أدب وفنون، خارج الحدود

مؤتمر دولي بالدوحة حول الترجمة.. جواب ثقافي وعلمي على حصار قطر

العمق المغربي من الدوحة

انطلقت، اليوم الأربعاء، بدولة قطر، فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لمنتدى العلاقات العربية والدولية حول الترجمة، تحت عنوان “الترجمة وإشكالات المثاقفة”، بمشاركة أزيد من 150 من الأكاديميين المهتمين بالترجمة من العربية إلى لغات أخرى، من المغرب وتونس وفلسطين والجزائر وليبيا، ودول أوروبية وأسيوية.

واعتبر الحضور الكبير لعدد من المترجمين والأكاديميين من دول عربية وأوروبية وأسيوية، في فعاليات الدورة الرابعة للمنتدى الذي تستمر أشغاله إلى يوم غد الخميس، جوابا ثقافيا وعلميا على الحصار السياسي والاقتصادي المضروب على دولة قطر منذ ما يزيد عن ستة أشهر.

الترجمة تكسر الحصار
https://al3omk.com/wp-content/uploads/2017/12/6014d1e6457b0.jpeg
وفي هذا السياق، قال محمد حامد الأحمري، رئيس منتدى العلاقات العربية والدولية حول الترجمة بقطر، في كلمة افتتاحية، إن الترجمة تكسر الحصار في زمن الحصار المضروب على قطر، لافتا إلى ضرورة الاهتمام أكثر بترجمة الفكر والعلوم من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وليس الاكتفاء فقط بترجمة الروايات.

وأكد حامد الأحمري، أن الثقافة العربية تعاني من تحيزات فيما ينقل عنها، حيث يتم نقل إما الخرافات أو أمور متطرفة، مشددا على أنه آن الأوان للتحيز لاتجاه الشرق أو الغرب أن ينتهي، لأنه متحيز أولا، وثانيا لأنه قسم الشارع العربي، مضيفا في الإطار ذاته، أنه حتى لدى المحكمين أحيانا نجد بعض التحيزات بسبب الصداقة أو توافق الآراء، غير أن هذا الأمر ينبغي للمحكم العلمي أن يتنزه عنه.

الشملالي.. ترجمات القرآن الكريم تعرف نقائص عدة
https://al3omk.com/wp-content/uploads/2017/12/6014d1f1892ce.jpeg
من جانبه، قال نور الدين الشملالي مدير معهد الملك فهد للترجمة بطنجة، في مداخلة له بعنوان “تحديات واستراتيجيات ترجمة الفعل القرآني إلى اللغة الفرنسية”، إن ترجمات معاني القرآن الكريم تعرف نقائص عدة من السهو إلى التعمد إلى الصعوبات التي تفرضها اللغة العربية.

أوضح الشملالي أن الفعل القرآني له أكثر من دلالة ويحتاج لكثير من التمحيص والعودة للمعاجم لإعطاء الفعل القرآني حقه، كما كشف المحاضر عددا من الهفوات في محاولات وصفها بـ”العقيمة” لترجمة معاني القرآن الكريم فتم تحريفها أو تشويهها وقلب معانيها، لافتا إلى وجود أخطاء لغوية ونحوية لا حصر لها، ومن هذه الترجمات التي خصها بالنقد، ترجمات محمد حامد الله وكازيميرسكي وبلاشير وجاك بيرك.

وخلص المتحدث ذاته، وهو بالمناسبة أكاديمي متخصص في اللسانيات العربية والنظرية والشكلية. إلى أن الأسباب تكمن في الضعف وغياب الأمانة في الترجمات هو عدم الإلمام باللغة العربية.

جاكمون.. الكتاب العربي المترجم للفرنسية محدود جدا
https://al3omk.com/wp-content/uploads/2017/12/6014d1f627636017fba6bd850.jpeg
ريتشارد جاكمون، أستاذ اللغة العربية في جامعة إيكس مرسيليا، أكد في مداخلة له بعنوان “الأدب العربي الحديث المترجم إلى الفرنسية محاولة استعراض وتقييم”، على أن الكتاب العربي المترجم للفرنسية عن الثقافة العربية يظل محدود جدا، مشددا على أهمية دعم الدول للكتاب المترجم لأنه يكلف أكثر من الإصدار بلغة التأليف، لافتا إلى تأثر الترجمة بالسياسة، حيث قدم مثال فترة جمال عبد الناصر وكيف قدم كهتلر العرب، ليتحول بعد ذلك انشغال المترجمين بتقديم الرئيس أنور السادات كرمز للسلام.

وتحدث جاكمون والذي نشر أكثر من 20 ترجمة من العربية إلى الفرنسية، منها روايات للكاتب المصري صنع الله إبراهيم، (تحدث)عن تطور الترجمة من اللغة العربية إلى الفرنسية، من سنة 1967 التي ترجم فيها عمل عربي واحد للفرنسية، إلى سنة 1985 التي حاز فيها الأديب المصري نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب، مرورا بسنة 1992 وهو تاريخ ميلاد أول دار للنشر متخصصة في ترجمة الأعمال العربية.

واعتبر ريتشارد جاكمون أن ترجمة رواية عمارة يعقوبيان في سنة 2006 والتي بيع فيها ما يزيد عن 500 ألف نسخة بالفرنسة مؤشر على تطور الترجمة من العربية للفرنسية.

ساري.. الترجمة تثمين للمنتوج الأصلي
https://al3omk.com/wp-content/uploads/2017/12/6014d20363806017fbc68cf4c.jpeg
اعتبر أستاذ النقد الحديث ونظرية الأدب والسيميولوجيا بجامعة الجزائر، محمد ساري، أن الترجمة تثمن المنتوج الأصلي، مقدما مثالا على ذلك برواية ألف ليلة وليلة العربية الأصل، حيث عندما ترجمت للغات أخرى أضيف لها ثلاث قصص وهي مصباح علاء الدين وعلي بابا والأربعون حرامي وسندباد، ثم عادت للعرب من جديد، مشيرا إلى أن الحكايات الثلاث من صميم كليلة ودمنة.

وقدم الروائي والمترجم الجزائري، محمد ساري، نموذجا آخرا حين تسيء الترجمة للكاتب الأصلي، حيث عرض مثال عن ترجمة مقدمة ابن خلدون وكيف شوهتها بعض الترجمات وخلقت جدال وانتقاذات لاذعة لابن خلدون والحال أنه لم يقل بذلك بالمرة، مضيفا أنه نفس الشيء وقع عند ترجمة رواية “البؤساء” وكيف تم تشويه معناها في بعض الترجمات.

المؤتمر يناقش 42 بحثا من أصل 500 توصل بها
https://al3omk.com/wp-content/uploads/2017/12/6014d207f3c0f.jpeg
ويناقش المؤتمر 42 بحثا أجازتها اللجنة المنظمة للمؤتمر من مجموع أكثر من 500 ملخص بحثي تم عرضها عليها، وذلك خلال ثماني جلسات على مدى يومي 13 و14 دجنبر الجاري.

ويتضمن اليوم الأول 5 جلسات، تناقش إشكالات الترجمة العربية/ الفرنسية، وإشكالات الترجمة العربية من اللغات الشرقية وإليها (اليابانية، الصينية، الفارسية، الأردية، الملايو) وإشكالات ترجمة المصطلح ونقد تجارب ترجمية ومحور إشكالات تحرير الترجمات، إضافة إلى عقد جلسة نقاشية مفتوحة حول إشكالات الترجمة الأدبية من العربية إلى الإنجليزية.

ويتناول المؤتمر في يومه الثاني إشكالات الترجمة الفورية والقانونية في المنظمات الدولية، ثم إشكالات الترجمات الإخبارية والسمع بصرية وإشكالات الترجمة الفلسفية.

ويعتبر المؤتمر ملتقى ثقافيا وفكريا للمترجمين العرب والأجانب، حيث تعددت محاور المؤتمر في مواسمه الثلاثة الماضية لتتناول الترجمة وإشكالياتها في ميادينها المختلفة: الأدبية والفلسفية والتقنية والعلمية والدينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *