مجتمع

تطوان بدون دواء بالليل منذ 20 يوما .. والصيدليات تهدد بإضراب عام

تعيش مدينة تطوان منذ أزيد من 20 يوما، على وقع احتجاج غير مسبوق من طرف الصيادلة، بعد توقف الصيدليات عن القيام بالحراسة الليلية احتجاجا على عدم تدخل السلطات المحلية والمركزية لردع مخالفي أوقات العمل المتفق عليها بين الصيدليات.

ويشتكي عدد من ساكنة المدينة من مخاطر عدم إمكانية العثور على الدواء بالليل، خاصة أصحاب الحالات الاستعجالية مثل مرضى الربو والسكري والقلب وغيرهم، وذلك على إثر القرار الذي اتخذته نقابة صيادلة تطوان “بتعليق العمل بالمداومة الليلية وفترة الظهيرة ابتداء من 20 نونبر المنصرم، إلى حين تدخل السلطة المحلية لحماية القرار العالمي رقم 161 وردع المخالفين له خدمة للصالح العام”.

مريم بوحميدي، نقيبة صيادلة تطوان، أوضحت أن الإضراب عن العمل ليلا جاء بسبب عدم احترام بعض الصيادلة لتوقيت العمل، وتماطل العمالة في زجر المخالفين للقرار العاملي 161، ورفض الجلوس مع نقابة الصيادلة لإجراء حوار، مشيرة إلى أن هذه الخطوة الاحتجاجية سبقتها مراسلات مع السلطات في شخص العامل دون أي تجاوب منه.

وأضافت في اتصال لجريدة “العمق”، أن المشكل ابتدأ في 2008 بعد تماطل الأمانة العامة للحكومة في تطبيق قرار معاقبة صيدلية وحيدة كانت تخالف القرار العاملي 161، وهو ما جعل صيدليات أخرى تخالف القرار أيضا، ليصل العدد الآن إلى 6 صيدليات لا تلتزم بالوقت القانوني للعمل خاصة أثناء المداومة الليلية، وهو ما أثر على عمل الصيادلة الآخرين، وفق تعبيرها.

وتابع قولها: “السلطات لا تتحرك إطلاقا في الموضوع وهو ما يثير الاستغراب، ونحن لا نطالبهم إلا بتطبيق القانون والتدخل لتفعيل القرار العاملي 161، مع العلم أن هناك 3 صيدليات اتخذ في حقها قرار الإغلاق لـ48 ساعة عقابا لها على مخالفة القانون، لكن السلطات لا تتدخل للأسف”.

وأشارت إلى أن الصيادلة سبق أن خاضوا وقفة احتجاجية يوم 4 غشت الماضي، وإضرابا عن العمل، مهددة بتصعيد الخطوات الموالية عبر توسيع الاضراب عن الحراسة ليشمل الأيام المفتوحة وعطلة نهاية الأسبوع، مع إضراب عام للصيادلة بالمدينة، لافتة إلى أن الصيدليات التي تخالف القرار العاملي تعرقل سير المهنة بالمدينة.

بالمقابل، وصف مصدر طبي بالمدينة، قرار نقابة صيادلة تطوان بأنه “غير مسؤول”، مشيرا إلى أن الاحتجاجات والإضرابات في القطاع الصحي تُستثنى منها الحالات الاستعجالية، والحراسة الليلية هي جزء من هذه الحالات، وفق تعبيره.

وأضاف مصدر “العمق”، أن أحد الطلبة تعرض لأزمة ربو حاد وصعوبة في التنفس قبل أيام، وظل يبحث عن الصيدليات المداومة ليلا دون أن يعثر على أي واحدة منها، قبل أن ينتقل إلى مدينة أخرى وهي مرتيل، رغم حالته الطارئة، حسب قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *