أخبار الساعة، أدب وفنون

الحقيوي: انفتاح السينما الوطنية على الرواية المغربية قليل جدا

حاورته: بهيجة حيلات – أكادير

تعد العلاقة بين الأدب والسينما علاقة قديمة ومعقدة ويحكمها التقارب حينا والتنافر حينا آخر، متخذة أشكالا مختلفة بين التأثير والتأثر والتفاعل، مساهمة بذلك في اغناء الثقافة الكونية بكم كبير من الإنجازات والأعمال المتميزة.

ولتقريب قراءها من هذا الموضوع استضافت جريدة “العمق” الباحث والناقد السينمائي سليمان الحقيوي، وذلك على هامش فعاليات مهرجان بيوكرى الوطني لسينما الشباب للفيلم القصير، وأجرت معه الحوار التالي:

بداية، من هو سليمان الحقيوي؟

كاتب وناقد سينمائي، من مواليد مدينة القصر الكبير شمال المغرب، حاصل على الدكتوراه في التعدد اللغوي في الإعلام المغربي. من إصداراته: كتاب “سحر الصورة السينمائية”، عن دار الراية بالأردن سنة 2013. ومؤلف “نقد السينما الأمريكية”، عن دار الراية بالأردن، سنة 2015، إلى جانب مشاركته في تأليف مجموعة من الكتب الجماعية.

عضو لجنة تحكيم في مهرجانات وطنية كثيرة، شارك في العديد من الندوات الوطنية والدولية عن السينما وقضاياها، ينشر مقالات عن السينما بانتظام في أهم الصحف والمجلات العربية.

شاركتم في تأطير فعاليات ندوة فكرية حول: “السينما المغربية والأدب المغربي العلاقة والحصيلة” على هامش مهرجان بيوكرى لسينما الشباب للفيلم القصير بمدينة بيوكرى، هلا حدثتنا عن موضوع مداخلتكم؟

يمكن أن نجمل أهم نقاط المداخلة في كونها بحث تاريخي في عناصر لقاء السينما والأدب، منذ بداية السينما وحاجاتها للحكي، بعد فترة جورج ملليه، ومن بعده فترة ديفيد جريفيث وتعاونه مع شارلز ديكنز. السينما بعد ذلك أرادت خلق لغتها الخاصة فكانت تبحث عن طرائق جديدة للتعبير عن قصصها، وهو ما تحقّق مع السينما الجديدة وسينما المؤلف ويمتد مع السينما المستقلة كما عرّجت المداخلة على أهم الإشكالات التي تطرحها نقل الروايات إلى الشاشة الكبيرة.

بحكم انتمائكم إلى ساحة النقد السينمائي واشتغالكم داخلها. كيف تقيمون العلاقة بين الأدب المغربي والسينما المغربية؟

إذا كانت سينما المؤلف قد نجحت كثيرا أوان ظهورها، في فرنسا أو غيرها من البلدان، فهي في الغالب نجحت مع سينمائيين يملكون رؤيا، وفلسفة خاصة وتصورا لكيفية خلق سردي سينمائي يوازي بين حكي الشكل إلى جانب المضمون، … هذه الأفكار التي انتشرت لم تصاحبها بالضرورة نفس الارهاصات في بقاع انتشار الموجة الجديدة، كالمغرب مثلا، وحتى وإن كانت هذه التجارب تلتقي في تفاصيل كثيرة مع التفاصيل التي أطرت الموجة الجديدة، فقد ظلت تفاصيل أخرى –مهمة- غائبة، خصوصا كيفية تصور الفيلم بين الكتابة والإخراج. فسينما المؤلف التي تطلبت وقوف المخرج وراء عملية تأليف فيلمه أو المشاركة في ذلك ورثتها السينما المغربية في جانب سلبي، هو إقصاء النص الروائي، وعدم الانفتاح على الكتاب، ولا يمكننا أن نتجاوز أمرا مهما هو استئثار المخرج بوظائف الكاتب وشغله مكانه.

هلا عرفت القراء ببعض الأعمال السينمائية (مغربية- عربية- عالمية…) التي اتخذت من روائع الأدب موضوعا لها؟

السينما عبر تاريخها تدين كثيرا للأدب، وخصوصا للرواية، ويمكنا أن نتوقف عند الكثير من النماذج العالمية: على سبيل الذكر: رواية “نادي القتال” لتشاك بولانيك ورواية “دكتور زيفاجو” لبوريس باسترناك ورواية “العراب” لماريو بوزو ورواية “حياة باي” ليان مارتل…وعربيا، فالأسماء الأهم هي نجيب محفوظ الذي تحولت أغلب رواياته إلى الشاشة الكبيرة. كما ساهم في كتابة نصوص للسينما، من بين أعماله نذكر: اللص والكلاب، و”خان الخليلي” و”بين القصرين”. كما يمكن أن نذكر أيضا يوسف السباعي الذي قدم للسينما أكثر من 20 عملا بين القصة والرواية، ومن أعماله نذكر “نادية” و”الليلة الأخيرة” ويمكننا أن نضيف علاء الأسواني الذي تحولت روايته “عمارة يعقوبيان” إلى عمل سينمائي ضخم يحمل العنوان ذاته.

وبالنسبة للتجربة المغربية فحصيلة انفتاح السينما على الرواية قليلة جدا، أكثر من 20 فقط، وهو رقم يطرح أسئلة كثيرة. ومن بين الأعمال التي يمكن ذكرها: فيلم “جارات أبي موسى” لمحمد عبد الرحمن التازي، عن رواية أحمد التوفيق، وفيلم “الغرفة السوداء” لحسن بنجلون (2003)، عن سيرة جواد مديدش وفيلم “صلاة الغائب” لحميد بناني (1991) عن رواية للطاهر بنجلون وفيلم “حلاق درب الفقراء” ليوسف الركاب، عن مسرحية ليوسف فاضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *