المغرب العميق

حرمان جماعة من برنامج “تيسير” يغضب ساكنة “تزكاغين” بتنجداد

عمر حمداوي

كعادتهم وفي كل دخول مدرسي، استنكر سكان قصر تزكاغين بجماعة فركلة السفلى بدائرة تنجداد، حرمان جماعتهم من الاستفادة من برنامج ” تيسير” للتحويلات المالية المشروطة الذي يندرج في إطار البرنامج الإستعجالي لوزارة التربية الوطنية ضمن قطب التحقيق الفعلي لإلزامية التعليم للفئة العمرية من 6 إلى 15 سنة وتحديدا ضمن المشروع الرابع المتعلق بتحقيق تكافؤ الفرص لولوج التعليم الإلزامي خاصة في صفوف التلاميذ المنحدرين من الأسر المعوزة.

وتأتي صرخة الساكنة التي تعاني نسبة كبيرة منها من الفقر والحرمان، في ظل استفادة جارتهم جماعة فركلة العليا من هذا البرنامج الذي يهدف إلى الحد من ظاهرة الهدر المدرسي من خلال التقليص من الوقع السلبي لبعض العوامل المؤثرة على طلب التربية من قبيل الكلفة المباشرة للتمدرس التي تتحملها الأسر المعوزة؛ وذلك بتحفيز هذه الأخيرة على تسجيل أبنائها في المدرسة وتتبع مواظبتهم.
وتجدر الإشارة أن مشكل عدم استفادة جماعة فركلة السفلى من برنامج ” تيسير” في مرحلته التجريبية وفي جميع مراحله التوسيعية، قد سبق وأن تم طرحه على طاولة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني سنة 2014 فكان جواب هذه الأخيرة هو أنها اعتمدت منذ انطلاق برنامج تيسير خلال السنة الدراسية 2009-2008 على منهجية متدرجة لاستهداف الجماعات القروية بناء على المعايير التالية:
الانتماء إلى مجال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛
نسبة الفقر تساوي أو تفوق 30 في المائة؛
نسبة الهدر المدرسي بالسلك الابتدائي تساوي أو تفوق 8 في المائة.

وهكذا حسب ذات الوزارة يتم ترتيب الجماعات المرشحة للاستفادة من البرنامج حسب نسبة الفقر الملاحظة بناء على معطيات خريطة الفقر الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، كما يتم تحديد عدد الجماعات المرشحة تضيف الوزارة حسب الغلاف المالي الذي تم تخصيصه للبرنامج.

مجلس جماعة فركلة السفلى، وخلال سنة 2015 راسل وزير التربية الوطنية والتكوين المهني للتدخل العاجل لإنصاف ساكنة فركلة السفلى من أجل الاستفادة من برنامج “تيسير ” الذي تشرف عليه الوزارة على غرار جماعة فركلة العليا التي تنتمي لنفس القيادة وتستفيد من هذا البرنامج منذ سنوات، الشيء الذي يؤجج حفيظة سكان جماعة فركلة السفلى ويضع القائمين على تدبير شؤون الجماعة أمام تساؤلاتهم المحرجة والمستمرة من قبيل ما هو سبب إقصاء الجماعة من الاستفادة من البرنامج؟ وما هي المعايير المعتمدة من أجل الاستفادة؟ مع العلم أن سكان جماعة فركلة السفلى – حسب المراسلة – الأكثر فقرا وهشاشة على الإطلاق على مستوى منطقة تنجداد، كما أن الجماعة هي الأضعف من حيث مداخيلها وخدماتها أو من حيث فرص ومقومات التنمية. وتضيف ذات المراسلة أن استفادة الجماعة من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (التي تعتبر من معايير الاستهداف) مبرر على مستويات الهشاشة والفقر فيها، الأمر الذي يدعو الجهات المعنية إلى ضرورة تسوية هذا الملف وإنصاف ساكنة هذه الجماعة الفقيرة.

وفي خضم الاستياء الذي خلفه عدم الاستفادة من برنامج تيسير في صفوف أولياء المتعلمين، عبرت جمعية أمهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ مجموعة مدارس عروة بن الزبير بقصر تزكاغين عن استنكارها الشديد لاستمرار حرمان قصور جماعة فركلة السفلى من هذا الدعم المخصص لفائدة الأسر المعوزة، مناشدة في نفس السياق جميع المتدخلين في برنامج تيسير، بالإضافة إلى القائمين على تدبير الشأن الجهوي والمحلي والفاعلين كل من موقعه بضرورة التحرك من أجل مراجعة نظام الاستهداف وتحديد شروط موضوعية للاستفادة من هذا البرنامج – تماشيا مع توصيات المجلس الأعلى للحسابات حول تهيئ وسير الدخول المدرسي لموسم 2016 – 2017 بخصوص برامج الدعم الاجتماعي- إيمانا منها بأهميته في دعم التمدرس بالعالم القروي وتحفيز الأولياء على توفير الظروف الملائمة لأبنائهم، والمساهمة الفعلية في إنجاح الأنشطة والمشاريع والبرامج الرامية إلى النهوض بالمؤسسة وتطوير خدماتها الإدارية والتربوية.

وفي انتظار استفادة جماعة فركلة السفلى من برنامج تيسير، حري بالذكر أن عدد المستفيدين من هذا البرنامج بلغ 736 ألف و380 تلميذا، كما جاء في ندوة صحفية للوزارة الوصية خصصت لتقديم مستجدات الدخول المدرسي والجامعي والتكوين المهني 2017-2018.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *