أخبار الساعة، مجتمع

العدل والإحسان تدعو للتضامن مع ضحايا جرادة وتحمل الدولة المسؤولية

دعت جماعة العدل والإحسان، من سمتهم “جميع القوى الحية من حقوقيين ونقابيين وإعلاميين، إلى مساندة ودعم ضحايا جراءة في معاناتهم بكل الأشكال المشروعة، والضغط النضالي للنهوض بالمدن المنجمية، في اتجاه إيجاد حلول بديلة للتشغيل استعدادا ليوم ينفذ فيه المخزون المنجمي، وحتى لا تتكرر المآسي التي مرت بغير واحدة من المدن مثل بوعرفة، تويسيت، سيدي بوبكر، بني تجيت وغيرها”.

وحملت الجماعة في بلاغ لقطاعها النقابي بجهة الشرق، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، الدولة المسؤولية الكاملة عن ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة الشرقية عموما ومدينة جرادة خاصة، نتيجة سياسة التفقير والتهميش، والغياب التام للمشاريع الاقتصادية والتنموية.

يأتي ذلك بعدما خرج الآلاف من ساكنة مدينة جرادة، في مسيرة حاشدة، أمس السبت، احتجاجا على “الظروف المزرية” التي يعيشونها، وذلك بعد انتشال جثتي شابين لقيا مصرعهما في انهيار بئر للفحم الحجري “الساندريات”، فيما اعتصم العشرات من المتظاهرين أمام مقبرة المدينة لمنع دفن الشقيقين ليلة أمس اسبت.

“العدل والإحسان”، وصفت جرادة بـ”مدينة شهداء لقمة العيش”، مشيرة إلى أن وفاة الشقيقين داخل البئر جاء نتيجة تنقيبهما في عمقه عما يسد رمق عائلتيهما مثل غيرهما من شباب المدينة، مضيفة بالقول: “منذ صدور القرار الارتجالي بإغلاق مناجم الفحم الحجري بجرادة أواخر القرن الماضي، أمست آبار الفحم «مدافن » للعاملين فيها، يدفعهم إليها، رغم زهادة ما يتقاضونه من تجّار الفحم المحتكرين، وأخطار الإصابة بالأمراض المزمنة التي تحيط بهم، واقع التهميش والإقصاء الذي تعيشه المنطقة”.

الجماعة عبرت عن تعازيها الحارة لعائلة الضحايا، مطالبة “مالكي القرار في البلد بوقف سياسة التفقير والتجويع، التي تسلط على مواطني منطقة الشرق، واعتماد مقاربة اجتماعية عادلة في حل ملف ضحايا إغلاق مفاحم جرادة تضمن لهم ولذويهم حق العيش الكريم في بلد ينعم بثروات تكفي كل المغاربة”، منوهة بما سمته “التلاحم الشعبي لأبناء المنطقة مع ضحايا آبار المفاحم ومرضى السيليكوز وغيرهم”.

اقرأ أيضا: جرادة تشتعل.. الآلاف يخرجون للشوارع ويمنعون دفن ضحايا البئر ليلا (فيديو)

واعتبر البلاغ ذاته، أن “إغلاق المناجم وتسريح العمال جعل مدينة جرادة تعيش وضعا كارثيا على جميع المستويات؛ بطالة متفشية وفقرا مدقعا وأمراضا مزمنة، وأوبئة اجتماعية؛ كل ذلك في غياب تام لأي بدائل من طرف الدولة للتخفيف، على الأقل، من حدة تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأغلب الساكنة”.

وأردفت الجماعة بالقول: “كما لا يزال مرضى “السيليكوز”، أحد أشهر الأمراض المهنية التي يصاب بها عمال الفحم الحجري يعانون من الإهمال، والوعود الزائفة التي ما فتؤوا يبشرون بها عند كل تحرك مطلبي لتمكينهم من العلاج الكريم، معية ضحايا حوادث الشغل ومتقاعدي مفاحم المغرب وذويهم”، حسب البلاغ ذاته.

وفي نفس السياق، علق القيادي البارز في الجماعة حسن بناجح، على حادثة جرادة بالقول: إن “مدينة الفحم الحجري يعاملها المخزن معاملة العصر الحجري”، قائلا : “وفاة شقيقين تحت أنقاض بئر كانا ينقبان في عمقه عما يسد رمقهم، مثل غيرهم من سكان المدينة الذين يعيشون شظف العيش بعدما أنهك المخزن صحتهم وجفف باطن أرضهم من خيراتها وترك ظهرها قاحلا من أي مشاريع تشكل لهم البديل، ثم راح يبني المشاريع والملاعب في بلاد بعيدة فيما لأهل الدار المسغبة والفاقة”.

وتساءل عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة، في تدوينة له بالقول: “أين الدولة؟ أين الميزانيات الضخمة والصناديق السوداء المخصصة لمختلف القوات التي يجد رجالها أنفسهم في الكوارث عزل من التجهيز المناسب؟ ما محل الخبرة التي يصدعون بها رؤوسنا في نشرات البؤس التي يدعون تقديمها وتصديرها للأجنبي؟ المخزن قام فقط بنا يتقن تجاه الشعب بإرساله قوات ضخمة لحصار المتظاهرين الغاضبين المحتجين على هذه الفاجعة الأليمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • إذريس جاية
    منذ 6 سنوات

    متى نستفيد ونتعظ من درس السعودية التي جمعت وجمعت ليأتي ترامب , ومن صالح الذي خزن وجمع ووو , متى ؟

  • غير معروف
    منذ 6 سنوات

    العدل والاحسان عزيز عليها تصيد في الماء العكر