سياسة

زعيم حزب موريتاني: PJD قدم درسا في الديمقراطية وبنكيران وإخوانه كانوا كبارا

اعتبر رئيس حزب تواصل الموريتاني، محمد جميل منصور، أن الجميع في حزب العدالة والتنمية نجحوا وقدموا مرة أخرى درسا في النصج والمؤسسية والشورى والديمقراطية، مشيدا بقرارات واختيارات المجلس الوطني، أمس الأحد، مهنئا عبد الإله ابن كيران وكل إخوانه وأخواته بالقول: “لقد كنتم كبارا”، لافتا إلى أنه يتابع الشأن المغربي ومنفعل بتجربة العدالة والتنمية، حسب قوله.

وقال زعيم أكبر حزب معارض بموريتانيا، في تصريح خص به جريدة “العمق”، أن تصويت الأمس لم يكن تقويما لأداء عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن “تقويم أدائه إيجابيا والاعتزاز بالنجاحات الكبيرة التي تحققت في فترة قيادته، محل اتفاق بين أغلب أهل العدالة والتنمية ممن كان يرى تعديل المادة، وممن كان شديد الاعتراض على ذلك التعديل”.

وأضاف بالقول: “كعارف بالمغرب وتجربة البيجيدي فيه، أشهد على هذا النجاح والتألق والتميز في قيادة الأخ عبد الإله بنكيران”، لافتا إلى أنه لم يكن يريد التعليق على التطورات الجارية في البيجيدي لسببين، أولهما الحذر من الإسهام في نقاش كان واضحا أنه داخلي والدوافع في الاصطفاف فيه داخلية وسياسية أكثر منها عامة وفكرية، وثانيهما أن مستوى أعضاء الحزب يسمح بالاطمئنان على مصير نقاشهم ومخرج حواراتهم، فهم أهل تجربة ونظر وقوم اشتهر عنهم سديد الاجتهاد والتقدير، وفق تعبيره.

وأشار منصور إلى أن “الدافع الرئيسي للمجلس الوطني للبيجيدي وهو يرفض تعديل المادة 16 من القانون الأساسي، هو دافع عام، وآثار عكسه بالغة التأثير على الرؤية والصورة والمصداقية، للأحزاب أن لا تقرر في نظمها الحد من المسؤوليات -مع أن ذلك مفضول- و لكنها حين تقرر ذلك وتبشر به وتنشره ثقافة عامة تكون قد طوقت عنقها بالتزام أخلاقي صارم لا ينفع معه نقاش القانون وسلطة الهيئات في التقنين والتعديل”.

اقرأ أيضا: خروج بنكيران من سباق الزعامة .. انتكاسة للإرادة الشعبية أم تكريس للديمقراطية؟

وذكر في هذا الصدد، ما روي عن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه كان لا يترك واليا فوق أربع سنوات، فإن كان عدلا مله الناس، وإن كان جائرا كفى من جوره، مردفا بالقول: “أشهد أنه في حالة الأخ عبد الإله بنكيران لم يكن هناك ملل ولا جور، ولكن القاعدة العامة تطبق بحكم الحالة العامة، وقد تشمل من كان استثناء وصاحبنا من الاستثناءات”.

وتابع قوله: “أعجبتني صيغة تدبير التباين و الاختلاف في هذا الموضوع -مهما حدث من المنغصات المحدودة- فالكل عبر عن رأيه وكتبه أحيانا داخل المؤسسات وخارجها، لجنة المساطر رجحت رأيا والأمانة العامة مالت إلى خيار، وجاء الجميع إلى المجلس الوطني مدافعا عما يراه مصلحة مؤكدا أن الوحدة استحقاق يلزم الجميع ويحكم على الجميع وراضيا بمآل القرار ونتيجة الشورى الجماعية”.

ورفض برلمان للبيجيدي، أمس الأحد، تعديل المادة 16 من قانون الحزب الأساسي بما يسمح بتولي المسؤولية لأزيد من ولايتين متتاليتين، حيث صوت ضد مقترح التعديل 126 عضوا مقابل 101 صوتوا بنعم من أصل 232 مصوتا، فيما اعتبرت 4 أربعة أصوات ملغاة، كما رفض برلمان الحزب تعديل المادة 37 بحذف عضوية وزراء الحزب من الأمانة العامة للحزب بالصفة.

وانقسمت آراء المحللين وأعضاء الحزب، بين من وصف نتيجة التصويت بالمخيبة للآمال وللإرادة الشعبية، معتبرين أن إيقاف مسار بنكيران على رأس الحزب هو “هدية للمخزن وهزيمة أمام التحكم”، وآخرين باركوا النتيجة واعتبروها انتصارا للديمقراطية الداخلية، داعين إلى احترام قرارات الأغلبية وفق قاعدة “الرأي حر والقرار ملزم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *