدم الرضى عن مشواري الفني وما أقدمه للجمهور، بل على العكس من ذلك أنا جد فخور بما حققته وأنجزته طوال مسيرتي المهنية الفنية وعلاقتي بجمهوري تدفعني إلى التشبث بهم وبفني، وإن اعتزلت في يوم من الأيام فسيكون احتراما لزوجتي المستقبلية وقدسية العلاقة الزوجية ومسؤولية بناء وتكوين أسرة، وأنتم تعلمون ما يتطلبه البناء الأسري من بيئة تربوية صحية سليمة.

خلال مسيرتك المهنية تغيرت أساليبك الفنية وتنوعت بين الشبابي والغربي والمحافظ والوطني، ماهي المعايير التي تعتمدها في اختيار فرق الإعداد والمخرجين لأعمالك؟ وكذا بالنسبة لأسلوبك في اللباس والظهور العلني؟

خلال مسيرتي الفنية أبحث رفقة فريق عملي عن الجديد وأحاول الظهور كل مرة في قالب مختلف ومتجدد على مدار التطور في السلم الغنائي والموسيقي لإرضاء جميع الأدواق، الفنان يحمل رسالة هادفة عليه إبلاغها لأكبر شريحة في المجتمع وبالأخص تلك التي تلامس هموم الناس، الوطن، الغربة، الحب، كلام الناس، وهي كلها مواضيع من الواقع المعاش ويتوجب التطرق إليها، أما عن المخرجين فكل عمل يحمل طابعا من ثقافة تتميز بها دولة معينة عبر صناعتها الموسيقية، لهذا أحاول دائما العمل رفقة أهل الاختصاص.

بالنسبة لطريقة اللباس فأعمد بشكل دائم إلى إظهار اللمسة المغربية وبصمة ذوقي الخاص في نطاق الاحترام لذوق المتلقي.

ماهي مشاريعك المستقبلية؟ وهل ستلتزم بمجال الغناء أم تفكر مجالات أخرى؟

بالنسبة للمشاريع المستقبلية أنا حاليا في جولة داخل المملكة المغربية وفي فترة الترويج لكليب “مينا” الذي صدر مؤخرا، وسأستأنف بعد ذلك جولة بالديار الأمريكية والأوروبية.

هل ساهم فن الدوزي في تشكيل النمط الحالي للساحة الفنية المغربية؟ وما دور الفن في تنمية الذوق الفني للشباب؟

كان طموحي منذ بداية مشواري الفني إيصال أسلوبي الخاص ولمستي المتفردة إلى أكبر قاعدة جماهرية ومن ثم إلى العالمية، وقد كنت من السباقين إلى دمج الراي والعديد من النغمات الموسيقية كالهندية والتركية وغيرها من الأنماط التي أصبح العديد من الفنانين الشباب يسعون إلى دمجها بموسيقاهم بغرض ترويجها عالميا.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى أصر على مقولة أن الفن تهذيب للنفوس من خلال القيم التي يزرعها في روح المتلقي، كلما كان الفن الذي نقدمه هادفا كلما ارتقى بالأذن الموسيقية للشباب وجعلهم يقومون بعملية انتقاء دقيقة للمادة الفنية قبل سماعها أو مشاهدتها، ويبقى هذا هو الهدف الرئيس من كل ما نقدمه من أعمال.

في ظل المناداة بحرية المرأة في الوسط الاجتماعي، كيف تتمثل صورة المرأة في الإشهار عند الدوزي؟ هل يقبل أن تكون المرأة صورة إعلانية إشهارية؟

مكانة المرأة بالنسبة لي كبيرة جدا وأكن لها كل التقدير والاحترام، فيها الأم والأخت والزوجة ونصفنا الآخر، وكما يقول المثل المتعارف عليه المرأة هي نصف المجتمع والنصف الأخر يتربى في أحضانها، إذن كيف لنا أن نجعل منها سلعة فقط بغرض الترويج الإعلامي وعرض جسدها كمغناطيس لجلب الربح لفئة معينة.

‎الجميل والصحيح من وجهة نظري هو التنويه بجمال المرأة وما حققته في المجتمع من تقدم، كل أنثى تنتظر منا الإطراء وليس الاتجار في مفاتنها، وبهذه الطريقة ننقل صورة إشهارية جميلة وإيجابية تلعب فيها المرأة دور البطولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ سنة واحدة

    Je t'aime