سياسة

البيان الختامي لمؤتمر البيجيدي .. إشادة بديمقراطية الحزب ودعوة لحوار داخلي

أشاد البيان الختامي للمؤتمر الوطني الثامن لحزب العدالة والتنمية، بالديمقراطية الداخلية للحزب والتي مكنت من إدارة المرحلة الأخيرة، وخاصة الاختلافات الناتجة عن تداعيات إعفاء الأمين العام من رئاسة الحكومة، والنقاش حول بعض مقتضيات النظامين الأساسي والداخلي للحزب واللائحة الداخلية للمجلس الوطني، بـ”طريقة راقية”، داعيا إلى إطلاق حوار سياسي داخل مؤسسات الحزب.

ونوه البيان الختامي، توصلت جريدة “العمق بنسخة منه اليوم الخميس، بـ”الدور المتميز الذي اضطلع به الأمين العام شخصيا والإخوة والأخوات في الأمانة العامة المنتهية ولايتها، وبالحكمة التي دبروا بها تلك التداعيات، بما يجعل الحزب يجتاز بنجاح صعوبتها كما يشهد على ذلك النجاح الكبير لمحطتي المجلس الوطني وهذا الموتمر، وينوه بما ترتب عن تفعيل دور مؤسسات الحزب بما يجعل من الحزب مدرسة في العمل الموسساتي، وقاطرة في الارتقاء بالعمل الحزبي”.

ووجه المؤتمر الوطني تحية تقدير إلى الأمين العام السابق عبد الإله ابن كيران، مثمنا “الدور المتميز الذي اضطلع به خلال المرحلة التي تولى فيها مسؤولية الأمانة العامة، وما تحقق للحزب خلالها من إشعاع ومن مكتسبات، وإلى جانبه كل قيادات الحزب ومناضليه كل حسب موقعه”، مشيرا إلى أن “تغيير موقع بنكيران لن يغير من مكانته داخل الحزب، ولن يثنيه عن مواصلة دوره في الإصلاح وفِي تعزيز البناء الديمقراطي- كما كان دوما- إلى جانب إخوانه وأخواته في الحزب، وإلى جانب كافة القوى الإصلاحية الوطنية في إطار ثوابت البلاد ومقوماتها”.

وأكد الحزب في بيان مؤتمره الثامن، على الثوابت والمرتكزات والقيم الأساسية التي قام عليها الحزب، “وعلى رأسها المرجعية الإسلامية والوطن وصيانة أمنه ووحدته واستقراره وسيادته والوفاء للملكية والتعاون على خدمة الصالح العام، والوفاء بالعهود والوعود، والقرب من المواطنين وتقديم المصلحة الوطنية وجعلها فوق كل اعتبار، ومقاومة الظلم والريع والفساد، وتعزيز قيم الاستقامة والنزاهة والعطاء ونكران الذات وتقديم نماذج عملية وتمثلها في سلوك المناضلين، وصيانة قيمة الحرية المسؤولة والديمقراطية واحترام استقلالية القرار الحزبي”.

البيان الختامي دعا إلى “إطلاق حوار سياسي داخل مؤسسات الحزب من أجل قراءة جماعية للمرحلة وترسيخ ثقافة سياسية مشتركة في التعاطي مع المتغيرات، وتقييم شامل للمرحلة الفاصلة بين المؤتمرين السابع والثامن”، معبرا عن دعم الحكومة ومساندتها “حتى تنجح في الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين”، داعيا إياها إلى مضاعفة الجهود لمواصلة الإصلاحات وتكثيف التواصل مع المواطنين والمواطنات، كما دعا المؤتمر هيئات الحزب ومناضليه إلى مواصلة الارتقاء بأداء الحزب في الحكومة  والبرلمان والجماعات الترابية حتى يظل حزبنا قاطرة للإصلاح.

بالمقابل، عبر المؤتمر عن القلق “بشأن عدد من المظاهر السلبية التي يعرفها المسار الديمقراطي ببلادنا، من قبيل إضعاف الأحزاب السياسية وتبخيس دور المؤسسات التمثيلية”، داعيا إلى إطلاق “دينامية إصلاحية جديدة تسهم في ترسيخ المسار الديمقراطي وتوسيع المشاركة السياسية وتجدد آمال المواطنين في مواصلة الإصلاحات السياسية والمؤسساتية التي عرفت دفعة مهمة منذ إقرار دستور 2011”.

وأكد المؤتمر على أن احترام إرادة المواطنين والتدبير الديمقراطي للعمليات الانتخابية شرط أساس لرفع مستوى الثقة في العملية السياسية وفي الموسسات المنتخبة، وأن ذلك لا يتأتى إلا بأحزاب قوية ومستقلة قادرة على القيام بأدوارها الدستورية وتعزيز قدرتها على القيام بأدوار الوساطة وحسن تمثيل المواطنين والمواطنات، وفق البيان ذاته.

كما دعا البيان إلى “مواصلة النضال من أجل تثبيت المسار الديمقراطي وصيانة مكتسباته وتحقيق تطبيع كامل مع قواعد العمل والممارسة الديمقراطية وتداول على تدبير الشأن العام بناء على برامج سياسية واضحة، ومواصلة النضال من أجل تكريس دولة الحق والقانون التي تضمن الحقوق والحريات وترفع من شأن سلطة القانون وتعزز المكتسبات المتحققة في هذا المجال وتوسعها وتتصدى لكل الانتهاكات”.

وشدد على ضرورة الإسهام في “إطلاق دينامية لمواصلة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية مستوعبة للمكتسبات ومثمنة لها، وراصدة للسلبيات ومعالجة لها، والاسهام في تجديد للنموذج التنموي، والتنزيل الأمثل للجهوية المتقدمة، وتعزيز للحكامة الجيدة، وتطوير السياسات العمومية في مجالات العدل والإدارة والتعليم والصحة والشغل والتفاعل مع الانتظارات الاجتماعية”، مع “مواصلة تأهيل منظومتنا الحزبية وتوسيع نطاق التأطير الفكري والمنهجي والأخلاقي حفاظا على القيم المؤسسة للحزب والتي تعتبر من أبرز مظاهر قوته وضامنة لاستمراره بما يتناسب مع الأدوار والمهام المنتظرة منه”.

وعلى المستوى الدولي، أدان الحزب بشدة “الاعتداءات المتواصلة للكيان الصهيوني على المسجد الأقصى وانتهاك حرمته وإغلاقه أمام المصلين واستهداف المتظاهرين المحتجين على قرار الإدارة الامريكية بشأن نقل سفارتها إلى القدس، ويعتبر أن هذا القرار يشكل خطوة استفزازية ويمثل عدوانا سافرا  لن يغير من أصل الصراع، ولن يختطف القدس من أهلها ولن يغير طبيعتها”، موجها “تحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني على صموده في وجه الاحتلال الصهيوني ونضاله المتواصل لإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، ويوجه على الخصوص تحيته للمقدسيين على صمودهم  البطولي في وجه الغطرسة الصهيونية”.

وثمن المؤتمر بالمناسبة، الموقف الرسمي للدولة المغربية كما عبر عنه الملك وعبرت عنه الحكومة والبرلمان والمجتمع المغربي بكافة قواه الحية، معبرا عن أسفه “لتفاقم حالة التشرذم في العالم العربي ودعمه لكل المبادرات التي تسعى إلى رأب الصدع وتجاوز كل أسباب الفرقة والاختلاف، ويعبر عن تضامنه مع الشعوب  المضطهدة في العالم الإسلامي وخاصة حملة الإبادة التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا ومع كافة الشعوب المضطهدة في العالم”.

إلى ذلك، أكد المؤتمر على “جاهزية مناضلي الحزب للتصدي لمناورات خصوم وحدتنا الترابية في إطار الإجماع الوطني وراء الملك من أجل صون سيادة المغرب على أقاليمنا الجنوبية ومواصلة التفعيل الأمثل للنموذج التنموي فيها”، مثمنا “الدور الريادي للملك في تعزيز مكانة المغرب وإشعاعه الروحي والتنموي في إفريقيا والتي توجت بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وعزم الحزب على توسيع وتعزيز الروابط مع الأحزاب الافريقية الصديقة”.

كما وجه البيان “تحية إكبار وتقدير للقوات المسلحة الملكية المرابطة على الثغور ولقوات الأمن الوطني ومختلف الأجهزة الأمنية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية كل في نطاق دوره ومسؤوليته في السهر على المحافظة على الأمن والسكينة بلادنا”.

وكان المؤتمر الوطني الثامن للحزب الذي انعقد يومي 9 و10 دجنبر بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، قد انتخب سعد الدين العثماني أمينا عاما جديدا للحزب بعد حصوله على 1006 صوت من أصل 1943، في حين حصل منافسه إدريس الأزمي الإدريسي على 912 صوتا، قبل أن يتم انتخاب الأخير رئيسا للمجلس الوطني عقب اعتذار بنكيران رغم حصوله على الأغلبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *