مجتمع

مؤثر.. مرض مجهول يمنع 4 إخوة من الحركة منذ 17 عاما وأسرتهم تناشد الملك (فيديو)

وسط هدوء الطبيعة وبساطة عيش السكان في قرية معزولة تبعد عن مدينة الجديدة بأزيد من 60 كيلومترا، تعيش أسرة قروية حياة “مأساوية” منذ 17 عاما، بسبب مرض “مجهول” أصاب الأبناء الأربعة، وحول مسار العائلة إلى ما يشبه “الجحيم”.

عبد السلام (26سنة)، سعيد (24 سنة)، عائشة (23 سنة) وفاتحة (21 سنة)، أربع إخوة أشقاء يعيشون رفقة والديهم في “شبه منزل” بدوار “الغراودة” الواقع بجماعة امحمد الخديم بإقليم الجديدة، أقعدهم مرض غامض ومنعهم من الحركة في سن مبكرة، وباتت حياتهم في خطر بعدما كشف تخطيط طبي أن قلوبهم تعاني من ضعف وتدهور كلما استمر المرض مع مرور السنوات.

“العمق” عاينت كيف يعيش الأبناء الأربعة في ظل عدم قدرتهم على الحركة، حيث يضطر أحد الوالدين إلى البقاء في المنزل لتلبية مختلف حاجيات الأشقاء الذين لا يستطيعون الخروج ولا الأكل ولا الشرب ولا النوم ولا الذهاب إلى الحمام ولا الاغتسال بدون مساعدة، فيما ناشدت والدتهم الملك محمد السادس التدخل من أجل إنقاذ أبنائها من الموت.

حياة بدون حركة

عبد السلام الصبار، الشقيق الأكبر للأسرة، حكى لجريدة “العمق” تفاصيل معاناتهم مع هذا المرض، كاشفا أن أحد الأطباء بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، أوضح لهم أن المرض الذي أصابهم “غير معروف ولا زال البحث جاريا لمعرفته، وربما لا دواء له”، مشيرا إلى أن الجميع يجهل اسم المرض.

وأوضح المتحدث أن حياتهم مرت بشكل عادي إلى حدود سن العاشرة، حيث كلما بلغ أحدهم عامه العاشر بدأ يشعر بآلام حادة في المفاصل والعضلات، إلى أن تعرضوا جميعا لفشل تام على مستوى الحركة، مشيرا إلى أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء دون مساعدة والديهم.

وبنبرة حزينة، يحكي المتحدث كيف يقضون حياتهم قائلا: “نظل جالسين في هذه الغرفة طيلة حياتنا، نقرأ القرآن ونستغفر الله، نحن محرومين من عدد من الأشياء في حياتنا، إذ سقط أحدنا على الأرض لا نستطيع مساعدته إلى أن يحضر أحد والدينا، وقد نختنق إن سقطنا على أوجهنا ولم نجد من يساعدنا”.

بدورها تروي عائشة قصتها مع المرض بلغة تخفي وراءها الكثير من التحدي: “نريد أن نتجول ونرى بأعيننا العالم ونروح عن أنفسنا، عندنا عربة طبية متحركة لكنها لا تتحرك في البادية بسبب الحجارة والتراب على الأرض، الحمام يبعد عني 5 أمتار فقط لكنني لا أستطيع التحرك نحو الأمام، وحينما يحل البرد في المنطقة نتضرر أكثر ونحتاج لأغطية كثيرة وإلا فإننا نفشل تماما، تحريك أيدينا يتطلب منا وقتا وبطريقة صعبة”.

“وعود كاذبة”

حسب عبد السلام، فإن الأطباء “اكتفوا بالتخطيط الطبي على القلب والذي كشف تأثر قلوبنا بسبب المرض، وأخبرونا أنه إذا لم يتوقف المرض فحياتنا في خطر، ونحتاج لترويض يومي، ونحن نقطن خارج المدينة بـ60 كيلو متر، ومن الخيال أن نتابع الترويض يوميا، حاليا لا نعرف ما الحل”.

وأوضح أن ممثلين عن المندوبية الجهوية للصحة زاروا الأسرة، وعاينوا حالتهم دون أن يعرفوا طبيعة المرض، مردفا بالقول: “جابوا معهم الطبيب لي شاف الحالة ديالنا فالمستشفى وطلبوا منا نشكروه، وقالوا لينا أنهم داروا فينا خير ملي جاو عندنا وماقالوش لينا أنهم لجنة مكلفة جات لعندنا، وداروا لينا فيديوهات ووعدونا أنهم غادي يوصلوا الصوت ديالنا لعامل الإقليم والمسؤولين”.

وتابع قوله: “لا نعرف إلى أين أخذوا تلك الفيديوهات والصور والملف، كل يوم يعدوننا بالعودة إلى هنا دون جدوى، وعود كاذبة، حبذا لو لم يأتوا إلينا لأن هذا الأمر أثر فينا أكثر، وشعرنا أن الدولة تخلت عنا، ألسنا مغاربة حتى يقولوا لنا أنهم جاؤوا إلينا تفضلا وتكرما؟”.

مناشدة للملك

فاطنة، والدة الأبناء الأربعة، وجهت مناشدة إلى الملك محمد السادس من أجل التدخل لإنقاذ أبنائها، مضيفة بنبرة حزينة: “لقد تحطمت والله يعلم حالي، أنا هي أيديهم وأرجلهم وأي شيء فيهم، أعاني لوحدي، والله معي ووالدهم يساعدني، والحمد لله على هذا الوضع “.

الأب علال الصبار، قال إن همه الأول والأخير هو نقل أبنائه إلى الجديدة وتوفير سكن لهم قرب المستشفى من أجل الخضوع للترويض الطبي اليومي، لكن الدموع غلبت كلماته: “لا أملك المال لذلك، أنتم ترون الوضع بأنفسكم”.

تقول عائشة، إحدى المصابات بهذا المرض: “أناشد الملك ليعطي أوامره للمسؤولين ليتدخلوا، حالتنا تستحق التدخل في الحين، ونريد الترويض والحصول على سكن قريب من المستشفى”، كما ناشد شقيقها سعيد بدوره، الملك من أجل أن يطلب من مسؤولي عمالة الجديدة التدخل لإنقاذهم من الحالة التي يعيشونها، مردفا بالقول: “17 عاما ونحن نعيش هذه الحياة الصعبة، نشعر كأننا لسنا مغاربة”.

الأخت الصغرى، فاتحة الصبار، أوضحت لـ”العمق” أن حلمها الوحيد هو أن تتعالج من المرض وتعود إلى مدرستها لإكمال التعليم الذي انقطعت عنه بسبب المرض.

فيما يلي رقم هاتف الأسرة : 0632795155

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *