مجتمع

الليشمانيا تصيب العشرات بزاكورة .. والصحة تقلل من خطورة الوضع

لا تزال نسب المصابين بداء الليشمانيوز بإقليم زاكورة، في تزايد مقلق، حيث أصيب مؤخرا العشرات من ساكنة جماعتي “تنزولين” و”بوزروال” بهذا الوباء، أغلبهم من الأطفال والنساء، هذا في الوقت الذي قللت فيه مندوبية وزارة الصحة بالإقليم من خطورة الوضع.

وأفاد فاعلون جمعويون في تصريحات متفرقة لجريدة “العمق”، أن داء الليشمانيا أخذ يتوسع بشكل رهيب في المناطق النائية خصوصا بـ”تنزولين” و”بوزروال”، حيث سجلت نسبة كبيرة من الإصابات في صفوف الأطفال والنساء، مؤكدين أن الساكنة مرعوبة ومتخوفة من وقوع إصابات جديدة وعدم القدرة على السيطرة على الوضع.

وطالب هؤلاء الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل من أجل توفير كل الإمكانيات والوسائل اللازمة للقضاء على العوامل المتدخلة في نقل الداء وانتشاره، وتوفير الموارد البشرية الكافية للتدخل، بدءا من مرحلة التحسيس والوقاية إلى مرحلة العلاج، لافتين إلى النقص الحاد المسجل في عدد الأطر التمريضية بالمركزين الصحيين التابعين للجماعتين المذكورتين.

مصدر تربوي، فضل عدم الكشف عن هويته، أوضح في تصريح لجريدة “العمق”، أن الحالات المصابة بالليشمانيا بمدرسة “الحدان” بتنزولين، في تزايد، وأنه في شهر نونبر الماضي سجلت إصابة 30 تلميذا، والآن ارتفع العدد إلى 135 تلميذا من بين 256 تلميذا بالمدرسة.

وأضاف أن ساكنة المنطقة تعاني من تزايد المصابين بهذا الداء، فقد تجد أسرة بكاملها مصابة بداء الليشمانيوز، مشيرا إلى أن معاناتهم تزداد حتى بعد تناولهم للقاح، حيث أن هذا الأخير لم يعد له أي مفعول، والممرضين المتواجدان بالمستوصف رغم كل المجهودات التي يبذلانها إلا أنهما لا يمكنهما استقبال كل هذا الكبير من المصابين.

ومن الإصابات الخطيرة، يضيف المصدر عينه، حالة مواطن أصيب على مستوى رجله والتي أخذت في الانتفاخ حيث لم يعد يقوى على المشي وهو المعيل الوحيد لعائلته، مؤكدا أن مستوصف جماعة “تنزولين” لا يتوفر على طبيب رئيسي يمكنه أن يشخص الحالات الخطيرة لبعض المواطنين.

وأوضح المتحدث ذاته، أن لجنة طبية سبق لها أن زارت المنطقة وأخذت عينات من دم بعض المرضى الذين لم يتماثلوا للشفاء بالرغم من تناولهم للقاح من أجل تحليلها، لافتا إلى ضرورة أن تخصص وزارة الصحة فريقا طبيا يسهر على كل الحالات بالمنطقة لتمكينهم من العلاج والمتابعة إلى أن يشفوا تماما، لأن المستوصف لن يتغلب على كل هذه الحالات.

وبالمقابل، قلل المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بزاكورة، في تصريح للجريدة، من نسبة المصابين بداء الليشمانيوز بجماعة “تنزولين”، مؤكدا أن الحالات قليلة ولا تدعو للقلق، وأنها كانت مرتفعة فقط في شهر نونبر، وتدخلت المصالح الطبية وتم تمكين المصابين من العلاج.

وعلاقة بالموضوع، دق الفريق الدستوري بمجلس النواب، ناقوس الخطر بعد انتشار مرض الليشمانيا بإقليم زاكورة، حيث وجه ملتمسا إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، سجل فيه أنه “رغم المجهودات الكبرى التي بذلت من طرف وزارة الصحة، فإن القضاء على مسببات هذا المرض بشكل نهائي والحد من امتداد دائرة انتقاله حتى لا يخرج عن نطاق السيطرة، لا يمكن أن تتم بشكل عملي إلا من خلال تنسيق التعاون بين الجهات المعنية كالصحة والبيئة والداخلية والتعليم والفلاحة والجماعات الترابية وجمعيات المجتمع المدني”، وفق تعبيره.

وأشار الفريق، في الملتمس الذي اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منه، إلى أن”إقليم زاكورة يعاني من استفحال انتشار مرض الليشمانيا، والذي يعود بالأساس للتلوث البيئي الذي يعرفه الإقليم، إلى جانب شح المياه وانعدام قنوات الصرف الصحي للمياه العادمة، وهو ما يتسبب في إصابة العديد من السكان خاصة الأطفال والمسنين بتقرحات خطيرة في الجلد”.

ولفت الفريق، إلى “الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر بعد أن بدا هذا المرض الخبيث يظهر بشكل سنوي، وتحديدا خلال شهري نونبر ودجنبر، كما توسع مدى انتشاره ليصل للمؤسسات التعليمية مع ما تعرفه من ارتفاع لعدد من التلاميذ، مما يوفر البيئة الحاضنة والمناسبة لانتشار هذا المرض بشكل كبير، وهو ما برز جليا بعد ما أصيب مؤخرا أكثر من 300 تلميذ بهذا المرض، مع ما ينذر به من ارتفاع معدل توسع رقعة انتشاره”.

ويعرف الأطباء الأخصائيون مرض “الليشمانيا” بأنه مرض جلدي طفيلي، ناتج عن طفيلي وحيد الخلية اسمه “داء الليشمانيات الجلدي”، يصيب أساسا الحيوانات، إلا أن العدوى به تنتقل إلى الإنسان، بسبب الصعوبات التي تواجه الجماعات المحلية في محاربة انتشار الأوساخ والقاذورات، وعدم قدرة وزارة الفلاحة، على مقاومة الفأر الغابوي، الذي يعتبر خزانا له، ومصالح أخرى مختصة في محاربة “ذبابة الرمل”.

وكانت فعاليات جمعوية وحقوقية بزاكورة، قد حذرت من تفشي هذا الوباء، خصوصا مع ندرة المياه التي يعاني منها الإقليم وما ينتج عنه من انعدام النظافة أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي لانتشار المرض، داعين وزارة الصحة إلى التدخل العاجل من أجل الحد من المرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ابو ياسي
    منذ 6 سنوات

    حفظكم الله السي جمال عمل انساني شريف