مجتمع

لائحة “ضحايا” تفاجئ دفاع معتقلي الريف ومحامية تصف المحاكمة بـ”غزوة بدر”

أثارت لائحة “الضحايا” التي تم تقديمها في جلسة محاكمة المجموعة الأولى من معتقلي حراك الريف “احمجيق ورفاقه”، صباح اليوم الثلاثاء بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ردود فعل مستغربة ومستنكرة من طرف هيئة دفاع المعتقلين، وذلك في جلسة عرفت لأول مرة، حضور محامين يرافعون عن الدولة.

المحامي إسحاق شارية، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن “الدفاع تفاجأ بوجود لائحة ضحايا مجهولين لا نعرف أسماءهم”، مشيرا إلى أن “استعانة الدولة بـ3 محامين يدافعون عن الضحايا المجهولين، دليل على أن الدولة لا تثق في النيابة العامة”.

وأضاف بالقول: “لا نعرف قصة لائحة الضحايا التي قالوا إنها تتكون من أفراد من القوات المساعدة والأمن وبعض التجار، علما أن هذه اللائحة نسمع بها لأول مرة ولم تمر عبر محاضر الضابطة القضائية، وهذا دليل على عدم احترامهم للإجراءات القانونية”.

بدورها أوضحت المحامية سعاد البراهما، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك، أنه “تم تقديم لائحة تضم 169 ضحية يدعون أن المعتقلين اعتدوا عليهم، دون أن نعرف أسماءهم”، مشيرة إلى أن لائحة “الضحايا المزعومين” قد تصل إلى 500 اسم مجهول، متسائلة بالقول: “من أين جاء هؤلاء الضحايا ولماذا الآن وليس في الجلسات السابقة”، حسب قولها.

وتابعت قولها: “لا نعرف كيف اعتدي عليهم رغم سليمة الاحتجاجات، ولماذا جاؤوا بهذه اللائحة في الجلسة الثالثة وليس الجلسات السابقة”، مشددة على ضرورة رؤية هؤلاء الضحايا وعدم التعامل مع أناس مجهولين، حسب وصفها.

المتحدثة قالت في تصريح لجريدة “العمق” إن المحامين يتفاجؤون في كل مرة بإعادة الملف من جديد، رغم أن الملف كان من الممكن أن يكون جاهزا في الجلسة الماضية بدون أي حديث عن وجود ضحايا.

ووصفت المحامية محاكمة اليوم بأنها تشبه “غزوة بدر”، معتبرة أن ظروف المحاكمة لم تكن متوفرة بالمرة، مردفة بالقول: “تم وضع المحامين والمعتقلين والصحفيين في القاعة 7 وعائلات المعتقلين في القاعة 8 يتابعون المحاكمة عبر شاشة، ووضع 3 محطات للتفتيش وحجز الهواتف، كما تم طلاء زجاج الفضاء الذي يجلس فيه المعتقلون باللون الأبيض حتى لا تتمكن العائلات من رؤية أبنائها ومعاينة وضعهم الصحي”.

النقيب محمد زيان، عضو هيئة الدفاع، اعتبر أن هذه المحاكمة “لم تقدم شيئا في الملف وأضاعت المزيد من الوقت”، مشيرا إلى أن سبب التأجيل الحقيقي هو “انتظار إعداد ملف الزفزافي ورفاقه ليتم تمريره مع مجموعة “احمجيق” في ملف واحد”، لافتا إلى أنه يثق في العدالة حتى يظهر العكس، حسب قوله.

يشار إلى أن الجلسة شهدت مناوشات وصراخ بين دفاع الطرفين، في حين أججت حالة إغماء أحد معتقلي الحراك المضربين عن الطعام، الأوضاع داخل القاعة، رفع على إثرها عدد من النشطاء الحاضرين شعارات احتجاجية تصف المحاكمة ب”الظالمة”.

وتعرض المعتقل المضرب عن الطعام أناس الخطابي، لحالة إغماء داخل قاعة الجلسة، مما خلق حالة ارتباك وسط صراخ بعض المحامين واحتجاج نشطاء حضروا المحاكمة.

المحكمة طلبت إحضار سيارة إسعاف لنقل المعتقل الخطابي، حيث تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى، في حين أعلن قاضي الجلسة تأجيل المحاكمة إلى يوم 24 أكتوبر الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *