المغرب العميق، مجتمع

حركة “إميضر” تستقبل أخر معتقليها على خلفية “أطول اعتصام” بالمغرب

استقبلت حركة “إميضر” الاحتجاجية، بجماعة إميضر التابعة للنفوذ الترابي لإقليم تنغير، قبل يومين، في “جوا احتفالي بطعم النصر”، آخر المعتقلين السياسيين على خلفية ما بات يعرف بـ”أطول اعتصام” في تاريخ المغرب، ويتعلق الأمر بـ”حميد ابركى” و”إيشو حمدان” اللذان تم اعتقالهما يوم 28 دجنبر 2013 وكذا المعتقل “مصطفى فاسكا” الذي تم توقيفه يوم 27 دجنبر 2014.

وقالت تقرير صادر عن حركة “إميضر” الاحتجاجية، أمس الأحد، إن الحركة من بين أكثر الحركات الاحتجاجية التي تعرضت للاعتقال السياسي بعد حراك الرّيف، إذ تم توقيف أول معتقلي الحركة وهو “مصطفى أوشطوبان” يوم 5 أكتوبر 2011، والحكم عليه بأربع سنوات سجنا نافذة، وتم اعتقال أزيد من 30 شخصا بعد ذلك، على حد تعبير التقرير.

وأضاف أنه على طول الست سنوات الماضية من عمر الاحتجاج السلمي بإميضر تم الزج بعدد من مناضلي الحركة في “سجون الظلم” لمدد تتراوح بين 12 و48 شهرا، حيث تم الإفراج عن كافة المعتقلين بعد انقضاء مدد “الأحكام السجنية الظالمة” في حقهم، و لعلّ آخرهم المعتقلين الثلاثة المفرج عنهم قبل يومين.

وأوضح تقرير حركة “إميضر” الذي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، أن التهم المنسبوبة إلى معتقلي جراك إميضر، كانت “مفبركة” وتراوحت بين تكوين عصابة إجرامية، والهجوم على المنجم، سرقة الفضّة و الترويج بها، والضرب والجرح باستعمال السلاح الابيض المقرونة بظروف الليل، وبين تهم التجمهر والتظاهر الغير مرخص له، وعرقلة سير شركة معادن إميضر، وقطع الطريق العمومية، والتحريض على العصيان، وعرقلة مشاريع تنموية بالمنطقة و تعييبها، والتحريض على الانقطاع عن الدراسة.

ولفت التقرير إلى ما أسماه “الممارسات اللاانسانية” التي عومل بها السجناء من “التضييق عليهم وحرمانهم من أبسط حقوق السّجين خاصة الحق في التطبيب والافرشة ومهاتفة أهاليهم وغيرها من الخروقات، مما دفع بعض المعتقلين إلى الدخول في أشكال احتجاجية ضدا على سوء معاملتهم من طرف إدارة السجن عبر الدخول في إضرابات عن الطعام ومراسلات عديدة لجهات معنية مختلفة، وعوض الاستجابة لمطالبهم المشروعة تعمدت إدارة السجن على ترحيلهم قسرا وتعسفا وتفريقهم على سجون مختلفة و بعيدة ممّا زاد من معاناتهم وكذا معانات عائلاتهم التي تتكبد عناء السفر و الزيارات الأسبوعية”.

وأضاف أن “لعنة الاعتقالات في حق أبناء إميضر ليست محدودة فقط داخل فترة الاحتجاجات الجارية التي تؤطرها حركة على درب 96 منذ صيف 2011 إلى الآن، كما أن الاحتجاجات الجارية ليست وليدة 2011 بل هناك تراكمات نضالية موشومة في تاريخ المنطقة، وقد عرفت تلك المحطات النّضالية كذلك اعتقال العديد من المحتجين أبرزها اعتقالات 1996 على خلفية الاحتجاج ضد سياسات شركة مناجم، بعد حدث هجوم الجيش على معتصم إميضر يوم 10 مارس”.

وتابعت الحركة في السياق ذاته، أنه “تم الحكم على خمسة أشخاص بسنة من السجن كما حكم على شخص سادس بسنتين سجنا نافذة و توفي بعد إطلاق صراحه سنة 1998 إثر مضاعفات التعذيب الخطير داخل زنزانته الانفرادية بسجن ورزازات، يتعلق الأمر هنا بالشهيد لحسن أرحما الملقب ب “أسبضان”

وقبل ذلك بعشر سنوات، وبالضبط في سنة 1986، يضيف التقرير أنه “تم اختطاف ستة أشخاص من إميضر لمدة شهر واحد من دون أن يحالوا إلى أية جلسة محاكمة، بعد احتجاجهم ضد مشروع حفر بئر من طرف شركة مناجم بشكل غير قانوني بغية استغلال المياه لصالح العمليات المنجمية، و تم الإفراج عنهم من سجن ورزازات بهد انتهاء أشغال الحفر و بداية استغلال المياه من طرف المنجم”.

وذكّرت حركة إميضر الاحتجاجية، بأنها “برزت منذ غشت 2011 للدفاع عن ملف اجتماعي، اقتصادي وبيئي يعكس تصور ساكنة إميضر في النهوض بقطاعي الصحة والتعليم، إحداث بنيات تحتية ومحاربة التلوث المنجمي وسياسات نهب ثروات المعادن، الاراضي، المياه والرمال من طرف شركة مناجم و رفع الإقصاء الممنهج على المنطقة على طول نصف قرن من استغلال واحد من اكبر مناجم الفضة في العالم”.

و”أقدم السكان على منع الشركة من استئناف استغلال واحد من أهم مصادر المياه والدخول في اعتصام مفتوح منذ ذلك الحين إلى حدود اليوم مما جعل منه أطول اعتصام و احتجاج سلمي في تاريخ المغرب إن لم نقل الأطول في العالم من نوعه و ظروف استمراريته”، على حد تعبير تقرير حركة “إميضر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *