آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي

ليلى.. قصة فلسطينية ارتبطت بالخيل لتوصل رسالة بلدها إلى العالم (صور)

ليلى المالكي، فلسطينية لا يتجاوز عمرها الأربعة عشر ربيعا، استطاعت الانتصار على أغلب المعيقات التي يفرضها واقع الاحتلال القائم في بلدها فلسطين، لتحلق عاليا في سماء الفروسية كواحدة من أصغر الفارسات في العالم، منطلقة من المدينة المقدسة زهرة المدائن، القدس، حاملة طموحا وعزيمة قويتان، حيث شاركت في بطولات عالمية رغم قلة الإمكانيات والدعم اللازم.

المالكي أوضحت في حوار مع جريدة “العمق”، بعد مشاركتها في الدوري الملكي للفروسية بالرباط، أن هذه الرياضة بالنسبة لها أكثر من هواية أو مسار مهني، “إنها شغف وقصة حب، فأنا ارتبط مع الخيل ارتباطا وثيقا واتحد معها بالروح والجسد لنشكل فريقا واحدا نتشاطر الربح والخسارة والآلام والفرح والتعب والنجاح أيضا”، وفق تعبيرها.

واعتبرت أنه كلما زادت التحديات زاد الإصرار، فهي تشعر كغيرها من الفلسطينيين أن لديها رسالة توصلها للعالم، بأنها تمثل شعبا حيا يطمح للحياة وللسلام وبإمكانه أن يضاهي شعوب العالم إن أتيحت له الفرصة، مردفة بالقول: “لا أستطيع أن أصف لكم شعوري عندما أرى علمي الفلسطيني يرفرف عاليا في بطولات الدولية، أو عندما ينادوا على اسمي كفارسة من فلسطين، أشعر بالاعتزاز والفخر لدرجة لا توصف”.

حاورها : محمد عادل التاطو – العمق المغربي

1) عرف الجمهور المغربي بنفسك وتجربتك في هذه الرياضة

اسمي ليلى المالكي من فلسطين وبالتحديد من القدس الشريف، وعمري أربعة عشر عاما وأعيش في القدس وأمارس رياضه الفروسية، وبالتحديد القفز على الحواجز منذ أن كنت بالخامسة من العمر، وقد جذبتني هذه الرياضة وحب الخيل منذ طفولتي وما زالت، أنا حاليا طالبة في الصف التاسع في مدرسة “الفرندز” في رام الله وأمامي مشوار طويل احلم به بالوصول إلى الأولمبياد والبطولات العالميه.

2) ​شاركتِ في مسابقة دولية بالرباط كأصغر مشاركة .. كيف عشت هذه التجربة ؟

هذه تجربتي الثانية في الدوري الملكي المغربي حيث شاركت لأول مرة العام المنصرم وكنت في الثالثة عشرة من العمر، وكانت تجربة رائعة تعلمت منها الكثير فهي بطولة ذات مستوى عالي جدا وبها خيرة الفرسان من المغرب والوطن العربي والعالم وتدربت استعدادا لها على أيدي مدربين مغاربة كالكابتن رشيد بالمختار، وتعرفت على أصدقاء جدد من الفرسان المغاربة والعرب، وكذلك على الجامعة الملكية المغربيه للفروسية.

3) كيف استطعتِ الوصول إلى مستوى منافسة مشاركين كبار في مختلف البطولات العالمية رغم صغر سنك ؟

عشقت منذ صغري هذه الرياضة والحمد لله الذي أنعم علي بالموهبة، فقد فزت بأول بطولة محلية في فلسطين وأنا بالسادسة من العمر، وكانت لحظة فاصلة في حياتي حيث لفت الانتباه لموهبتي ووجدت التشجيع والدعم من أهلي ومن مدرستي ومن المدربين الفلسطينيين والاتحاد الفلسطيني للفروسية، وقد دعمتني عائلتي منذ البداية، فوفروا لي جميع الإمكانيات التي بحوزتهم وواظبوا على دعمي بالتدريب والاستعداد.

بعدها أتيحت لي فرصة المشاركة بمخيمات تدريبية خارج فلسطين وخاصة بالأردن، ثم بالامارات وألمانيا، وشاركت بعدة بطولات دولية بالأردن والمغرب وكولومبيا وغيرها، وكانت الفرصة مواتية للحضور إلى المغرب والمشاركة، وذلك فقط تسنى بدعم من سمو مولاي عبد الله والسادة الأفاضل بدر الفقير وعمر الخطيب حفظهم الله جميعا حيث وفروا لي فرصة المشاركة ووضعوا لي الإمكانيات وخاصة الخيل والتدريب من خلال المدرب رشيد بالمختار، وفرصة للمشاركه وتمثيل وطني فلسطين في هذه البطولة التي يحلم كل فارس بالوطن العربي وبالعالم للمشاركة بها.

4) هل تعتبرين هذه الرياضة هواية أم تتخذينها مسارا مهنيا في حياتك ؟

هذه الرياضة بالنسبة لي أكثر من هواية أو مسار مهني، إنها شغف وقصة حب لهذه الرياضة والخيل، فأنا ارتبط مع الخيل ارتباطا وثيقا واتحد معها بالروح والجسد لنشكل فريقا واحدا، لا أنظر للخيل أبدا على أنها أداة أو وسيلة، بل كفريق وشريك نتشاطر الربح والخسارة والآلام والفرح والتعب والنجاح أيضا.

هي بالنسبة لي أكثر من هواية فأنا في حياتي أتفرغ لدراستي الأكاديمية والفروسية وأدرك جيدا أن الطريق أمامي طويل وشاق كفلسطينية وكامرأة وكفارسة حيث حجم التحديات أكبر مما هو متوقع، ولكن الإصرار يدفعني وحبي للفروسية وللوطن يحفزني باستمرار، وأطمح للوصول إلى الاولمبياد وإلى البطولات العالميه بإذن الله.

5) هل أثرت الأوضاع في فلسطين المحتلة على تجربتك وطموحاتك ؟ وكيف ؟

لا شك أن العيش بفلسطين وبالقدس تحديدا، تحت الاحتلال، هو عامل تحدي بحد ذاته، فما بالك عندما يتعلق الموضوع برياضة مثل الفروسية بحاجة إلى إمكانيات مادية هائلة وبحاجة إلى بنية تحتية عالية المستوى وخيول من الصنف الأول، وبحاجة إلى حرية الحركة للفارس والخيل، وهذه كلها مقومات صعبة في ظل الوضع القائم بفلسطين.

ولكن كلما زادت التحديات زاد الإصرار، وأنا اشعر كغيري من الفلسطينيين أن لدينا رسالة نوصلها للعالم بأننا شعب حي ويطمح للحياة وللسلام وبإمكانه أن ينجز وأن يضاهي شعوب العالم إن أتيحت له الفرصة.

لا أستطيع أن أصف لكم شعوري عندما أرى علمي الفلسطيني يرفرف عاليا في بطولات الدولية، أو عندما ينادوا على اسمي كفارسة من فلسطين، أشعر بالاعتزاز والفخر لدرجة لا توصف.

6) هل تجدين أن هذه الرياضة لها مستقبل في ظل الأوضاع القائمة في بلدك المحتل ؟

اعتقد أن هذه الرياضة في بلدي ونتيجة للوضع الراهن ما زالت في بداياتها، فهناك أولويات عديدة لدى الشعب الفلسطيني وتحديات جسام، ولكن هناك فرسان واعدون وهناك مدربون يعملون ليل نهار على تطوير أنفسهم ومهاراتهم، وهناك اتحاد فروسية فلسطيني يسعى للرقي بهذه الرياضة ودعم الفرسان والنوادي برغم شُح الإمكانيات، وهناك لجنه أولومبية فلسطينية تعمل بمثابرة لوضع الرياضة الفلسطينية على الخريطة العالمية وتسهيل كل الطرق لفتح الأبواب للرياضيين الفلسطينيين، وهناك ما هو ـهم وهو القضية الفلسطينية التي نشعر كلنا كرياضيين فلسطينيين أننا سفراء لها في العالم مما يحفزنا أكثر وأكثر.

7) ما هو حلمك وطموحك في المستقبل ؟

حلمي وطموحاتي أن اقتني خيلي الخاص بي لأخوض بطولات عالمية ودولية بدون الحاجة إلى الاستعارة أو الاستئجار أو التخلي عن المشاركة لعدم توفر الخيل.

أطمح بأن اتابع التدريب على المستوى الدولي لغناء تجربتهم بالفروسية عما هو متاح ببلدي وأن أتمكن من المشاركة والمنافسة في بطولات عالميه في شتى أرجاء العالم.

حلمي أن أصل إلى الأولمبياد وخاصه في العام 2020 في طوكيو، وإلى أن أمثل وطني في بطولات عالميه وأن أكون في مستوى تلك البطولات، كما أطمح أن أجد الدعم والإسناد والرعاية الكافية لتمكيني من تحقيق حلمي.

8) كفلسطينية .. ما هي رسالتك للمغاربة ؟

كفلسطينيه أوجه رسالة شكر للمغرب وللشعب المغربي على إعطائي هذه الفرصة الثمينة للمشاركة ولأن أكون جزءً من هذه التجربة الغنية.

كنت أسمع منذ صغري عن المغرب والمغاربة وعن الفروسية هناك، وكنت اسمع من أهلي عن الروابط العميقة والقديمة التي تربط القدس وفلسطين بالمغرب.

وأنا بنفسي أجسد هذه العلاقة فوالدتي فلسطينية ولكن من عائلة جذورها من المغرب وبالتحديد من مدينه فاس، وقد جاءت عائلتها إلى بيت المقدس مع فتح صلاح الدين لها من أجل حمايتها والحفاظ عليها كما فعلت العديد من العائلات المغربيه التي ما زالت تتواجد في أكناف بيت المقدس.

أشعر أنني بوجودي هنا وكأنني امتداد لذلك التاريخ العريق ولهذا الرابط المقدس بين الشعبين، وأشعر كأني في بلدي ووطني.

9) كلمة أخيرة

شكرًا للمغرب، أحبكم وأفخر بوجودي معكم ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *