أخبار الساعة

جامعي يوناني: مقاربة الملك محمد حول الهجرة مبتكرة للغاية

قال الجامعي اليوناني نيكوس ليغيروس إن مقاربة   الملك محمد السادس حول موضوع الهجرة “مبتكرة للغاية ،خاصة وأنه يسعى وفق نهج عهدناه فيه على مدار السنوات الأخيرة لتطوير تصور إفريقي موحد لرهانات الهجرة وتحدياتها”.

وأضاف ليغيروس وهو أستاذ الاستراتيجيا والرياضيات في الجامعات اليونانية ،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء اليوم بأثينا ،أن “هذه الرؤية التي بسط بعض أسسها جلالة الملك يوم الأربعاء الماضي بأبيدجان في رسالة وجهها لأشغال القمة الأوربية الإفريقية ،تظهر الإمكانيات المتاحة والعراقيل والرهانات والتحديات. لأن تدفقات الهجرة لها أسباب ويتوجب أخذ ذلك بعين الاعتبار”.

ولعل ذلك ما جعل  الملك بصفته مسؤولا لقيادة مسألة الهجرة تم اختياره خلال الدورة 28 لقمة الاتحاد الإفريقي ، يضيف ليغيروس ، “يشكك في الأساطير المؤسسة لهذه الظاهرة. فبالعودة الى الإحصائيات يتبين بجلاء أن الهجرة الإفريقية ليست حقا عابرة للقارات وهي ليست منتظمة ولا حتى مصدر تفقير لبلد الاستقبال . إن ذلك يعني ضرورة تبني رؤية أخرى للهجرة تكون بطبيعة الحال غير سلبية بالضرورة من اللحظة التي نكون نتوفر فيها على سياسة بناءة حول الموضوع”.

وأضاف إن “ذلك ما سيقدمه  الملك أمام القادة الأفارقة خلال مؤتمر القمة المقبل وأقصد صياغة خطة عمل إفريقية بشأن الهجرة ،والتي أصبحت تفرض نفسها بإلحاح شديد كما قال جلالته”، مضيفا “يتعلق الأمر بعبارة أخرى بدراسة هذه الظاهرة بطريقة ذكية لتجاوز العراقيل وإيجاد الحلول الملائمة والفعالة ،لأن الاقتصار فقط على القول بأن الأمر يتعلق بمشكل لا يتيح التوصل لحلول فعالة. قد تبدو هذه المقاربة توافقية لكنها تحمل بين ثناياها أفكارا مبتكرة تجعلها أكثر إنسانية”.

وتوقف ليغيروس عند الأفكار التي طرحها الملك محمد السادس في رسالته التوجيهية بضرورة بلورة أجندة إفريقية حول مسألة الهجرة تستند على موقف إفريقي متجانس وأربع مستويات للعمل وطنية واقليمية وقارية ودولية، موضحا أنه بالنسبة للمستوى الأول فالمغرب نموذج يحتذي ولا يمكن لأي كان المزايدة عليه ولعل عملية تسوية أوضاع أزيد من 30 الف مهاجر التي أقدمت عليها الرباط العام 2014 ثم العملية الثانية التي ماتزال جارية الآن لخير دليل.

وأضاف أما بالنسبة للمستوى الثاني وأخص بالذكر التجمع الإقليمي لشمال افريقيا اتحاد المغرب العربي فإن كان موجودا، فهو غير فعال تماما، وبالنسبة للثالث، فإن إفريقيا يجب ألا تكون متفرقة الرأي والكلمة ،فيما يهم المستوى الرابع ضرورة التماسك والتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.

وقال  الملك محمد السادس يوم الأربعاء في رسالة للقمة الخامسة للاتحاد الإفريقي الاتحاد الأوروبي، “بصفتي رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة، فإنني حريص كل الحرص على أن أقدم، أثناء مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي المقبل، مجموعة من المقترحات إلى الإخوة والأخوات رؤساء الدول، وذلك من أجل صياغة خطة عمل إفريقية بشأن الهجرة”.

كما دعا إلى تصحيح أربع مغالطات بشأن الهجرة هي أن الهجرة الإفريقية لا تتم بين القارات، في غالب الأحيان (من أصل 5 أفارقة مهاجرين 4 منهم يبقون في إفريقيا)، وأن الهجرة غير الشرعية لا تشكل النسبة الكبرى فهي تمثل 20 بالمائة فقط من الحجم الإجمالي للهجرة الدولية، وأن الهجرة لا تسبب الفقر لدول الاستقبال (85 بالمائة من عائدات المهاجرين تصرف داخل هذه الدول)، وأخيرا، بأن التمييز بين بلدان الهجرة وبلدان العبور وبلدان الاستقبال لم يعد قائما.وقد طرح جلالته لبناتها الأولى في يوليوز 2017، وذلك أثناء مؤتمر القمة التاسع والعشرين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *